بادلته ابتسامة باهتة وأنا أمد يدي لأخذ الأكياس"يا ألله حتى البواب لم أسلم من مناكفته يحاول أن يعطيني درسًا في المسؤولية"
قبل أن يدير وجهه ويذهب تذكر أمرًا، فعاد يقول:
الأستاذ آتٍ على الغداء جهزي كل شيء.
هنا قطبت حاجبي، وأنا أقول في سري"ماذا يقصد بكل شيء؟
وأساسًا هو يتناول الغداء في المنزل هذا اليوم هل الرجل يحاول أن يجنني؟"
أخذت الأكياس وذهبت تجاه المطبخ وضعت كل شيء على الطاولة، لم يكن شيئًا هينًا قط لقد كانت الأكياس عبارة عن ممبار ولحمة رأس وكوارع وخلافه، لكي أكون صادقة الرجل ذهب للتسوق وجلب كل الأشياء التي أنفر منها ولا أستطيع أن أفعلها مجرد رائحتها قد جعلت الصالة يُهرَب منها، سددت أنفي بيدي وأنا أدعو عليه وعلى ذلك الموقع الرديء الذي عرفته منه، ما بالي أنا والزواج!
ولم يكد يمر اليوم حتى جاء البواب ثانية ما أن رأيته وضعت يدي على فاهي باندهاش
" فقد نسي زوجي دفع أجرة المنزل وبكل تأكيد نسي إحضار الأغراض التي طلبتها منه أمس"
ولا أخفيكم خبرًا ذلك المصباح الذي في الصالة معطلٌ منذ ثلاثة أشهر، وعندما أخبرته كانت إجابته غدًا وأنا أنتظر الغد يأتي منذ ثلاثة أشهر، هو دائمًا ما ينسى" يا إلهي علي التحمل"
بعد لحظات قليلة ذهبت للتسوق، ولم أتحرك بعد حتى رأيت أم محمد التي نشتري منها دائمًا تناديني، وكما هو متوقع لم يدفع زوجي ثمن الأشياء التي أخذناها سابقًا هو هكذا لقد اعتدت؛ ها قد حل المساء إنها الثانية عشر لا أعلم لماذا التأخير لقد وعدني بأنه سيأتي قبل التاسعة سأناقشه في الصباح كالمعتاد إن استيقظت باكرًا، دخلت الغرفة أتمدد على الفراش أبحث عن موضع يريح عظامي التي تأن من ۏجع اليوم، أمسكت هاتفي أتصفحه قليلًا حتى يعود، وعندما تأخر الوقت غفلت بضع دقائق فقط؛ وإذ بي إحداهن تهزني لأنهض إنها أختي الكبيرة وبمنزل والديّ، نهضت بتكاسل أخطو خطوات بطيئة حتى دلفت إلى الحمام "يا إلهي وكأنني ما زلت بهذا الحلم"، عدت لفراشي أبحث بهاتفِي عنه حتى أدمعت عيناي؛ تذكرت عندما بلغت سن الثلاثين ولم أتزوج قد فاتني قطار الزواج مثلما يقولون؛ يا له من مجتمع مريض، غزاني فراغ داخليٌّ حاولت معه إلهاء نفسي عما يشغل تفكيري دخلت إلى عالم الشبكات العنكبوتية كونت صداقات كثيرة؛ حتى بدأت تلك الأخيرة التحول إلى إعجاب ثم انجذاب وحب من الطرفين، لم نترك تفاصيل يومنا إلا وتناقشنا بها رغم تباعد المسافات بيننا، فرحت كثيرًا ما زال أحد يسمعني بمشاكلي وسعيد بكلامي معه بعد أن فقدت الأمل في ذلك؛ أخيرًا وجدت حالي معه.
بالنهاية تزوجنا بعد تواصل ثلاث سنوات إذ يكبرني هو بخمس؛ وأخيرًا أغلق علينا باب واحد، لكن مقابله فُتحتْ أبواب كثيرة لم نستطع إغلاقها إلا بالطلاق.
تمت
.....................
عمل مشترك بين
شروق مصطفي
زينب محمد علي
جويريه مصطفي