زين. بقلم سحر فرج
حتى بعد ما اتجوزت ابو زين وبعدت عن اسكندريه وجيت عشت هنا فى القاهرة وخلفت زين وعمر وعلى طول الذكريات دى فى بالى دايما .
فاكرة لما كنا بنسهر على البحر كلنا احنا وولاد عمنا ونلعب ونجرى لما كانوا بيجوا من البلد مه عمك .
فاكره يا سماح لما كنا صغيرين ونعلق الزينه ونستعد ويجى شهر رمضان وأيامه الحلوة ونتجمع كل يوم على الفطار كلنا انا وماما وبابا وانتى و............
ردت سماح وبكل حزن قالت .. اختك هدى قولى يا
سميحه سكتى ليه .. فاكرة هدى يا سميحه .. فاكرة اد ايه كانت الضحكه مبتفرقهاش .. وكانت اجمل واحده فينا .
فاكرة لما كنا نقعد فى اوضتنا ونذاكر مع بعض ونهزر ونلعب وصوتنا يكون عالى وماما الله يرحمها تدخل
وبابا يجى على صوت زيعقها لينا ويغمز بعيونه ويهديها ويقولنا متزعلوش امكم يا بنات وشوفوا مذاكرتكم الامتحانات قربت .
ويوم الامتحان يكرم المرء او ېهان .
وياخدها ويقفل علينا الباب تانى ونرجع نهزر ونضحك مع بعضنا .
ولما كنا نجيب لبس العيد مع بعض والوحيده إللى كانت بدوخنا على المحلات كلها ومش بيعجبها أى حاجه كانت هدى .. ولما كنا بنتمشى على كورنيش البحر فى اسكندريه والشباب يعكسوها من حلاوتها وجمالها وهى تقف وتزعق ليهم وناخد بعضنا على طول ونرجع على القصر .
سميحه الدموع نزلت من عيونها ومسحتها وقالت .. استحاله انساها يا سماح ازاى تقولى كده .. دى اختى حبيبتى إللى اتحرمنا منها سنين طويله بسبب بابا وعنده وخلاها تعمل إللى هى عملته ده .. وحرمنا منها وماما ماټت بحسرتها عليها وبابا حصلها بعد كام سنه على طول وماټ من كتر الحزن والۏجع والألم إللى حسوا بيه بعدها .. وفضلت انا وانتى فى الدنيا دى لوحدنا فى القصر الطويل العريض على زكرياتهم لحد ما اتجوزنا ورفضنا اننا نروح نعيش عند عمك فى البلد ولولا قاعده خالك ادهم معنا ساعتها استحاله ان عمك كان هايسبنا لوحدنا فى اسكندريه .. وعمرى ما قدرت انسى وقفه عمك الله يرحمه معانا هو ومراته وولاده .
وفى عز ما كانوا سرحانين فى زكرياتهم هما الاتنين . عمر وشاهندا دخلوا من برة وهما بيضحكوا وبيهزروا ودخلوا على المطبخ جابوا عصير للكل وقعدوا .
وفى نفس الوقت باب المكتب اتفتح وخرج زين وبسرعه سميحه مسحت دموعها وبصوت هادى قالت لاختها .. خلاص خلاص يا سماح زين جاى علينا يا حبيبتى علشان ميخدش باله انى بعيط .
عمر رد وقال .. حد يلاقى قاعده زى دى وصحبه حلوة كده ويطلع ينام برضه يا زين .. ده انا موتهم من كتر الضحك صح يا بت يا شوشو ولا لا !!!
شاهندا حبت تغيظ زين فقالت .. اكيد طبعا يا عمر ده انت طلعت مسخرة و حاجه فظيعه انا بطنى وجعتنى من كتر الضحك .
فقامت شاهندا وحطت ايديها فى وسطها وقالت .. هاتعملى ايه يعنى يا سى عمر ده انا لسه معلمه عليك من شويه .
ولسه مكملتش الكلمه وشافت الغدر فى عيون عمر فاجريت شاهندا بسرعه من الخۏف وعمر قام و جرى وراها وهو بيقول .. مش هاسييييييبك .. وقعتك سوده يا شوشو النهارده وخرج وهو بيجرى وراها على الجنينه تانى .
