بين قبضة الاقدار الجزء الثاني بقلم نورهان العشري
بنتي...
اخترقت صرخته أذان ذلك الذي اعتاد الجلوس أمام قصرهم طوال الليل و النهار ينتظر أن تلمحها عينيه التي من فرط بكاءه تحولت لبحيرة من الډماء فقد ظلمها و دمرها بالكامل وهو أكثر من يعرف ما مرت به ولكن ذلك الشيطان اوهمه بأنها بالفعل عشيقته و نجح في استثارة كرامته التي أعلنت فرمان بالتخلي عنها و إسقاطها من لائحه المقربين منه بعد أن تحولت بعينيه إلى غانيه لا تعلم معنى الشرف.
ضاق ذرعه من صديقه الذي منذ أن أخبره بما حدث وهو يجلس أمام قصرهم بأمر من قلبه الذي لا يشتهي شئ سوى الغفران
يا ابني ارحمني بقي الناس طردتك خمسين مرة و الراجل حلف ستين يمين أنه هيطلبلك البوليس لو شافك تاني قدام بيته و انت لسه مصر تستني هنا انت بتتفنن ازاي تضيع مستقبلك. ارحمني بقي
قلبي وجعني اوي و حاسس انها فيها حاجه. انا لازم اشوفها
ما أن تقدم خطوتين حتي تفاجئ بمؤمن الذي تقدم يقف أمامه و قام بلكمه بكل قوة في وجهه و لكمه تلاها الأخرى حتي خارت قواه وقام مؤمن بجره الي داخل السيارة وهو وينوي إنقاذه من تلك الهوة السحيقة التي ابتلعته حتي لو كلفه الأمر للسفر الي والديه و إعلامهم ما يحدث ..
بتفكري في ايه
هكذا سألها بنبرة خشنه بها قساوة أيقظت الألم بداخلها فتجاوزت تلك الغصة التي تقف بمنتصف حلقها وقالت بجفاء
انا مصدقة جنة في كل كلمه قالتها.
لم يلتفت إليها إنما قال بفظاظة
مش وقته. تقوم بالسلامه و نطمن عليها و كل حاجه هتبان
اغتاظت من إجابته فالتفتت تقول باستفزاز
قاطعها بقسۏة
و ايه اللي انا عملته فيكوا
لوهله لاذت بالصمت فهي عندما تبحث بداخلها فلن تجد له أي خطأ فقد حمى شقيقتها و وعدها بأنه سيحمي طفلها و سينسبه لأباه و سيعطيه حقه والأكثر من ذلك أنه منعها من ارتكاب چريمة القټل حين أوشكت علي الټضحية به.
سكوتك طال يا فرح. ايه أخطاء كتير اوي كدا و لا بتدوري و مش لاقية
اغتاظت من وقاحته التي تحمل من الصدق الكثير ولكنها كعادتها تأبى الانهزام أمامه فهبت معانده
ولما تجبنا علي ملى وشنا و تخلينا نسيب حياتنا و بيتنا و تجبرنا نعيش معاكوا ومع ناس بتكرهنا دا يبقي اسمه ايه
سالم بقسۏة
اسمه اني بحميكوا من نفسكوا و الناس اللي بتكرهكوا دول ارحم الف مرة من الناس اللي كانت هتاكل وشكوا وهي شايفه اختك و بطنها قدامها من غير جوزها.
للمرة التي لا تعرف عددها يكون مصيب بكلماته و لا تعلم بما تجيبه فهي بحاجه ماسه للراحه فقد انهكها كل شئ وهو لا يرحمها ولكنها انثي لا تعرف معني الانحناء لذا رفعت رأسها بشموخ تجلي في نبرتها حين قالت
والله احنا كبار بما فيه الكفايه عشان نعرف نتصرف و مكناش محتاجين منك حاجه يا سالم بيه!
اغتاظ من ذلك اللقب الذي كان و كأنه