حبيسة الجدران
مر أربعون يوم على ولادة أسما
وكان من المفترض أن يأتي عماد زوجها لإصطحابها إلى منزلهم
ولكنه لم يأتي وعندما اتصلت به أسما لتسأله عن سبب تأخره
_ لماذا لم تأتي حتى الآن
_ أنا في العمل
_ وماذا عني !
_ اطلبي من والدك او أخيك ان ينقلوكي لبيتنا فأنا مشغول
_ لماذا تتعامل معي هكذا
_ اسما أنا مشغول الآن مع السلامة
يبدو أن هناك أحد كان هنا طوال الأربعون يوم
تركت أسما ابنتها على الأريكة وأخذت تتفحص احوال بيتها الذي أصبح فوضوي في غيابها
ولكنها أصابها الڠضب وبدأت تنفعل من شكل دورة المياة لمنظر مطبخها حتى غرفة نومها
اتصلت بزوجها لتستفسر منه
_آلووو
هل في غيابي كنت تقيم هنا بمنزلنا وحدك أم كان يقيم معك أحدا غيرك
_ البيت غير منظم كما تركته اصبح فوضوي
_ نعم إنه أبي وأمي وإخوتي كانوا يقيمون معي طوال فترة مكوثك عند والدك كانوا يراعونني ويعملون على راحتي
_ راحتك
لماذا هل أنت الذي وضعت أم أنا
وتركوا لي تظبيط الفوضى ورائهم أنا التي لا أقوى على الوقوف ومن المفترض أنني أتيت لأستريح
سأغلق الخط لأنني مشغول الآن
_اخذت اسما تبكي من جحد زوجها واخذت تدعي الله على ظلمه لها
_ اصطبري واحتسبي سوف يزول إبتلائك عما قريب
_لقد تعبت يا أبي أنا أعاقب في جوازتي هذا أدفع ثمن ذنب أنا لا أعلمه
لماذا أنا يحدث لي كل هذا
لقد تعبت يا أبي لقد تعبت
ومن ثم قال لها أخيها سامي
_ إذا كنتي تودين ترك المنزل والرجوع معنا فهذا حقك هيا بنا
_لا لا لا لابد أن أتحدث معه
لابد أن أفهم لماذا يفعل بي هذا
لماذا كل تلك القسۏة
فرد والدها
_ خذي الأمور بحكمة يا أسما ولا تضيعي حقك بصوتك العالي صاحب الحق دائما صوته منخفض يا إبنتي .
أتى عماد إلى بيته وكان برفقته والده وأمه وأخواته الأربعة
خرجت أسما لتستقبله
فوجدت أهله معه دخلت مسرعة إلى غرفتها وارتدت جلباب ليسترها أمامهم وخرجت مرة ثانية تنظر والإندهاش يملئ عينيها كانوا يحملون حقائب صغيرة يبدو أنها حقائب شخصية للملابس الخاصة بهم
_ أهلا وسهلا بكم
حمد الله على السلامة
هل إنتهيتي من إعداد الطعام
_ طعاااام
طعام ماذا
لمن أصنع الطعام وبماذا أحضر الطعام وهل أنت تركت في الثلاجة طعام ليتم تحضيره أو تركت لي نقودا أشتري منها طعام لأحضره
_ ما كل هذه الثرثرة
إنه سؤال إجابته لا تحتاج لكل هذه الكلمات
_ أريدك على إنفراد بالداخل
نظر إليها والد عماد وعيناه تمتلئ غيظ وأما عن والدته كان علامات الشړ تملئ حاجبيها اما عن اخواته الأربعة فكانوا مسترخين على الأريكة وكأن البيت بيتهم
وضع عماد مفاتيحه على طاولة السفرة واخذ نفسا عميقا ونظر لوالدته وكأنه يطمئنها بعينيه اطمئني سأقوم معها بالواجب في الداخل
وداخل غرفة النوم.....
_لماذا لم تخبرني بأن أهلك قادمين
_ ولماذا أخبرك انه منزلهم يأتون وقتما يشأون
_لا بل إنه منزلي أنا
_ هل جن عقلك
من أين تأتين بمثل هذه الجرأة التي تتحدثين بها معي يا أم البنت
_ أم البنت
وهل أنا أتيت بها من الهواء المطلق وحدي انها بنتك أيضا
_ أمثالك من المفروض يصمتون للأبد
_لماذا
_ أنت لا