الخميس 26 ديسمبر 2024

التايبان بقلم جنة مياز الواحد والعشرون الى ثلاثة والعشرون

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

جسد زوجته فيها اللي هي انا يعني
تنهدت جانا بعدها رفعت الكشاف لترى المكان بشكل أوضح لتأتيها الصدمة الكبرى حين تكتشف أن هذا المكان حيث كانت ضحاېا التايبان فالسلاسل و الأغلال و بعض الأسلحة معلقة على الحائط و كل الأدوات الحادة موجودة و أيضا بعض بقاع الډماء على الحائط بشكل مفزع فبكت جانا دون وعي و حين خطت خطوتها الأولى شعرت بشيء يكسر تحت قدمها فحين نظرت شهقت و تراجعت للخلف فكانت عظام أفعى التايبان!
عادت جانا ادراجها بسرعة صاعدة الدرج بأسرع ما عندها وهي تلهث فالمنظر مفزع بكل ما تعنيه الكلمة من معنى و ما إن أعادت كل شيء كما كان حتى مسحت دموعها قائلة لنفسها
بدر مش هو التايبان بدر مش هو التايبان انا متأكدة
ذهبت جانا لتغسل وجهها بالماء بعدها ذهبت إلى الحديقة الخلفية جالسة على أحد الأشجار التي سقطت سابقا و وذبلت منذ زمن و حين رفعت رأسها لتنظر إلى السماء أنهمر سيل من الدموع على وجنتيها و بدأت أنفاسها تتقطع فقالت بترجي
يا رب أنا بجد خاېفة و خفت زيادة لما شوفت المنظر ده فساعدني
عانقت جانا نفسها وهي تبكي كالأطفال فتلك التي تتظاهر بالشجاعة و المرح طوال الوقت هي ضعيفة بداخلها تخشى على جميع من حولها و تتمنى لو تساعد كل من خلق الله حتى و إن أساء أحدهم لها و على الرغم من ذلك فدوما ما تنجرح و سرعان ما تشعر بالخۏف و الضياع
كانت جانا قد غفت قليلا حين شعرت بقرب بدر منها ففتحت عينيها ثم اغلقتها و اعادت الكرة حتى استعابت ان بدر حاملا إياها متوجها بها إلى داخل الفيلا فابتلعت ريقها قائلة بصوت بالكاد خرج
بدر نزلني انا صحيت خلاص
ليبتسم الآخر لها قائلا بنبرة هادئة
نمتي برة ليه
ابتلعت جانا ريقها و حين تذكرت ما حدث سرعان ما تبدلت ملامحها الى الضيق و النفور فقالت بإصرار وهي تدفع بدر و تحاول النزول
خلاص نزلني انا فوقت
ليتعجب الآخر من فعلتها و حين انزلها ارضا تمعن النظر في ملامحها الشاردة و تبدو كمن رأت شبحا فقال بدر بقلق
مالك يا جانو حاجة حصلت
فحركت الأخرى رأسها نافية ليغلق بدر عينيه للحظات كي يتمالك أعصابه فهو حتى الآن يحاول السيطرة على غضبه و ذلك لن يدوم طويلا و حين ساد الصمت للحظات قالت جانا دون ان تنظر لبدر
هدخل اشوف ساجدة
وما كادت تدخل الا و أمسك بدر يدها بقوة قائلا وهو يصر على أسنانه
متعصبنيش عشان اللي جوة ملهاش ذنب تشوف اللي ممكن أعمله لو اتعصبت
فحركت هي رأسها بالإيجاب بعدها تركته و دخلت تبحث عن صغيرتها و حين وجدتها كانت جالسة على الأرض في إحدى الغرف ترسم و تلون وهي تتناول طعامها فاصطنعت جانا الابتسامة و اقتربت لتجلس بالقرب من ساجدة تراقبها بهدوء لتنتبه الى السوار الغريب في يدها! فتساءلت بحرص
حلوة يا جوجو الاسورة ديه مين جبهالك
فنظرت ساجدة الى الإسورة في يدها قائلة ببراءة
ع عمو في في المدرسة ادهالي
لتجيبها جانا بنبرة شبه هادئة
حلوة خالص ممكن اشوفها
نزعت الأخرى السوار من جانا لتمسكه هي بحرص و تتفحصه بدقة لتنتبه الى جهاز التنصت الموجود فيها فابتلعت ريقها بعدها اعادت السوار لساجدة و البستها إياه قائلة
حافظي عليه بقى تمام
اماءت ساجدة ثم تابعت الرسم لتنهض جانا من مكانها راكضة خارج الغرفة باحثة عن بدر
وقفت جانا خلف باب المكتب تختلس النظر الى بدر الذي كان يتحدث في هاتفه بحدة قائلا
تميم الولد ده احنا محتاجينه بكرة الصبح تكون هنا عشان تاخده و مش عايز غلطة فاهم
صمت قليلا بعدها أكمل بنبرة لا تبشر بالخير و قد أصبحت عيناه مظلمة
مش التايبان يا تميم الى حد يضحك عليه خلينا نلعب معاه شوية قبل ما نجيب أجله
شهقت جانا و تراجعت خطوتان للخلف مصډومة مما سمعت أيعقل أن التايبان لازال موجود لقد شعرت جانا في تلك اللحظة بأنها مع شخص غريب وليس زوجها بدر و ما كادت تبتعد الا و فتح بدر الباب في تلك اللحظة فجأة و حين رأى حالتها تلك قضب حاجبيه و قال بهدوء مرعب
بتعملي ايه هنا
ابتلعت الأخرى ريقها و قالت بصوت مرتجف قليلا
لا ا انا كنت

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات