قصة بن زي يزن
أخوان وأنهما ابنا عليم بن جناب الكلبي فهما قبيلان من كلب والله أعلم .
وذكر مالك بن نمط الهمداني الخارفي وهو أبو ثور يلقب ذا المشعار وهو من بني خارف وقد قيل . إنه من يام بن أصي وكلاهما من همدان وقوله
يريش الله في الدنيا ويبري
هو من رشت السهم وبريته استعير في النفع والضر . قال سويد
فرشني طالما قد بريتني
وذكر حديث الملكاني وقوله
فشتتنا سعد فلا نحن من سعد
ويمتنع في العربية دخول لا على الابتداء المعرفة والخبر إلا مع تكرار لا مثل أن تقول لا زيد في الدار ولا عمرو وذكر سيبويه قولهم لا نولك أن تفعل وقال إنما جاز هذا لأن معناه معنى الفعل أي لا ينبغي لك أن تفعل وكذلك ينبغي أن يقال في بيت الملكاني أي لم يقلها على جهة الخبر ولكن على قصد التبري منه فكان معنى الكلام فلا نتولى سعدا ولا ندين به فهذا المعنى حسن دخول لا على الابتداء كما حسن لا نولك .
قال المؤلف وابن حبيب النسابة مصروف اسم أبيه ورأيت لابن المغربي قال إنما هو ابن حبيب بفتح الباء غير مجرى لأنها أمه وأنكر ذلك عليه غيره وقالوا هو حبيب بن المحبر معروف غير منكر وإنما ذكرناه هاهنا لما حكينا قوله في ملكان .
قال ابن إسحاق وكانت قريش قد اتخذت صنما على بئر في جوف الكعبة يقال له هبل .
قال ابن هشام سأذكر حديثه إن شاء الله في موضعه .
قال ابن إسحاق واتخذوا إسافا ونائلة على موضع زمزم ينحرون عندهما وكان إساف ونائلة رجلا وامرأة من جرهم هو إساف بن بغي ونائلة بنت ديك فوقع إساف على نائلة في الكعبة فمسخهما الله حجرين .
قال ابن إسحاق وقال أبو طالب
وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم بمفضى السيول من إساف ونائل
قال ابن هشام وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى .
قال ابن إسحاق واتخذ أهل كل دار في دارهم صنما يعبدونه فإذا أراد الرجل منهم سفرا تمسح به حين يركب فكان ذلك آخر ما يصنع حين يتوجه إلى سفره وإذا قدم من سفره تمسح به فكان ذلك أول ما يبدأ به قبل أن يدخل على أهله فلما بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالتوحيد قالت قريش أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ص 5 وكانت العرب قد اتخذت مع الكعبة طواغيت وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة لها سدنة وحجاب وتهدي لها كما تهدي للكعبة وتطوف بها كطوافها بها وتنحر عندها وهي تعرف فضل الكعبة عليها لأنها كانت قد عرفت أنها بيت إبراهيم الخليل ومسجده .
العزى واللات ومناة
فكانت لقريش وبني كنانة العزى بنخلة وكان سدنتها وحجابها بنو شيبان من سليم حلفاء بني هاشم .
قال ابن هشام حلفاء بني أبي طالب خاصة وسليم سليم بن منصور بن عكرمة
بن خصفة بن قيس بن عيلان .
قال ابن إسحاق فقال شاعر من العرب
لقد أنكحت أسماء رأس بقيرة من الأدم أهداها امرئ من بني غنم
رأى قدعا في عينها إذ يسوقها إلى غبغب العزى فوسع في القسم
وكذلك كانوا يصنعون إذا نحروا هديا قسموه في من حضرهم. والغبغب المنحر ومهراق الډماء.
قال ابن هشام وهذان البيتان لأبي خراش الهذلي واسمه خويلد بن مرة في أبيات له. والسدنة الذين يقومون بأمر الكعبة.
قال رؤبة بن العجاج
فلا ورب الآمنات القطن يعمرن أمنا بالحرام المأمن
بمحبس الهدي وبيت المسدن
وهذان البيتان في أرجوزة له وسأذكر حديثها إن شاء الله تعالى في موضعه.
قال ابن إسحاق وكانت اللات لثقيف بالطائف وكان سدنتها وحجابها بنو معتب من ثقيف .
قال ابن هشام وسأذكر حديثها إن شاء الله تعالى في موضعه .
قال ابن إسحاق وكانت مناة للأوس والخزرج ومن دان بدينهم من أهل يثرب على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد .
قال ابن هشام وقال الكميت بن زيد أحد بني أسد بن مدركة .
وقد آلت قبائل لا تولي مناة ظهورها متحرفينا
رأى قدعا في عينها والقدع ضعف البصر من إدمان النظر
وهذا البيت في قصيدة له.
قال ابن هشام فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها أبا سفيان بن حرب فهدمها ويقال علي بن أبي طالب .
فصل
وذكر إسافا ونائلة وأنهما رجل وامرأة من جرهم وأن إسافا وقع عليها في الكعبة فمسخا وأخرجه رزين في فضائل مكة عن بعض السلف ما أمهلهما الله إلى أن يفجرا فيها ولكنه قبلها فمسخا حجرين فأخرجا إلى الصفا والمروة فڼصبا عليهما ليكونا عبرة وموعظة فلما كان عمرو بن لحي نقلهما إلى الكعبة ونصبهما على زمزم فطاف الناس بالكعبة وبهما حتى عبدا من دون الله .
وأما هبل فإن عمرو بن لحي جاء به من هيت وهي من أرض الجزيرة حتى وضعه في الكعبة .
وذكر الواقدي أن نائلة حين كسرها النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح خرجت منها سوداء شمطاء تخمش وجهها وتنادي بالويل والثبور وذكر باقي الحديث . وقول عائشة أحدثا في الكعبة أرادت الحدث الذي هو الفجور كما قال عليه السلام من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعڼة الله والملائكة والناس أجمعين
وقال عمر حين كانت الزلزلة بالمدينة أحدثتم . والله لئن عادت لأخرجن من بين أظهركم
وقول أبي طالب من إساف ونائل وهو ترخيم في غير النداء للضرورة كما قال أمال بن حنظل. وذكر قول الشاعر
لو كنت يا ذا الخلص الموتورا مثلي وكان شيخك المقبورا
لم تنه عن قتل العداة زورا
قال وكان أبوه قتل فأراد الطلب بثأره فأتى ذا الخلصة فاستقسم عنده بالأزلام فخرج السهم بنهيه عن ذلك فقال هذه الأبيات . ومن الناس من ينحلها امرأ القيس بن حجر الكندي فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله البجلي فهدمه .
قال ابن إسحاق وكانت فلس لطيئ ومن يليها بجبلي طيئ يعني سلمى وأجأ .
قال ابن هشام فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليها علي بن أبي طالب فهدمها فوجد فيها سيفين يقال لأحدهما الرسوب وللآخر المخذم . فأتى بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبهما له فهما سيفا علي رضي الله عنه .
قال ابن إسحاق وكان لحمير وأهل اليمن بيت بصنعاء يقال له رئام .
قال ابن هشام قد ذكرت حديثه فيما مضى .
وذكر ذا الخلصة وهو بيت دوس . والخلص في اللغة نبات طيب الريح يتعلق بالشجر له حب كعنب الثعلب . وجمع الخلصة خلص . وأن الذي استقسم بالأزلام هو امرؤ القيس بن حجر . ووقع في كتاب أبي الڤرج أن امرأ القيس بن حجر حين وترته بنو أسد پقتل أبيه استقسم عند ذي الخلصة بثلاثة أزلام وهي الزاجر والآمر والمتربص فخرج له الزاجر فسب الصنم ورماه بالحجارة وقال له اعضض ببظر أمك وقال الرجز الذي ذكره ابن إسحاق لو كنت يا ذا الخلص الموتورا . إلى آخره ولم يستقسم أحد عند ذي الخلصة بعد حتى جاء الإسلام وموضعه اليوم مسجد جامع لبلدة يقال لها العبلات من أرض خثعم. ذكره المبرد عن أبي عبيدة. واسم امرئ القيس حندج والحندج بقلة تنبت في الرمل. والقيس الشدة والنجدة. قال الشاعر
وأنت على الأعداء قيس ونجدة وأنت على الأدنى هشام ونوفل
والنسب إليه مرقسي وإلى كل امرئ القيس سواه امرئي . وقد قيل إن حندجا اسم امرئ القيس بن عابس وله صحبة وهو كندي مثل الأول فوقع الغلط من ههنا.
وقوله لم تنه عن قتل العداة زورا. ڼصب زورا على الحال من المصدر الذي هو النهي . أراد نهيا زورا . وانتصاب المصدر على هذه الصورة إنما هو حال أو مفعول مطلق فإذا حذفت المصدر وأقمت الصفة مقامه لم تكن إلا حالا والدليل
على ذلك أنك تقول ساروا شديدا وساروا رويدا فإن رددته إلى ما لم يسم فاعله لم يجز رفعه لأنه حال ولو لفظت بالمصدر فقلت ساروا سيرا رويدا لجاز أن تقول فيما لم يسم فاعله سير عليه سير رويد هذا كله معنى قول سيبويه فدل على أن حكمه إذا لفظ به غير حكمه إذا حذف والسر في ذلك أن الصفة لا تقوم مقام المفعول إذا حذف . لا تقول كلمت شديدا ولا ضړبت طويلا يقبح ذلك إذا كانت الصفة عامة والحال ليست كذلك لأنها تجري مجرى الظرف وإن كانت صفة فموصوفها معها وهو الاسم الذي هي حال له ومن هذا الباب قوله تعالى أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا المؤمنون 115 .
وذكر بعث جرير البجلي إلى هدم ذي الخلصة وذلك قبل ۏفاة النبي صلى الله عليه وسلم بشهرين أو نحوهما قال جرير بعثني رسول الله صلى الله عليه