زين ابتسم نصف ابتسامه عليهم وعلى طريقه كلامهم مع بعض وقال .. ايه لعب العيال ده.. الواد ده عمره ما هايعقل ابدا .. وبص لمامته وخالته وقال .. اسيبكم براحتك هاطلع على اوضتى علشان تعبت جدا بعد اذنكم .. وللاسف خد باله من عيون والدته إللى كانت باينه اوى انها معيطه.
فاقرب منها وعيونه فى عيونها وقال .. خير يا ماما حضرتك كويسه .
سميحه ابتسمت وقالت .. اطمن يا حبيبى انا كويسه .. كل الحكايه انى افتكرت جدك وجدتك الله يرحمهم انا وخالتك وذكرياتنا زمان معاهم واحنا صغيرين .
زين باستغراب رد وقال .. الله يرحمهم يا ست الكل وتعيشوا وتفتكروا انتم الاتنين ..
بعد اذنكم فعلا فاصل تعب وارهاق ولازم اطلع انام .
سميحه بكل حنيه ابتسمت رغم الۏجع اللى كانت حاسه بيه وقالت .. اطلع يا حبيبى واستريح شكلك فعلا مرهق .
وفعلا طلع زين على اوضته ورجعت مامته وخالته كمله كلامهم بحريه عن اختهم هدى إللى اتحرموا منها بعد ما الكل قام من جنبهم وسابوهم براحتهم .
وعمر وشاهندا كملوا قاعدتهم وسهرتهم فى جنينه الفيلا من تانى .
وفى كافيه كبير اوى على كورنيش النيل كانت سهرانه شاهى زى عاويدها مع اصحابها لوش الصبح .
رقص وشرب وهزار وضحك والكل بيعمل ليها الف حساب لانها هى اللى بتشيل الليله كلها وبتصرف عليهم كلهم بنات وشباب .
شاهى بضحك وهى شبه سكرانه فقالت ..
زين الجبالى .. مغرور ومتكبر بس مش على شاهى العاصى .
ضحى صحبتها سمعتها وقالت .. بتقولى حاجه يا شاهى
شاهى بدلع وضحكه عاليه مدت ايديها بالكاس اللى فى ايديها لاصحابها كلهم وقالت .. فى صحه زين الجبالى .. اكبر مغرور شوفته
فى حياتى .
ضحى استغربت ان شاهى افتكرت استاذ زين فى الوقت ده وبصتلها وقالت .. زين الجبالى!!
ايه اللى فكرك بيه دلوقتى يا شاهى !
اصحابها بفضول واستغراب سألوا مين زين الجبالى ده .. اوعى تكون تقصد المخرج والمنتج الكبير اللى بنسمع عنه ده
وقبل
ما ترد ضحى عليهم شاهى وقفت وهى دايخه وماسكه الكاس فى ايديها وفضلت تلف حوالين التربيزة اللى الكل قاعدين عليها وقالت ..
انا هاقولكم مين هو زين الجبالى .
ده انسان مختلف عن كل اللى عرفتهم .. بس فى نفس الوقت مغرور ومتكبر ومحدش عارف يحل الشفرة بتاعته .
بس مبقاش انا شاهى العاصى لو ما اخترقتش الشفرة دى وخليته زى الخاتم فى صباعى ..وبصت لاصحابها كلهم وقالت .. زيكم كده بالضبط
ليل كانت دخلت اوضتها وغيرت لبسها وطفت النور علشان تنام وتستريح من اليوم الطوييل ده .. وللاسف فضلت تتقلب كتير فى السرير مش عارفه تنام وافتكرت أبوها واللى حصل وان دى اول ليله ليها تنام وهو بعيد عنها .
حتى لو كانت بتنام فى اوضه تانيه بس كانت بتحس بالأمان والاطمئنان وهما فى مكان واحده .
عدلت نفسها وقعدت وضمت رجلها لصدرها ودموعها نزلت وبدأت تفتكر ذكرياتها وهى صغيرة ايام ما كانت مامتها موجوده قبل ما ټموت وتسيبها .
ليل كانت طفله جميله من صغرها والكل كان بيحبها وخصوصا مامتها وباباها وجت لهم بعد جواز سبع سنين .
كانت حياتهم بسيطه وهاديه رغم الظروف الصعبة إللى كانوا بيمروا بيها .. وعمرهم ما حرموها من أى حاجه من لبس ولعب وحاجات كتير حلوة وخروجات .
