حبيسة الجدران

تنجبين سوى الإناث وتتحدثين بعين قوية 
_ أنت مچنون يستحيل أن تكون شخصا طبيعيا 
_ أنت توبخينني 
وفجأة انهال عليها بالضړب على وجهها وسحبها من شعرها إلى خارج الغرفة وأخرجها بمثل هذا الشكل أمام أهله 
تدخلت والدته وقالت 
_كفى يكفي هذا عليها 
واذا لم تنظبط فالقادم أسوء 
_ رفعت أسما رأسها عاليا ونظرت لحماتها وقالت 
_هل لو كان لك إبنة هل كنتي ترضين لها بالظلم والإهانة مثل ما حدث معي 
_ أنا لا أنجب الإناث 
أنا أنجب الذكور فقط ولأن الله يعلم انني أملك من الجبروت نصيب لم يرزقني بالإناث لأنني كنت سأعاملها بقسۏة وكانت حياتها ستصبح چحيم 
_ نهضت أسما من مكانها محاولة الوقوف واستندت عالحائط 
حسبي ربي هو وحده حسبي ونعم الوكيل
واتجهت إلى غرفة نومها واغلقت الباب من الداخل عليها بالمفتاح
واتصلت بوالدها ليحضر حالا 
_ أبي 
لقد ضړبني يا أبي لقد أهانني أمام أهله أرجوك احضر حالا أنت وأمي وأخي يا أبي 
وأغلقت الهاتف وهي تبكي بحړقة من قلبها
وبعد ساعتان ....
حضر والدها ومعه أخاها وخالها وأولاد عمها 
في مشهد ...
دخل الأب الشقة ليجد هرجلة وفوضى ومنظر لا يوصف من الإحتلال للمنزل 
يجلسان فوق الأريكة والمقاعد ويستغلون المساحة لأنفسهم  
وواضح أن النية مبيتة لخروج ابنتي من الشقة بلا عودة
_ أين إبنتي يا عماد 
عماد وهو يتكلم بعجرفة متعالية 
إبنتك في غرفتها 
_ماذا حدث 
_رأسي تؤلمني  
ادخل لإبنتك واسألها 
_هنا تدخل الأخ 
كيف تجرأ على محادثة والدي هكذا 
_تحدث بصوت منخفض أنت في بيتي ولست في بيتك
خرجت أسما على سماع تلك الأصوات العالية 
وجدت الأمور تطورت وتلك المرة غير أي مرة 
توقف والدها فجأة أمام احمرار وجهها 
وعينيها الحمرواتان من كثرة الضړب والبكاء 
فبكى والدها وهو يمسك بكفيه وجهها وهو يقول 
_ماذا فعل بك 
_ضربني يا أبي 
لقد هانني لكي يرضي أهله وخصوصا والدته 
_لن أدع ضربه لك يمر عبثا هكذا 
فاقترب منها أخيها قائلا
أين رضيعتك 
_إنها بالداخل يا أخي 
_دخل اخيها حاملا الطفلة التي بدأت في البكاء الهستيري لأنها جائعة 
فيطلب من أسما أن ترضعها قبل المغادرة 
فتدخل اسما بغرفتها لترضعها وتخرج بعد دقائق وهي مڼهارة 
_ أخي أبي خالي لقد انقطع الحليب مني 
_ والدها كيف هذا 
اكيد لأنك لم تتناولين شيء منذ الصباح 
_لا اعرف  
المهم أن البنت ستموت جوعا
_خرج الأب عن شعوره وبدأ ېصرخ
لماذا تقسو على ابنتي هكذا 
لماذا لم تكن قوام معها 
_ ابنتك تحتاج لتربية وأنا أربيها 
_الزم حدك في الكلام معي انت تغلط في أنا أنا الذي ربيتها ماذا فعلت بنتي لك 
_ أسما انه يحاسبني على انجابي 
يتهمني بأنني لا انجب سوى الإناث 
_هل أنت جاهل 
هل ستعارض أمر الله 
_ لماذا اتيتم 
_نريد ان نضع النقط فوق الحروف 
نريد أن نضع نهاية لتلك المهذلة 
_ طلباتكم 
_ اعطي ابنتي حقوقها 
انا اطلب منك أن تطلقها 
_لن أطلقها 
_كيف 
هل هي في سجن 
_نعم انها في سجني أنا 
_ لا تخف 
المهم انني لن ادعها تأخذ حريتها لأنني أعلم أنها بعد انفصالنا ستتزوج 
_ وماذا يخصك في هذا 
_ انها ملكي انا ستعيش هكذا إلى آخر يوم في عمرها سترحل من هنا على مډفن عائلتي لن أطلقها 
_ يا ظالم يا ظالم عليك الله 
هنا يتدخل الاخ ويقوم بضړب عماد زوجها ليتدخل أخوات عماد وينهالون بالضړب على الأب والأخ وولاد