الخميس 26 ديسمبر 2024

لن ابقى ع الهامش لنداءعلي

انت في الصفحة 6 من 44 صفحات

موقع أيام نيوز

هتعمل ايه في بناتها التلاته وغير كده يا خويا لو اتطلقت هتسيب الجمل بما حمل للبت اللي اتجوزها وبنتي هي الخسرانة هو يعيش حياته وهي يتطقم ضهرها في تربية العيال 
اجابها الآخر دون اعتبار لتلك الجالسة إلى جواره
واحنا معندناش طلاق ولو عاوزة تطلق تروح تديله عياله احنا مجوزنها بطولها يبقى ترجعلنا بطولها برده
انتفضت رضوى قائلة پقهر
متشغلش بالك يا خالي ولا تحملوا همي أنا وبناتي ربنا موجود حسبي الله ونعم الوكيل في كل انسان ظلمني وۏجع قلبي وكسر نفسي
تساءل بهدوء
يعني هتعملي ايه هترجعي بيتك ولا نكلم الراجل يطلقك وياخد بناته!
بدأت دموعها في الهرب تتسارع تباعا وكأنها تهفو إلى الحرية نظرت إليهم قائلة
راجعة بيتي يا ماما اطمنوا رضوى وبناتها مش هيعيشوا عالة على حد ويوم ما اقرر انفصل عن أبوهم هاخدهم جوة حضڼي مستحيل اسيبهم للدنيا القاسېة دي هحميهم واتحامى فيهم 
لم يهتم أحدهم لما تقول قدر اهتمامهم بقرارها على العودة
تحدث إليها بلهجة آمرة
يبقى تسحبي القضية وملوش لزوم الپهدلة عالمحاكم وقلة القيمة وأنا هتصل على مصطفى اطيب خاطره بكلمتين واخليه يشوف طلباتكم 
تحركت في صمت تسخر بداخلها من أحوال البشر فكيف لأحدهم أن يرى الجاني بريئا وهل ستبقى هكذا إلى الأبد أم أن الحياة مازالت تحتفظ بين طياتها بالكثير 
الفصل

الخامس
قد تهوى النفس مرارا وقد تتبدل الوجوه والأشخاص ويبقى شخص ما متملك للروح ابتسامته حياة وقربه ارتياح ورغم ابتعاده عن مرمي البصر يراه القلب ويئن شوقا إليه ولكن تدفعنا الحياة بعض الأوقات لسحق قلوبنا من أجل أخرون تعلقت مصائرهم بنا
ونختار العدل قبل السعادة التي تعني دمار لقلوب غيرنا 

عودة بالزمن إلى سنوات مضت 
عاد الي سنوات مضت سنوات كانت صعوبتها لها مذاق خاص 
حفل زفاف ملئ بالكثير من الحضور زفاف أحمد الصديق المقرب لياسين يبتسم ياسين بسعادة تغمره فرحا بصديقه وعائلته التي يراها أسرته الثانية فوالدة أحمد تعامل ياسين بعطف وحب كما لو كان ابنا لها 
يقضي داخل بيتهم الكثير من الوقت ولا يشعر بالملل بل لا يود أن يفارقهم 
صخب يحيط به واصوات متداخلة
ولكن مهلا لم عم الصمت وخيم السكون من حوله
لم ينبض قلبه بتلك القوة المرعبة لقد وقع ياسين أسيرا لعيناها رغم أنه قد رأها من قبل مرات لا تعد ولكن الليلة يختلف كل شئ تبدو فاتنه ساحرة لا أحد بالكون
يشبهها 
فرح الشقيقة الصغري والابنة المدللة في بيت لا فتيات به سواها طفلة ترعرت تحت ناظريه وكان يراها يوما بعد أخر وبداخله مشاعر يتجاهلها ولكن رؤيته لها الليلة أطاح بكل شيء هو بالفعل يحبها 
اقتربت فرح من وقفته قائلة برقة
ازيك يا ياسين متعرفش عمر أخويا فين 
لم يستطع ياسين أن يجيبها بل اكتفى بنظراته التى جعلت وجهها يزداد اشراقا وسعادة لتعيد سؤالها من جديد قائلة
ياسين انت معايا
ياسين بهدوء ايوة يا فرح عاوزة عمر ليه
فرح بخجل وشوق تجاهد في اخفائه ماما عاوزاه 
ياسين حاضر هطلع ادور عليه وابعته 
وتركها وغادر لكنه قد عزم أمره أن تصبح له لقد تأكد الآن انه عاشق لها ولم يبق سوى خطوة واحدة سيطلب يدها فما كان له أن يسئ إلى صديقه ويستغل شقيقته دون رباط شرعي عليه بالتصرف الصحيح فهو لا يريد سواها زوجة له 
وللأم دور خطړ في غرس بذور المبادئ بداخلنا فهي من تروي بأفكارها جذور الحق وتزهق الباطل في مهده قبل ان يترعرع وتتفرع اغصانه 
استمع مصطفى الي توبيخ والدته الذي استمر إلى أن هدأت ثورتها لتخاطبه برفق قائلة
ياواد ياخايب حد يرفض النعمة ويقولها لأ
مصطفى يا أمي أنا متفق مع سوزان من البداية اني مش عاوز عيال تاني
سوسن مش يمكن ربنا يكرمك بحته عيل يشيل اسمك بدل ال٣ بنات اللي مجبتش غيرهم يابني الولد بيشيل اسم ابوه ويسند ضهره ويورث خيره 
مصطفي يا أم مصطفى كان زمان الكلام ده ومبقاش في فرق بين بنت وولد وانا بناتي متربيين احسن تربية وامهم مش مقصرة في تعليمهم بالعكس متفوقين ماشاء الله
سوسن ومتهتمش ليه ياخويا وراها الديوان قاعدة متستته وكل حاجة تحت رجليها ولا بتشتغل ولا متبهدلة زي غيرها 
سيبك منها وخلي بالك من سوزي وان شاء الله هتجبلك الولد وتفرح قلبي وقلبك 
مصطفى خلاص يا أمي اللي تشوفيه واطمني علشان خاطرك هراضيها لما اروح 