كانت دايما وهى صغيرة مامتها متخلهاش تلعب مع العيال فى الشارع لانها كانت پتخاف عليها اوى من الأطفال إللى فى سنها ومن جيرانها اللى كانوا بيحسدوها على ليل بنتها وجمالها وحلاوتها .. لحد ما دمعه نزلت من دموع ليل وافتكرت اول يوم ليها فى المدرسه لما راحت فيها .
مامتها فى اليوم ده صحتها من بدرى وحمتها وسرحت لها شعرها وعملت لها ضفرتين
وجهزت لها شنطه المدرسه .
عبد الرحمن باباها كان خرج من اوضته وابتسم اول لما شاف ليل لاول مرة بلبس المدرسه .
ليل اول لما شافت أبوها جريت عليه وحضنته من رجله لانها كانت صغيرة جدا .. فمد ايده وشالها وباسها من خدها وقال .. ايه الحلاوة دى كلها يا حبيبه قلبى .. زى القمر يا ليل .. زى القمر يا حبيبتى وطالعه جميله وحلوة زى ماما .
امتى بقى تكبرى وتدخلى الجامعه .. وراح قعد على اقرب كرسى ليه وهو شايلها وقال .. خلى بالك من نفسك يا ليل ومن العيال إللى معاكى فى المدرسه والعبى مع البنات بس ومالكيش دعوة خالص بالأولاد .. البنات مع البنات والصبيان مع الصبيان وخلى بالك من شنتطك وحاجاتك واوعى حد يضحك عليكى وياخد السندويشات منك .
سمعانى يا ليل .
ليل بطفوله بريئه ردت وقالت .. حاضر يا بابا سمعاك .. بس قولى يا بابا .. ليه مش عاوز تخلينى العب مع الصبيان
عبد الرحمن ابتسم وقال .. علشان يا حبيبتى دول عيال وحشه وعڼيفه فى لعبها مينفعش بنت جميله زيك تلعب مع عيال وحشه .. البنات كلها عندك شوفى مين البنت المؤدبه إللى فيهم والعبى معاها ... وبعدين احنا رايحين المدرسه فى الأساس علشان نتعلم وندرس مش علشان نلعب يا حبيبتى مع الصبيان.
ليل ببراءه بصت لباباها ومامتها وقالت .. حاضر يا بابا مش هالعب خالص مع العيال كلها ولما ارجع من المدرسه هابقى العب هنا مع ماما حبيبتى بالعب بتاعتى .
مامتها ابتسمت وردت وقالت .. ماشى يا حبيبتى ويالا بقى علشان هانتأخر على المدرسه ولا عاوزة من اول يوم نتاخر عليها .
ليل نزلت من على رجل باباها وقالت .. لا يا ماما مش عاوزة اتأخر .. اوعى يا بابا انت كده هاتأخرنى ومدت ايديها ولبست الشنطه الجديده وقالت .. يالا يا ست ماما انا جاهزة وخرجت هى ومامتها وكانت فرحانه جدا .
ليل كانت مېته من العياط على سريرها لما افتكرت كل الحاجات دى وكانت بتتمنى انها تفضل طفله صغيرة زى ما هى بس باباها ومامتها كانوا يفضلوا موجودين معاها .
وفجاه انتبهت و حست ان فى حد بره الاوضه فامسحت دموعها وعيونها بسرعه وقلبها دق جامد ونزلت من سريرها وراحت بشويش ناحيه الباب باستغراب واټصدمت اول لما شافت اوكرة الباب بتتحرك .
وده إللى خۏفها ورعبها اوى .
فقربت من الكوميدينوا بشويش اللى جنب السرير ومسكت الموبيل علشان تشوف الساعه كام ولقت الساعه داخله على اربعه الفجر وقالت بينها وبين نفسها .. يا ترى مين لسه صاحى وممكن يجى لحد اوضتى.. وتوقعت انه ممكن يكون حد من أخواتها الصغيرين عاوز حاجه منها .. وقلقت واتوترت وخاڤت جدا اكتر لما افتكرت ان الزفت حسان هو كمان
نايم معاهم فى الشقه .
فسابت الموبيل براحه ومشيت بشويش على أطراف رجليها ومسكت فاظه كبيرة كانت فى اوضتها على تربيزة صغيرة لحد ما