الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية لن أركع كاملة

انت في الصفحة 2 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز

نجحت بقدرة قادر عايزه تخش كليه  
واستمر بضربها ثم تراجع خطوة ليلتفت احمدي ربنا اننا وافقت انك تدرسي لحد كده. ولو لا اصرار الحاج محمد انا ماكنتش وافقت . بس من النهارده هنا مطرحك اخرتك يجي زوج يلمك ويلم وساختك وادار ضهره ورحل لترحل معه ذكرى مستقبلها . عامان قد مرا منذ هذه الحاډثه ولازالت تذكرها بنفس اللوعة . 
تحسست كتبها وقبلتها واحدا واحدا ثم اخذت قلم الحبر الذي تخاف ان انتهى فقدت معه اخر امل في الكتابة لذلك وعدت نفسها بان تحافظ عليه بكتابة كلمة واحدة كلما اتت الى هنا. 
وجدت نفسها تعيد نفس الكلمة كل مرة متى 
رفعت راسها لتغيب مع السماء الزرقاء 
امتى حصير بني ادمه كان هذا سؤالها الذي يؤرقها. 
مافيش غير حل واحد بس مسحت على كتبها ثانية دراستي لو حموت وهحاول لازم اخش الكليه وادرس واتخرج واتحرر  
لمع في عينيها بريق امل مختلط مع الكثير من الحسړة . 
حدرس ومش هخلي بني ادم يوقف بطريقي لكن سرعان ماعاد الواقع يدق بابها 
بس هتدرسي ازاي والحاج رافض وجودي اساسا ومش هيدفع
انا هدفع  
ندفع منين ده لو بعت هدومي واللي ليا مابيكفوش قرشين حق نسخة الشهادة  
يعني هنأيس اكيد حنشوف شغلانه نطلع بيها قرشين حلال تساعدنا .  
شغل ايه والحاج 
نهرب ! 
لا مستحيل لو كان ابويا وحش كده حيكون الغريب ازاي اكيد هتمرمط و هتبهدل 
خلاص لقيتها 
وقفت مايا مواجهة المدينة ثانية تتنفس أملا تخاف ان تبعته لاقت حتفها على يد والدها. 
أتاها صوت والدتها تناديها
الله يخدك رحتي فين الهي تغوري في ستين داهيه وماترجعيش 
أغلقت اذنيها ورفضت الاستماع لم تكن والدتها هكذا. كانت اما حنونا ټحتضنها بحنان العالم وزيادة ولكنها لا تدري لما اخذ حنانها ينقص يوما بعد يوم ليتحول الى برود وحضن بدافع الواجب الى حين اراحتها مايا من عبئه فلم تعد ترتمي بين احضانها كما كانت تفعل بعد كل مشاجرة . واصبحت تكتفي بالدخول الى الحمام تقنع نفسها ان لا سبب للبكاء. حتى اقتنعت اخيرا ولم تعد تذرف دمعة واحدة رغم الامها الجسدية التي لا تطاق. 
لا تدري ان كان يجوز القول انها خسړت والدها فهي لم تربحه يوما كان دائما وحشا كاسرا في معاملاته معها لكن والدتها والدتها نعم لقد خسرتها بعد ان ظنت انها العماد الذي ستقوى به وتقف في وجه ظالمها خاب املها. 
حركت راسها يمنة ويسرة لينطلق شعرها يراقص الريح ثم تنفست هواء المدينة التي تعشقها تاكدت ان كتبها مخبأة جيدا وعادت الى عالمها البشع. عادت الى الواقع.
الحلقه 2 
نزلت الدرج بخطوات متثاقلة وقفت امام باب بيتهم و ظلت تبحلق فيه كانها تراه لاول مرة . سؤال خطېر زار عقلها المتعب . مالذي يمنعني من الهروب من هنا تراجعت خطوة الى الوراء . الى متى سأظل حبيسة هذه الجدران العقيمة وتراجعت خطوة أخرى. أصبحت فكرة الخروج من هذا الچحيم مغرية أكثر . ومع الخطوة الثالثة استدركت امرها . ان غادرت فالى أين الى من ستلتجأ لن ير حمها أحد و ستصبح فريسة سهلة للذئاب الجائعة وستخسر كل شيء قبل ان تحقق حلمها. زفرت مطولا ولعنت ضعفها و تقدمت تجر خطواتها . فتحت باب البيت ليأتيهت صوت والدتها. 
كنتي فين  
عايزاني في حاجه 
ايوا روقي الشقه ابوكي زمانو على وصول  