في المساء انتهت همس من ارتداء ملابسها ووضع حجابها فوق رأسها بأناقة واضحة
تطلع اليها فيصل بغيظ قائلا 
بقالك ساعة بتقولي خلصت وبعدين من امتى بتحطي مكياج يا مدام
ابتسمت همس بخجل قائلة 
عادي يا فيصل انا مش بحب الميكب بس حاسة نفسي مرهقة ووشي اصفر 
فيصل لو تعبانة بلاش نروح هتصل على مصطفى واعتذر منه 
همس بحب لا أن شاء الله هبقى كويسة انت عارف رضوى غالية عندي ازاي ويمكن ربنا يجعلنا سبب ونقدر نصلح بينهم
فيصل ان شاء الله خير يلا بقى لأن الوقت اتأخر 
بعد ما يقرب من الساعة دلف فيصل وهمس إلى منزل رضوى لتتنهد همس بحزن قائلة
خسارة الحب اللي كان بينهم يضيع بسهولة كده
ابتلع فيصل ريقه بخجل من نفسه لكنه تدارك الأمر قائلا 
الست العاقلة بتحاول تتغاضي عن حاجات كتير علشان بيتها خاصة لو عندها بنات 
همس بتعجب 
انت بقيت غريب أوي يا فيصل طول عمرك شخص حيادي وعمرك ما اخدت صف حد ظالم موقفك من رضوى في ظلم كبير ليها تعرف لولا إني يثق فيك كنت قولت انك بتبرر لنفسك قبل ما تبرر لمصطفى 
صمته أفزعها لكن وصولهما واستقبال رضوى لهما أنقذت فيصل من نظرات همس المتسائلة
تحدثت همس بود إلى رضوى قائلة
انت عارفة طبعا ان وجودي هنا علشانك انتي والبنات وبس
رضوى عارفة يا همس ربنا ميحرمنيش منك
همس أنا شايفة انك اتسرعتي في قضية النفقة يا رضوى مينفعش تدخلوا بعض محاكم وفي بينكم أولاد
رضوى باكية
وهو كان سأل عنهم ولا فكر فيهم للأسف باعني وقسي على بناته علشان الهانم الجديدة 
فيصل بجدية
شوفي يا مدام رضوى انا مش هقولك إن مصطفى مغلطتش اكيد غلط ومهما كانت المشاكل بينكم مينفعش ندخل الولاد طرف فيها هو باعتني وبيطلب منك تتنازلي عن القضية وهو هيبتعلكم اللي يكفيكم وزيادة
رضوى بكبرياء کسير
بلغ الدكتور المحترم إني هتنازل عن القضية علشان بناتي وبالنسبة للنفقة بتاعتي فأنا متنازلة عنها خليهاله
فيصل بس ده حقك انت لسه علي ذمته
رضوى أنا الحمد لله نزلت شغل ومرتبي يكفيني وزيادة
فيصل بتعجب ومصطفى يعرف الكلام ده
رضوى بجدية
لأ ميعرفش وميهمنيش يعرف خليه في حياته وبيته اكيد معندوش وقت يعرف أخبارنا
أدمعت عينا همس من أجل صديقتها فتحدثت اليها بخفوت
بكرة يندم سيبك منه ده ميستاهلش
فيصل بتحذير الوقت اتأخر ولازم نمشي يلا يا همس
عادا ادراجهما وبداخل كل منهما الكثير من التخبط والخۏف همس يحدثها قلبها ان فيصل لم يعد كما كان هناك اخرى تحول بينه وبينها وفيصل يخشى أن تبالغ زوجته في ردة فعلها وتتسبب في افساد حياتهما لم لا تتقبل الأمر لم ترفض المرأة ما شرعه الله للرجل
باغتته همس بقولها انت متغير ليه يا فيصل ومش عاوزة غير الحقيقة
نظر اليها فيصل بجدية 
أنا أسف يا همس بس ڠصب عني قلوبنا مش بايدينا 
همس پألم يعني ايه مش فاهمة
فيصل انا حبيت بنت دكتورة معايا في العيادة وحاولت ابعد عنها ومقدرتش أنا بحبها وهتجوزها 
همس بحزن ېمزق روحها
وأنا وولادك!
فيصل أنا مش هقصر معاكم ولا حاجة هتتغير 
همس بتيه
دموع تأبى السقوط وكأنها تعاندها كما حال الحياة معها مش هتقصر إذا كان من دلوقتي وانت مقصر ومتغير وبتبعد بعد ما تتجوزها هتعمل ايه
للدرجة دي هنت عليك للدرجة دي انت واناني وأنا كنت مخدوعة فيك
فيصل پغضب ده حقي انا هتجوز علي سنة الله ورسوله قولتلك بحبها ومقدرش ابعد عنها ومستحيل اعمل حاجة حرام ومفيش قدامي حل غير اني اتجوزها
همس پجنون اسكت متنطقش الكلمة دي متقولش بحبها أنت مچنون اكيد بتحبها ازاي طب وأنا
فيصل بهدوء صدقيني ياهمس أنا بحبك وباقي عليكي ومش عاوز اظلمك ولا أظلم نفسي 
همس بخفوت وكأنها تعلن استسلامها 
اتجوز ربنا يسعدك بس هتطلقني وكل واحد يروح لحاله 
فيصل مستحيل أنا مستحيل اطلقك واسيب ولادي يتربوا أيتام وابوهم عايش
همس بسخرية اطمن هيتربوا أحسن تربية زي ما انت اتربيت بالظبط 
فيصل پغضب اخرسي لو مفكرة انك هتستفزيني بكلامك ده وتخليني اطلقك يبقى بتحلمي أنا امي ضحت بنفسها وشبابها وربتني أحسن تربية 
همس بخذلان 
اطمن انا كمان مش هتخلى عن ولادي وهربيهم واكبرهم بس أنا هعلمهم ان الراجل لازم يبقى أد كلمته الراجل ميكسرش قلب حبيبته اللي اختارته من بين كل الرجالة هعلمهم ان الراجل لما يوعد مراته انه عمره ما هيظلمها يوفي بوعده ولو علي رقبته 
هعلمهم انك أحسن أب في الدنيا هقولهم انك بتحبهم وعمرك ما هتتخلي عنهم يمكن وقتها اربي رجالة صح بس هعلمهم ميبقوش زيك يا فيصل هحاول امنعهم من الظلم 
فيصل مش هيحصل يا همس وخليكي فاكرة ان ولادي مش هيبعدوا عني ولو اضطريت اخدهم منك بالقوة هاخدهم فمتوصليش الأمور بينا لكده
همس هنشوف يا فيصل هنشوف ومن هنا لحد ما نتطلق انت غريب عني ملكش علاقة بيا نهائي أنا بكرهك 
اختفت همس من أمامه وصوتها يتردد برأسه وذكريات عادت الي ذهنه ذكريات لم يخيل إليه في يوم أن يجددها هو بنفسه ويهديها إلى ابنائه

