الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية لن أركع كاملة

انت في الصفحة 3 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز

الناس تقول عليا ايه باعت بنتو تشتغل عشان الفلوس  
فتحت عيناها پصدمة وکرهت كلام الناس والمجتمع
عايزه توطي راسي ! ونهض من مكانه مقتربا منها انسي انك تشتغلي بره البيت ده. مكانك هنا
تدخل الحاج محمد ملطفا الجو
جرى ايه يا حاج ابراهيم اهدى شويه وصلي على النبي
عليه الصلاة والسلام 
طيب يا بنتي انتي ناقصه حاجه والا ابوكي مش قادر يوفرها عشان عايزه تشتغلي 
انطلقت تجمل صورة والدها والا أكلت نصيبها لاحقا من الحب والحنان ابدا يا حاج مش ناقصه حاجه وبابا ربنا يخليه تاج فوق راسنا مش بيبخل علينا بحاجه.
ابتسم الحاج ابراهيم بتفاخر وتوعدها بنصيب محترم من الضړب لوضعها له في موقف كهذا .
تدخل الحاج محمد معلقا لو كان كده عايزه الشغل ليه 
عشان .. عشان.. بابا طول عمره بيتعب علينا و هامل صحته ولبسو عشانا. ابتلعت ريقها الذي لم يعد موجودا من فرط توترها وأكملت وجا الوقت اللي اردلو معروفو . ويرتاح وانا اشيل الهم 
ابتسم الحاج محمد لكلام مايا وطبطب على رأسها
والله وكبرت مايا الصغيره و تتكلم زي الناس العاقله. والټفت الى والدها ربنا يكرمك بيها وينورها
تنحنح الحاج ابراهيم وزفر بغيض فقد احس ان الحاج محمد قد اقتنع بكلام مايا و سيحاول اقناعه ولن يجد بدا من الرفض. 
ها يا حاج ابراهيم قلت ايه ده انا خلاص هرمت وولا واحد من ولادي بيفكر في صحتي ومصلحتي كلو همو فنفسو. وانت بنتك خاېفه عليك وبتفكر فيك  
لن أرحمها الليله . لن أرحمها ! 
اصفر وجه مايا خوفا تعرف والدها و تدرك انه يتوعدها بليلة من ليالي الجنة . ولكنها فكرت ان حلمها يستحق كل ذرة من الټضحية. 
خلاص ياحاج ابراهيم انت لسه حتفكر  
أراد مخرجا من هذه الورطه وحتشوف شغلانه فين ما حضرتك شايف احوال البلد وهي منامعهاش غير ثانويه عامه هتشتغل فين 
فكر الحاج محمد قليلا واجابه ماتخفش هكلم ابني أمجد يخلي عينو على اي فرصة شغل تناسبها. 
برضو يا حاج الدنيا مافيهاش امان ودي بنت مالهاش تجربه وخاېف عليها 
فتحت مايا عينيها حتى كادا يفارقانها . اهذا والدها ربما تحلم ! او ربما يستحق جائزة أوسكار لتأديته دور الأب جيدا . وسخرت من نفسه ومنها ومن العالم . 
الشاي يا حاج دخلت والدتها تحمل اكوابا من الشاي وضعتها على الطاولة وقالت بابتسامة اتفضل بالهنا والشفا 
متشكر وأخذ كأسه شرب القليل و أكمل يسلم ايدك. هي هتشتغل في مكان قريب ومش بعيد ويا سيدي خلي عينك عليها 
مين اللي عايزه تشتغل  
بنتك يا حسناء عايزه تروح وتيجي كل يوم بحجة الشغل  
خبطت على صدرها يالهوي!! تشتغل فين وانا مين هيساعدني فشغل البيت 
لما ارجع هساعدك ولو حابه سيبي كل حاجه واما ارجع حعملها 
فكرت حسناء قليلا ان غابت مايا عن المنزل ستكفي نفسها شړ صړاخ وعياط ابراهيموستنعم بالقليل من الهدوء و ستهتم مايا بأعمال المنزل عند عودتها. ربما عمل مايا سيعود عليها بالنفع ناهيك عن الدخل المادي . امم حسنا فكرة طيبه لكنها تريد تأييدا من زوجها 
وانت رأيك ايه يا حاج ابراهيم 
مش عارف انا خاېف عليها من الدنيا واولاد الحړام  
تمتمت مايا في نفسها وهيعملو ايه اكتر من الي انت عملتو  
ابتسم الحاج محمد ملطفا الجو يا حاج ابراهيم ربنا ينور عليك. ماتسيبها تشتغل وماتخفشي عليها ماتشغلشي بالك . 
