الخميس 26 ديسمبر 2024

التايبان بقلم جنة مياز الحادي عشر الى الثالث عشر

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

من الحادي عشر الى الثالث عشر
البارت الحادي عشر
بسم الله
بدأ جميع أهل القرية يتسارعون لخدمتهم و تقديم أفضل ما يملكون لهم و لحسن الحظ
كان برنامج المترجم يعمل جيدا
...
كان أهل القرية قد أشعلوا النيران و بدأوا يرقصون و يغنون حولها فرحا لعودة أبنتهم المفقودة فعلى الرغم من بساطة معيشتهم الا ان الدفء الموجود بينهم يضاهي كل شيء في جماله و بينما الجميع مندمج و ساجدة تلعب مع الأطفال بسعادة أنسحبت جانا بهدوء لتجلس وحدها قليلا و كم كان مشهد كشمير رائع في سماء ليلة مليئة بالنجوم و النسيم الهاديء و بينما هي تنظر أمامها بشرود جلس بدر بجانبها و قال بنبرة هادئة

آخر مرة نتقابل فيها
أغلقت جانا عينيها بضيق ليكمل بدر بنبرة لا تخلو من الحزن
التايبان...أشهر تاجر سلاح على النت كان اللي يعارضني مش بكتفي بأني بقټله بمسډس انا كنت بخليه يتعرض لسم التايبان و أقف أتفرج عليه و أحس بأني مرتاح وانا شايفه بيتعذب و الډم بيخرج من كل حتة في جسمه
صعقټ جانا من كلامه فتساءلت بنبرة هادئة
حصل ايه غيرك
ليجيب هو بنفس نبرته
أضعف مخلوقات الله قدرت على التايبان اللي جوايا
ما حدث
كسر باب المنزل بقدمه پعنف في منتصف الليل ليخرج ذلك الرجل من الغرفة قائلا لذلك المقنع أمامه بتوسل
والله العظيم كنت هقولك...انا فعلا كنت هاجي إر
قاطعه ذلك الصوت الجهوري من خلف القناع المرعب
مسمعش صوتك
أقترب التايبان من الرجل دافعا أياه بقدمه ليسقطه أرضا مخرجا مسدسه قائلا بنبرة هادئة مرعبة
تضحك عليا انا فاكر اني مش هعرف الفلوس اللي سرقتها
فقال الرجل وهو يبكي
اقسملك كنت هرجعهم بس الله يخليك عشان بنتي الله يخليك
لم يكترث التايبان ابدا بتوسل الرجل ولا بدموعه التي تمزق القلوب وإنما أكتفى بطلقة في منتصف رأسه و ما إن اصطدمت رأس الرجل بالأرض و بدأت الډماء تتدفق منه حتى نزع التايبان قناعه ناظرا للرجل باحتقار و ما كاد يخرج من المنزل الا و أستمع الى صوت بكاء يأتي من أسفل الطاولة فقضب حاجبيه عائدا ادراجه و ما إن أنحنى حتى وجد فتاة صغيرة تبكي وهي واضعة يدها على فمها كي لا يسمع نحيبها فسحبها پعنف ملقيا أياها على الأرض وما إن صوب المسډس تجاه رأسها حتى نظرت له بعينيها اللامعة من كثرة الدموع و وجهها شديد الحمرة و كانت عيناها كأنها تخبره بأنها لن تسامحه ابدا بأنها ستشتكي الله منه...كانت نظرات عينيها قوية للدرجة التي جعلت التايبان يجد نفسه ضعيفا فأي لعڼة خلقها الله في دموعها لقد قتل والدها بدم بارد...لقد قتل أقوى الرجال فكيف لا يستطيع أن ېقتل طفلة
سقط المسډس من يد التايبان بعدها خرج من المنزل بسرعة مرسلا رسالة إلى صديقه كي يأتي و يأخذ تلك الفتاة بينما ظلت نظراتها تطارده يوما بعد آخر و كأنها طعنات في قلبه حتى أنه عانى من الكوابيس بسببها
عودة للحاضر
مسح بدر دموعه وهو يعلم بأنه قد خسر جانا أيضا بسبب ماضيه المشين بينما الأخرى ظلت صامتة هادئة بشكل مريب فقال بدر
جانا...
ما كاد يكمل الا وقاطعته هي بهدوء
حكيتلي ليه
فأجابها
عشان واثق فيكي
صمتت جانا بعدها قالت بنفس نبرتها
كان عندك حق لما قولتلي البشر مش بيغفروا
نهضت جانا تاركة أياه و ما كادت تذهب الا و قال هو
طب وانتي
فابتسمت جانا له قائلة
انا مش من البشر
بادلها بدر الابتسامة لترحل هي بينما نظر هو للسماء و أغلق عينيه بهدوء فهو قد أحبها...لقد تعاهد على نفسه أن يمنع قلبه من أن يخفق و يحب عقاپا له على ما فعل و لكن حين تمرد قلبه و خفق خفق لمن ليست له أما جانا فعلى الرغم من صډمتها لكل ما فعله بدر ولكنها أقنعت نفسها بأن من فعل ذلك هو التايبان الذي اختطفها وليس بدر الذي أحبته لكنها أحبت من ليس لها
...
أشرقت الشمس بعد وقت ليس بطويل فنظرت جانا الى ملاكها النائمة بجوارها فمسحت على شعرها بحنو ناهضة بعدها من مكانها خارجة من الكوخ لتنعم ببعض الهواء النقي فهي لم تسطتع النوم من كثرة التفكير و ما ان فعلت حتى وجدت تميم يتحدث في الهاتف و يقول وهو يبتسم
عيون تميم اللي نفسك فيه كله هجيبه...وانتي كمان

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات