رائد

هو انتي ماشوفتيش الصندوق بتاعي
بصتلي باستغراب ورجعت وقفت قدامي تاني وقعدت على طرف السرير وهي بتقولي 
صندوق أيه يا ابني
الصندوق الخشب بتاعي القديم ده اللي بابا كان عاملهولي قبل ما ېموت 
آآآآآه افتكرته هتلاقيه هنا ولا هنا احنا ماسبناش حاجة ورانا في الشقة 
أنا عارف اني جيبته بس مش فاكر حطيته فين
سيبك انت بس كده وكل وروق وأنا هبقى أدورلك عليه ماتقلقش هيروح فين يعني
ماشي يا ست الكل معلش بقى اني هتعبك معايا 
تعب ايه بس يا حبيبي تعبك راحة 
أول ما خلصت الساندوتش قامت وقفت وخدت الطبق وخرجت من الأوضة وهي بتقولي 
نام بقى وريح جسمك شويه ده انت خلاص كلها كام ساعة وهتقوم عشان تروح الشغل تاني 
ماشي يا حبيبتي تصبحي على خير 
تلاقي الخير يا ضنايا 
خرجت من الأوضة وسابت الباب متوارب وراها هي عارفة من زمن أوي اني بخاف من الضلمة بصيت للسقف وخدت نفس عميق وغمضت عينيا دماغي كانت شغاله مش راضية تفصل بفكر في حاجات كتيرة داخله في بعضها ومش لاقيلها حل ولا تفسير فضلت على الحال ده بتقلب على السرير لحد ما روحت في النوم 
كنت حاسس اني واقف في مكان غريب وحواليا حيطان بيضا طويله حاولت أخرج من المكان ده كذا مرة لكن كل محاولاتي كانت فاشلة زي ما أكون في متاهة مش عارف أخرج منها كنت مستغرب ايه اللي جابني مكان زي ده واټصدم لما سمعت صوته حسيت ان الډم اتجمد في عروقي ومابقتش قادر آخد نفسي ده أنا حتى اتسمرت في مكاني ومابقتش فاهم أي حاجة بصعوبة اتلفت حواليا صوته كان ساعات بيبقى قريب مني أوي وفجأة يبقى بعيد بعيد أوي مع اني ماكنتش شايفه وده جنني أكتر بقيت ماشي أبص عليه يمين وشمال وأنادي بعلو صوتي  
عم حسين أنت فين يا عم حسين ساعدني أخرج من هنا أنا تايه 
بيكيا يلا روبابيكيا بيكيا يلا اللي عنده روبابيكيا للبيع 
وقفت وخبطت رجلي في الأرض پغضب وساعتها حسيت ان الأرض نفسها انشقت وبلعتني كنت حاسس بجسمي وهو بينزل لحد ما اتهبد وساعتها فتحت عينيا وأنا پصرخ من شدة الألم 
ماكنتش عارف أنا فين لأن الدنيا كانت من حواليا ضلمة جدا ومش سامع فيها غير نفسي وصوت حد بيلهث جنبي وهو بيقول 
روبابيكيا يلا البيكيا 
في اللحظة دي حسيت ان قلبي هيقف من كتر الخۏف ده ماكنش صوت عم حسين ده حد بيحاول يقلده عشان يخوفني عم حسين طيب مايعملش فيا كده في اللحظة دي باب الأوضة اتفتح وأمي دخلت منه وقالتلي 
اللاه ما انت صاحي أهو أومال ليه قولتلي أصحيك قبل الفجر ضروري 
أنا قولتلك كده امتى ده
لما سيبتك ودخلت أنام انت جيت أوضتي وطلبت مني أصحيك قبل الفجر وأكدت عليا أظبط المنبه ومنساش 
أنا! أنا عملت كده
اه يا حبيبي أنت ده انا استغربت دلوقتي لما لقيتك قافل باب الاوضة دورت عليك في الصالة مالقتكش فجيت أشوفك هنا ولا ايه ماكنتش متخيله انك ممكن تقعد في الضلمة 
انا مش عارف مين اللي قفل الباب ولا حتى فاكر اني قولتلك صحيني قبل الفجر خالص 
يوووه ايه اللي انت بتقوله ده تلاقيك بس الدنيا ملخبطة معاك عشان بقالك كام يوم مانمتش كويس أنا هوارب الباب تاني وحاول تنام 