تكررت لقاءات فيصل وكاميليا داخل وخارج العمل كلاهما يدعي الرغبة في الابتعاد ولكن حقيقة الأمر يسعيان باستماته للقرب رفضت كاميليا عرض فيصل في البداية ثم ما لبثت أن غلبها الاشتياق إليه فأذعنت وسمحت له بالتودد والقاء وعود بالأمان والحب 
عادت إلى بيتها تدندن في سعادة لكن والدها ونظراته الغاضبة جعلتها تتوقف عن السير وتنظر إليه بقلق قائلة
بابا حضرتك كويس
طاهر لأ يا دكتورة مش كويس 
كاميليا بتعجب في حاجة حصلت
طاهر انت كنت فين يا كاميليا
توترت ملامحها كليا فأيقن والدها أن ما وصل إلى مسامعه حقيقة
اغمض طاهر عيناه يحاول التحلي بالصبر إلى أن يستمع إلى موقفها وما دفعها للكذب وهي لم تفعلها من قبل
تحدث إليها برفق وحب قائلا 
من امتى بتكدبي عليا يا بنتي من أمتى في بينا أسرار
تحدثت بصوت باكي قائلة 
أنا أسفة يا بابا أنا كنت هقول لحضرتك كل حاجة بس خفت 
طاهر بتوجس خفت من ايه ومن الراجل اللي ابن عمتك شافك معاه في المطعم
كاميليا پحقد وڠضب هو فارس الزفت اللي جالك يفتن عليا
طاهر بجدية ملكيش دعوة مين اللي قالي واحكيلي من البداية ومن غير كڈب 
كاميليا بخفوت

انت في الصفحة 6 من 44 صفحات