الجمعة 27 ديسمبر 2024

بين قبضة الاقدار الجزء الثاني بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 6 من 201 صفحات

موقع أيام نيوز


جدار تضعه بينهم وخاصة حين تابعت بسخرية
متقلقش انا فاكرة حدودي و بحاول متخطهاش!
كالعادة تنجح في إثاره غضبه النفيس فآثر الانسحاب لأول مرة حتي لايؤذيها فقط اكتفى بنظرة غاضبه و لهجه تحمل مذاق التهكم و المرارة معا
كويس خليك فكراها
ما أن هم بالالتفات حتي استوقفته كلماتها الغاضبه 
اكيد هفضل فكراها. بس انت كمان متتعداش حدودك معايا

رفع إحدي حاجبيه وقال باختصار
بمعني !
صاحت بإنفعال و ڠضب نابع من قلب يشتهي ما لا يستطيع الإفصاح عنه
بأي حق تطبطب عليا و تمسك ايدي قدام الناس كلها 
تشابهت نظراته مع لهجته الجليديه حين قال
بنفس الحق اللي خلاك تلجأيلي لما كنت ضعيفه و عايزة تتسندي على حد 
نجح في تعريه مشاعرها و قراءة نظراتها مما جعلها تبتلع ريقها بصعوبه قبل أن تقول باستهلال
انت تقريبا بتتوهم و تصدق اوهامك صح
شيعها بنظرة خبيثة لامست حواف قلبها قبل أن يقول بقسۏة
انت اللي جبانه . للأسف شوهتي صورتك اللي كنت راسمهالك في خيالي 
كلماته اهانت قلبها قبل كرامتها التي كان لزئيرها وقع كبير عليها فرفعت رأسها وهي تبتسم ابتسامه مرة لم تصل لعينيها التي لم تعد تحتمل ثقل عبراتها أكثر بينما هي تحدثت بتهكم 
طب كويس والله . معني كدا انك خلاص صرفت نظر عن فكرة الجواز المجنونه بتاعتك.
كان بارع في قراءة تعابيرها من فرط ماهو مولع بها فلاحظ اهتزاز حدقتيها التي تحمل عبارات غزيرة تهدد بالانفجار فتحدث بلهجه اهدأ قليلا 
قبل ما اجاوبك عايز اعرف الدموع اللي في عنيك دي سببها ايه 
لن تبكي و لن تخضع أبدا و ستظل صامدة لآخر نفس هكذا كانت تردد بداخلها قبل أن تقول بلا مبالاة
أبدا انا بس متضايقه عشان جنة 
خرجت كلماته غاضبه كملامحه حين قال 
كذابه ! جبانة و كذابه يا فرح . بس اللي يضايق انك مش مضطرة تكون كدا.
انفعلت من حديثه و من كل شئ فقالت بنفاذ صبر 
انت عايز مني ايه
أجابها بصرامه 
واجهي قولي ايه اللي جواك وتأكدي أنى هحترمه ايا كان هو ايه 
اجتمع الألم مع الخۏف بعينيها حين طرأ على ذهنها ما حدث عصر اليوم
عودة لوقت سابق 
كانت تجلس في المقهى أمام ياسين الذي انتظر حين اتي النادل بقدحين القهوة ثم اڼفجر قائلا 
احكيلي كل حاجه حصلت مع جنة لو سمحت
لم تعتد علي إلقاء الأوامر أو الأمتثال لها لذا قالت بحنق 
بأي حق بأي حق بتطلب مني دا 
ياسين پغضب 
تحب اوريكي البطاقة عشان تعرفي 
عاندت پغضب
مانتوا رميتونا زمان. رميتوا لحمكوا راجعين تدوروا علينا دلوقتي ليه 
تراجع ياسين قليلا و تفهم موقفها وأجابها بلهجه اهدأ
محدش رماكوا يا فرح و اعتقد اللي حصل أنت عرفاه. و عارفه كمان جدي و جبروته
جبروته دا ضيعنا كلنا. ماما ماټت و سابتنا عيال صغيرة كنا محتاجين حد يطبطب عليا أهل يقفوا جمبنا و بابا الله يرحمه كان اكتر حد محتاجكوا . عارف تعب ازاي من الوحده و الۏجع اللي واثقه أنه بسببهم مش بسبب المړض. جنة لو كنتوا موجودين مكنش هيحصل معاها كدا. احنا اتدمرنا بسبب جبروته. جاي تدور علينا بعد ايه يا ياسين 
كان يعلم أنها محقه و يشاطرها الۏجع بل أكثر و قد تجلى ذلك في نبرته حين قال 
مش لوحدكوا اللي اتدمرتوا يا فرح .. مسألتيش نفسك انا هنا بعمل ايه في اسماعيليه اخويا راضي ماټ يا فرح . او بمعني اصح اټقتل. 
شهقت پعنف مرتدة الى الخلف فتابع ياسين بلهجة مريرة 
كان في خناقة بين عيلتنا و عيلة تانيه كبيرة على قطعه أرض و قامت خڼاقه و راضي اټقتل فيها و ماما تعبت جدا و متحملتش تقعد في البلد و بابا نفس النظام و سبنا جدي و البلد و جينا علي هنا و من وقتها وانا بدور عليكوا 
انكمشت ملامحها پألم تجلي في نبرتها حين قالت 
البقاء لله يا ياسين. انا مش عارفه حقيقي اقولك ايه .. ربنا يصبركوا..
 الحمد لله علي كل حاجه . هتحكيلي اللي حصل لجنة 
زفرت بتعب و قالت بمراوغه 
انت عرفت ايه 
تحلي بفضيلة الصبر و أجابها بصدق
عرفت انها كانت متجوزة عرفي و حامل و جيتي أنت وهي تعيشوا هنا مع أهل الحيوان دا بعد ما غار في داهيه 
أغمضت عينيها بتعب فقد علم كل شئ و لا مجال للكذب أو المراوغه فشرعت تقص عليه ما حدث ولكنها كانت تحتفظ ببعض التفاصيل لنفسها خاصة وهي ترى ملامحه التي تفيض ڠضبا و أنفاسه التي تعلو تزامنا مع حديثها الذي انهته قائله بحزن 
و ادينا مستنيين أما جنة تولد و نشوف هنعمل ايه
 

انت في الصفحة 6 من 201 صفحات