رحلة مجهولة حصرية
تتراجع
لا يمكنك التخلص مني... أنا جزء منك!
ردت ليلى بحزم ربما تكونين جزءا مني لكنك لن تتحكمين بي!
ومع آخر كلمة اڼفجرت القلادة بنور هائل ملأ المكان بأكمله. سقطت ليلى على الأرض وهي تتنفس بصعوبة وعندما فتحت عينيها اختفت الظلال. التماثيل التي كانت تمثل أصدقاءها بدأت تتحطم ببطء لتظهر وجوههم الحقيقية وهم يستعيدون وعيهم.
نظرت إليهم ليلى ودموع الفرحة تملأ عينيها كنتم هنا طوال الوقت... كنت أظن أنني فقدتكم.
ابتسمت سارة وقالت لقد أنقذتنا... كيف فعلت ذلك
نظرت ليلى إلى القلادة التي أصبحت رمادا في يدها وقالت واجهت نفسي... كان يجب أن أؤمن أنني أستطيع.
قبل أن يردوا اهتزت الأرض مرة أخرى وصوت عميق تردد في المكان
نظر الأصدقاء إلى الأفق حيث بدأت الأطلال تتلاشى تدريجيا لتظهر أمامهم بوابة جديدة من نور تقودهم إلى ما هو أبعد من الغموض.
قال عمر مبتسما يبدو أن المغامرة مستمرة.
نظرت ليلى إلى البوابة وقالت هذه المرة سنعبرها معا... مهما كان ينتظرنا.
ومعا تقدموا بخطوات ثابتة نحو الضوء عاقدين العزم على مواجهة أي شيء في رحلتهم المجهولة.
رحلة الى المجهول
___________
الجزء الثامن أرض الظلال
تقدم الأصدقاء نحو البوابة المضيئة بخطوات مترددة وما إن عبروا عتبتها حتى شعروا وكأنهم يهبطون بسرعة لا نهائية. أغمضوا أعينهم لثوان طويلة قبل أن يجدوا أنفسهم فجأة على أرض غريبة.
كانت السماء فوقهم سوداء بالكامل بلا شمس أو نجوم بينما أضاءت الأرض تحتهم بضوء أزرق خاڤت يتصاعد من تشققات كأنها أنفاس لكائن حي. الهواء كان ثقيلا ورائحة الرطوبة والغموض تملأ المكان.
أين نحن الآن هذا المكان... كأنه خارج الزمن.
سارة التي كانت متوترة أشارت بإصبعها إلى الأفق وقالت
انظروا هناك... هل هذه مدينة
في البعيد ظهرت معالم مدينة غريبة. كانت مبانيها ملتوية كأنها منحوتة من الظلام نفسه تتلألأ أضواء خاڤتة من شقوقها وصدى أصوات بعيدة كأنها تهمس في الظلام.
قالت ليلى بحزم علينا أن نتحرك. هذا المكان ليس آمنا.
ما هذه الأشياء! صړخ عمر وهو يرفع عصا من الأرض محاولا الدفاع عن نفسه.
الكائنات اقتربت أكثر تتحرك بصمت مرعب. كانت تشبه الظلال لكن مع هياكل حية. صاحت سارة
تذكرت ليلى ما حدث لها في المرآة فقالت بصوت ثابت لا تخافوا... هذه الكائنات تعيش على خوفنا. لا تعطوهم قوتكم.
أغمضت عينيها وبدأت تتنفس ببطء. كلما استقرت بدأ الضوء الأزرق الذي ظهر من قبل يلمع خفيفا حولها. نظرت الكائنات إلى بعضها بارتباك ثم بدأت تتراجع ببطء قبل أن تختفي في الظلال.
كيف... فعلت هذا سأل عمر بدهشة.
ابتسمت ليلى وقالت الثقة... كل ما علينا هو أن نواجه مخاوفنا.
لكن المدينة التي أمامهم كانت تنتظرهم بتحد جديد. وصلوا أخيرا إلى بوابتها العملاقة وهناك وجدوا نقشا غريبا كتب بلغة غير مفهومة. وفجأة انفتح الباب بصرير مخيف ليكشف عن شوارع المدينة المهجورة.
كانت المدينة صامتة بشكل غريب. المباني بدت مهجورة لكنها ليست مدمرة وكأن الحياة غادرتها للتو. لم يمش الأصدقاء سوى قليلا حتى بدأوا يسمعون صوت خطوات قادمة من الظلام.
ظهرت امرأة غريبة أمامهم. كانت ترتدي عباءة سوداء تغطي وجهها وقالت بصوت ناعم لكنه مشوب بالغموض
مرحبا بكم في أرض الظلال... لقد عبرتم بعيدا. لكن السؤال هو هل تعرفون