السبت 28 ديسمبر 2024

حبيسة الجدران

انت في الصفحة 7 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

اختفى فيه 
_ لا تخف يا أبي إن الله معي سيحميني 
انا امرأة صالحة لم أظلم أحدا طوال سنين عمري ولم أغتب أحدا لذلك أعلم أن الله لن يتركني وأن عوضه قريب 
_ أسأل الله ان يعوضك يا حبيبتي وان يرزقك العوض في كل شيء وأن يجعل لك من تذوق حلاوة الدنيا حظا 
وها هو قد أتى دور أسما في قائمة المنتظرين قضاياهم 
_واضح ان الجميع مظاليم وأن الجميع يعانون 
العالم خارج البيت يا أبي عالم آخر لم نكن نعلم عنه شيء 
وواضح من عدد كل تلك القضايا والبشر التي تملئ قاعة المحكمة هنا ان جميع الرجال عماد وان جميع النساء اسما 
_ لا تفكرين الآن في أي شيء
سوى المحكمة وما ستحكم به لنا 
دخلت اسما إلى قاعة المحكمة هي وابيها  
لم يكن معها أي محاميين عن قضيتها 
فهي وكلت ربها للدفاع عنها 
ولكن محمد بيه وكيل النيابة لم يتركها هكذا بل احضر لها محاميا ليتولى قضيتها  
_ أسما
لا تقلقي لقد ارسلت شرطيا ليتحرى عن تحركات زوجك وليخبرنا اين هو 
_ لقد غلبتك معي يا محمد بيه
_لا تقولين هذا  
انت جميلة قلبا وقالبا يا أسما 
وصدقيني انا لا اريد أي شيء سوى أن أراك سعيدة وبالك مستريح 
واريد ان أجعل هذا الرجل الطيب والدك ان يستريح لقد عانى معك من تعب كثيرا
الآن اترككما 
لقد حان دوركما الله معكما
واثناء دفاع المحامي امام القاضي عن اسما وعن ما مرت به من ذل وتقشف واهانة ومعاناة 
يرن هاتف محمد بيه وكيل النيابة فيأخذ جانبا للتحدث بصوت منخفض بجوار اسما ووالدها 
_آلووو 
ماذا كيف حدث هذا  
لا حول ولا قوة إلا بالله 
_ أسما هل أنت بخير 
ماذا حدث 
والدها ينظر بإندهاش وتعجب وينتظر رده عليها 
_ إنه أمر أشبه بالمعجزات 
_اخبرني ماذا حدث 
_زوجك عماد 
_ماذا به 
_اثناء بحثنا عنه عرفنا انه الآن يجلس بمكتب محامي يتلاعبون في أوراق بيع شقتك ويتلاعبون في نقل اسماء الملكية والتواريخ 
_ ثم ماذا 
هل انا خرجت من شقتي هكذا 
_ لا
لقد صړخ زوجك فجأة وهو يوقع الأوراق بخط يده 
ومسك قلبه وفجأة لم ينطق حرفا وسقط برأسه على المكتب 
_ماذا أصابه !
_لقد أصابه أزمة قلبية وتوفاه الله 
_ الأب 
_ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
أنت المنتقم يارب لقد حذرته ان يتراجع عن ظلمه لكنه رغب في أن يطغى ويتبع خطى شيطانه مثل فرعون أبى واستكبر 
وماذا جنى في النهاية 
لم يجني شيء ولم يأخذ معه شيء 
على قدر ظلمه لإبنتي إلا إنني أشفق عليه وعلى ابنته التي اصبحت يتيمة 
بدأ القاضي في نطق اسم اسما 
_ اسما احمد عبد الهادي
_افندم 
_ ألا تريدين الصلح 
خړاب البيوت ليس بهين
هنا يتدخل محمد بيه وكيل النيابة
_ لا توجد قضية سيدي القاضي 
_ لماذا 
_ لأن الزوج توفاه الله الآن 
_ ماذا 
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ماذا بينك وبين الله أيتها الزوجة حتى يصبح انتقامه عدل بالنسبة لك هكذا 
_ بيني وبين الله احلى كلام وثقة ويقين بيني وبين الله رضا وصبر وأمل 
بيني وبين الله دعوات أبي الرجل الطيب الصالح ودعوات أمي المرأة الطيبة 
وإبنتي الملاك التي لم ترى من نور الدنيا شيء 
ثم بكت أسما 
فقال لها القاضي 
هل كنتي تحبينه 
_لا  
بل لم أكن اتمنى له خاتمة مثل هذه 
لأنه كما ذكر ديننا في حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الشريف 
يبعث كل عبد على ما ماټ

انت في الصفحة 7 من 10 صفحات