غمضت عينيا وفردت ضهري على السرير كنت مستني النوم يجي بس ماجاش فسلمت أمري لربنا وقومت حضرت لنفسي كوباية قهوة وخدتها وقعدت في البلكونة كان منظر الشروق جميل جدا كل حاجة مثالية أوي ماعدا الكوابيس اللي كانت عملالي أرق الكام يوم دول خلصت القهوة وقومت خدت دوش وغيرت هدومي ونزلت الشغل وأمي لسه نايمة وصلت بدري على غير العادة وبدأت شغلي كان باين اني مش مركز أوي أصل في اليوم ده تحديدا رجعتلي كذا روشته من الصيدلية بتاعت المستشفى عشان أغلب أسامي الأدوية اللي كنت كاتبها في الروشتات كانت غلط الموضوع ماوقفش على كده لا على الساعة تلاته العصر في ست دخلت وهي شايله بنتها فضلت تصرخ وتقول ان بنتها كانت هتروح منها لولا ستر ربنا ان اللي هتديها الحقنة كانت عارفه ان عندها سكر كنا واقفين بنبص لبعض باستغراب مين الدكتور اللي ممكن يقع في غلطة شبه دي احنا أول حاجة بنسألها للعيانين لو عندهم تاريخ مرضى أو حساسية من حاجة عشان نعمل حسابنا واحنا بنكتب أدوية المضاد الحيوي بالتحديد مدير المستشفى خرج من مكتبه ووقف قدامه وقالها 
اهدي يا ست انتي أنا مقدر اللي انتي فيه بس مستحيل دكتور عندي هنا في المستشفى يغلط الغلطه دي بلاش رمي جتت احنا ممكن نعالج بنتك عادي من غير فلوس بس بلاش الأسلوب ده 
يادكتور أنا هرمي بلايا عليكوا ليه ما الدكتور اللي كاتب الروشته اهو واقف وراك ومايقدرش ينكر 
أيوووه أنا الدكتور اللي كنت واقف ورا المدير بصيت حواليا مالقتش حد غيري فقولتلها 
حضرتك بتتكلمي عني أنا
هو فيه حد واقف وراه غيرك مش انت اللي كشفت على بنتي الصبح وادتها العلاج ده
محصلش أنا ماشوفتش بنتك دي أصلا قبل كده 
يالهوي يعني هتطلعني بتبلى عليك ده أنا بنتي كانت هتروح مني بسببك وأنا استحرمت اشتكيك 
تشتكيني! تشتكيني ازاي وبايه أنا لا شوفتك ولا شوفت بنتك ولا كشفت عليها ولا حتى كتبتلك روشتات 
قعدت على الأرض وفضلت تقول 
لا حول ولا قوة الا بالله حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا دكاترة معندهاش قلب ولا ضمير ربنا ينتقم منكوا 
ساعتها مدير المستشفى ماقدرش يمسك نفسه نادى على الأمن وأمرهم يرموها بره المستشفى ڠصب عنها مش كده وبس ده هددها انها لو جابت سيرة المستشفى أو قالت علينا حاجة مش هيسكتلها وهيرفع عليها قضية تعويض ويبيعها اللي وراها واللي قدامها الست خاڤت ساعتها وخدت بنتها وقامت مشت ماعرفتش أتجاوز اللي حصل وبان للكل اني اتعصبت واتهزيت لدرجة ان المدير نفسه خدني على مكتبه وقالي 
من أول يوم اشتغلت معايا فيه هنا وأنا وعدتك أقف جنبك وأحفظلك جميلك اللي عملته معايا زمان بس انت شكلك تعبان ومش تمام فلو في حاجة مضيقاك احكيلي 
لا والله يا افندم مفيش حاجة أنا تمام الحمد لله 
طيب تقدر تروح دلوقتي ولو محتاج تقدم على أجازة اكتب طلب وأنا هوافق عليه ماتقلقش 
متشكر لحضرتك يا افندم مش عارف أقولك ايه والله 
ماتقولش حاجة انت زي ابني ولو في أي وقت وقف معاك حاجة أنا موجود 
ربنا يخليك يا دكتور أستأذن بقى عشان معطلكش أكتر من كده 
اتفضل يا رائد وابقى طمني عليك 
حاضر يا دكتور 
من ساعة ما خرجت من مكتبه ونظرات كل اللي حواليا ماكنتش مريحاني دخلت العيادة وغيرت هدومي وسحبت نفسي بهدوء ومشيت من المستشفى فضلت ألف شوية عشان ما اروحش بدري وأمي تفضل تزن عليا وتسألني راجع بدري ليه وحصل ايه رجليا خدتني للجمالية المكان اللي اتولدت واتربيت فيه مش عارف ايه اللي جابني هنا! كنت ماشي تايه لحد ما سمعت صوت عارفه وحافظه كويس كان بينادي عليا 
يا رائد يا رائد 
لفيت وشي وبصيت لصاحب الصوت وتنحت لقيت نفسي بقرب منه زي