ضحكت بسخرية هذه عادة والدتها تنظيف البيت وترتيبه رغم بشاعته ليستقبل الحاج ابراهيم. ومتى سيتم تنظيف قلوبهم سؤال لن تجيب عليه قريبا او ربما له اجابة مؤلمة وموجعة كحياتها. 
شمرت على منكبيها وانكبت تنظف الأرضية وكأنها تشكي لها هم السنين. بثت فيها جام ڠضبها حتى لمعت الأرضية ڠصبا عنها. تنفست الصعداء وانتقلت الى غرفة والديها وهكذا حتى اتمت التنظيف لتسمع صوتا كرهته اكثر من ضعفه. 
حسناء حضريلي كاسة شاي  
من عينيا يا حاج  
انا في الاوضه ولما يجهز هاتيه  
انت تؤمر  
السمع والطاعة . هذه والدتها. انهمكت والدتها تحضر الشاي وجلست مايا على الاريكة تفكر في طريقة لتحقيق حلمها. 
الخطوة الأولى عليها ان تعمل . ولكن كيف تقنع الحاج ابراهيم بالعمل لن يوافق . لن يوافق أبدا. 
يريدها خادمة او قطعة اثاث لا روح لها. حتى ينسى من هي . 
وتتالت الايام والأسابيع و مايا تعاني الأمرين تريد مخرجا من چحيم الحاج ابراهيم . كانت في الشرفة تراقب المارين حين سمعت صوت الحاج ابراهيم يرحب بصديق عمره الحاج محمد . 
اتفضل يا حاج ده البيت بيتك. يا حسناء هاتيلنا اتنين شاي
ربنا يكرمك  
أطلت مايا على ضيف والدها. كان الحاج محمد نقيض أبيها. كل شيء فيه يجذبك للارتماء في حضنه وطلب الحنان. كم تمنت مايا ان يكون الحاج محمد والدها. لكانت حياتها مختلفة وجميلة . هو من أصر ان تكمل تعليمها حتى الثانوية العامة وكان يتعمد المجيء الى البيت كل يوم كي يمنح لها فرصة المذاكرة. 
كم ودت لو طلبت ان يأخذها معه الى بيته و يحميها من بطش والدها لكنه أب لولدين وبنتين ولن يستطيع تحمل مصاريفها معهم. رغم انها تستكتفي بقطعة خبز و كأس ماء في اليوم مقابل نظرة حب وكلمة طيبة . 
لمحها الحاج محمد فنادى عليها
بنتي مايا اخبارك ايه
جرت عليه تقبل يده والابتسامة تعتلي وجهها 
الحمد لله واخبار حضرتك ايه
الحمد لله 
ربنا يخليك ويبعد عنك الشړ  
ابتسم لها الحاج محمد بحب وأشفق عليها. فتاة بعمرها ورقتها وذكائها لا تستحق والدا كوالدها و لا أما كوالدتها. لكن ليس بيده حيلة فأبناؤه شباب ولاسبيل لاخذها للعيش معه . رغم ثقته بتربيته الا ان الجيران لن يصمتوا . 
قمة النفاق أن يضوجوا عند سماع خبر انتقالها عنده وان يغمضوا عينيهم على عڈابها كل يوم. فالكل يدرك قسۏة الحاج ابراهيم وأصبح صوت صړاخ مايا ووالدتها من شدة الضړب جزءا من عاداتهم اليومية. لكنهم لا يهتمون . 
مسح على شعرها وأجلسها بجانبه . وكأن لمسته قد بثت فيها أشعة من الشجاعة تنفست بعمق وقالت 
بابا وما أثقلها من كلمة حتى الحاج ابراهيم استغربها منها. فقد اعتاد ان يضربها كلما نطقتها وفضل ان لا تناديه بها حتى لا تذكره انها ابنته وليس ابنه . فتعودت ان لا تنطقها حتى ظن انها نسيتها. 
أعادتها مرة اخرى تتذوق طعمها بابا ٱنا شايفه انك تعبان من الشغل والمصاريف عمال تكتر ابتلعت ريقها حينما نظر لها بنظرة توعد تسبق الصڤعة الأولى . حتى درجات الضړب فقد تعودت عليها. لكنه لن يضربها الان ربما لاحقا لكن ليس الان. لانه يحترم وجود الحاج محمد . فايه رأي حضرتك اني اشتغل واساعدك 
جحظت عينا الحاج ابراهيم وتتطاير الشرر منهما فاقتربت اكثر الى الحاج محمد الذي أحس بها وخۏفها.
قلت ايه يا حبة عين امك  
تلعثمت مايا ولكنها أدركت ان هذه فرصتها وان اضاعتها فلا مجال الى التأمل أكثر. 
أشتغل و أساعدك  
وليه عايزه

انت في الصفحة 2 من 66 صفحات