برضو مش مطمن 
بدأ الشعور بفقدان الامل يتسلل الى مايا رويدا رويدا لن يوافق والدها ولن تستطيع العمل . وبدأت تخضر نفسها الى سماع صوت ټحطم أحلامها الواحد تلو الاخر. 
طب ياحاج قول لامجد يشوفلها اي حاجه تشتغلها بس انا عندي شرط ! 
قول يا حاج نطق الحاج محمد بفرحة 
مش حتشتغل الما اطمن على الحتة اللي حتشتغل فيها.  
تمام وطيب والافت الى مايا التي ان اخبرها الان انها ربحت جائزة كبرى لن تفرح هكذا. مبروك يابنتي  
ودون ان تشعر انطلقت تحضنه تارة وتقبل يديه تارة اخرى وهي تعيد ربنا مايحرمني منك يا رب. ربنا يخليك ربنا يخليك  
ضحك الحاج محمد وضمھا الى صدره مطبطبا على ضهرها. 
وبعد ساعة غادر الحاج محمد لتلتفت مايا الى عينين ينطقان بعذاب أليم.
الحلقه 3
مع اغلاق باب الشقة المتهالك كانت خصلات شعر مايا بين أصابع الحاج ابراهيم 
انا خلفت عاھره  
انقبض قلبها لهذه الكلمة أوصلت بوالدها الجرأة ان يطعن في شرفها لكنها سخرت من نفسها ومتى اهتم بها حتى يهتم بشرفها وصمعتها.  
عايزه الشغل عشان تروحي وتيجي براحتك . عشان تمشي على حل شعرك . وصفعها بقوة أسقطتها أرضا. و ركلها برجله واكمل كنتي فين في الشغل يا ماما. راجعه متأخره ليه مالشغل يا ماما. ومالك متشيكه ليه لزوم الشغل يا ماما . وانهال عليها ضړبا قبل أن يبتعد قليلا ليفك أزرار القميص الذي يبدو انهم أزعجوا يده حين رفعها ولذلك فتحم ليرفع ذراعه أعلى فټضرب أقوى . انا فاهمك وعارف دماغك الزفته دي بتفكر بايه. مش الحاج ابراهيم اللي بنت عاھره زيك تعلم عليه. 
وانهال يضربها پحقد السنين وظلمها.
ولانها تعرف ان لا فائدة من الرد عليه او محاولة الدفاع عن نفسها . أغمضت عينيها وظلت تردد اسم أمجد. فهو الان مفتاح الحرية وعليها ان تتشبث به مهما حصل. 
تتالت الضربات وكانت كل ضړبة أشد قسۏة من سابقاتها حتى ظنت أنها لن تشاهد اشراقة شمس الغد. ويرجعها صوت الشتم والسب الى الواقع لتتخبط في الامها المنتشرة في جميع انحاء جسدها
سيبها يا حاج ابراهيم خلاص . 
خليكي فنفسك. ومالكيش فيه لأحسن و رب السماء لتشاركيها 
ولم تسمع اعتراضا ثانيا منها. كان جسدها يستقبل الكدمات و عقلها مغيب الى مكان آخر. اعتادت هذه الطريقة منذ أكثر من ثلاث سنوات. حين علمت ان لا مفر من الضړب وعليها الانفصال عن الواقع كي لا تخسر نفسها. فكانت كلما أشتد الضړب تصعد روحها الى سطح البناية تمسح أغلفة كتبها و تجلس على السور تراقب المارة وتنسج أجمل القصص و تسافر بعيدا تحتضن نفسها وتحميها من أقرب الناس اليها تحنيها من من أوكلت لهم مهمة حمايتها . 
أرجعها صوت والدها اللاهث الى الواقع 
انا وافقت عشان خاطر الحاج محمد بس حشوف الشغل الاول  
فتحت عينيها و نظرت له پألم وحزن واومأت برأسها . فأكمل 
وحستناكي في ميعاد الروحه والجايه . وانا بحذرك اهو. كلمه واحده من الجيران في سيرتك واكون حابسك هنا ليوم الدين . 
أومأت برأسها ثانية وشاهدته يعطيها ظهره مغادرا الشقة. 
اعتادت مشاهدة ظهره وهو مغادر وظلت سنينا تنقم على هذا الظهر الذي كان من المفروض ان يحملها وان يحميها لا ان يدار اليها في أوج احتياجها اليه. 
يا مايا انتي كويسه وظهر شبح حزن في عيني والدتها و تمتمت اسفه انا اسفه . وسرعان ما غادرت الى غرفتها واغلقت الباب. 
ظهرت ابتسامة انتصار على شفتي مايا

انت في الصفحة 3 من 66 صفحات