السبت 28 ديسمبر 2024

حبيسة الجدران

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

فعلته لم يصدق 
_ من أين اتت لك هذه الجرأة أو تلك القوة يا أسما 
_من أين 
_ من جبروت الزمن من قسۏة الأيام يا أبي من ضعف وقلة حيلتكم 
_ يا إبنتي 
يا إبنتي  
أنا رجل عجوز لا أقوى على كل تلك المشاكل والإنفعالات 
وعشت عمري كله هذا وانا لا اعرف عن المشاكل طريق ولا باب 
أتطلبين مني اليوم والآن ان اكون رجل انفعالي ومقاوم للمشاكل 
_ لا يا ابي
لن اطلب منك شيء بعد اليوم 
وفجأة يرن هاتف والد اسما 
_ انه عماد !!!
آلوووووو 
نعم هي هنا أنت من بدأت أنت من وصلتها إلى هذا الوضع هذه ليست ابنتي اسما لقد حطمتها  
_ تمام 
ابنتك عندك لا تجعلها تأتي لأنها اذا فكرت ان تأتي فسوف أقتلها 
_ كيف تسمح لنفسك ان تهددني بإبنتي
_ ابنتك التي بدأت أبلغها الا تأتي وهذا الأفضل لها 
واغلق عماد الهاتف عند تلك الكلمات واتصل بعدها بأخيها وقص عليه ما فعلته أخته من محضر تمكين ومن رفع قضية بالمحكمة 
ولكن الغريب في الأمر ردة فعل أخيها عندما علم بهذا الخبر 
لقد عاداها وخاصمها وقال لها 
_لقد تصرفتي بمفردك اكملي مشوارك الذي بدأتيه بمفردك أيضا 
وافترق الأخوات بسبب عماد 
أصرت اسما ان تذهب لبيتها 
حاول والدها ان يمنعها ولكنه لم يقدر عليها فقرر ان يذهب معها خوفا عليها من عماد لأنه مچنون ممكن ان ينفذ تهديده 
وبالفعل ذهب الى منزلها 
وهناك .....
يجلس عماد على الاريكة مستريحا وهو مرتديا فانلة حمالات بيضاء والتعجرف يملئ حاجبيه
_يا أهلا يا أهلا 
كيف تجرأين على المجئ إلى هنا 
لقد اصبح ماء وجهك مكشوفا انا لم اخطئ عندما قلت عنك انك ناقصة تربية
_ كان والدها كل هذا يصعد السلم وراءها 
إلزم حدود يا عماد ولا تكثر في الكلام مع اسما 
_ أهلا أهلا بالزعيم رئيس العصابة 
أبو الزعيمة 
_ قلت لك لا تتجاوز حدك معنا بكثرة الثرثرة في الكلام 
_ وان اكثرت ماذا ستفعل 
_ لن أفعل شيء الله سيفعل
ومر شهر بأكمله
وبقيت أسما في منزلها وحدها فقد ترك عماد المنزل
ومر الأيام بدون اي احتكاك مع زوجها عماد وكان هذا غير طبيعي وغير مطمئن وبدون أن يصرف عليها أي مصاريف هي وابنتهما 
كانت أسما في تلك الشهر تصنع حلويات وتغلفها وتبيعها لمحلات الماركت مثل البقلاوة والكيك الشيكولاتة وسبحان الله من اولى أيام بدء المشروع 
نجح مشروع اسما وشهد لها كل من تذوق طعامها بأنها ممتازة في صنع الحلويات
حتى كبر المشروع معها وبدأت في صنع الأرز باللبن و المهلبية وكأن الله يدعمها في كل شيء 
بدأت الامور تتحسن وتستقر وكانت اسما لا تحتاج لأي مخلوق ولأن الله يحبها جعل كل من يعرفها ويراها يحبها أيضا كل من عرف اسما كان يقف بجوارها ويمدها بالمساعدة والبسمة التي تخرج من القلب  
سخر الله لها في وقت كربها هذا اجدع الأشخاص  
حتى وكيل النيابة كان يرعى شئونها ويسهل لها امورها لبيع منتجاتها 
حتى جاء موعد القضية المحدد
ذهبت اسما الى المحكمة وحدها اعتقادا منها أنه لن يأتي أحد لدعمها في مثل هذه اللحظة 
ولكنها قد تفاجأت بوالدها يجلس هناك وقد حضر من قبلها
فاقتربت منه ووضعت يدها على كتفه 
كانت تظهر عليه ملامح الخۏف والقلق والإرهاق معا 
فرفع رأسه إليها والدموع تملئ عيناه 
_ ماذا بك يا أبي 
_أخاف عليك من هذا الۏحش 
لا أعلم ما يخبأه لك وماذا يدبر لك طوال مدة هذا الشهر الذي

انت في الصفحة 6 من 10 صفحات