قطرات الغيث. ل فاطمة الالفي
التحيه تمام يا أفندم أني چاي دلوك لسعاتك عشان أچولك أخبار المراچبه اللي علي جاسم العناني
همس بضيق وصلتو لحاجه
وضع العسكري امامه ورقه مدون بها بعض التحريات التي أجراءها
دقق حمزه النظر بتلك الورقه التي امامه وقراء محتواها بصوته الرخيم
جاسم ناجي العناني 33 عام متزوج من عنود الشنداوي منذ خمسه أشهر يتردد علي البلده باستمرار بعد منتصف الليل والده عضو مجلس الشعب عن مركز المنيا يبتاع عدة منازل متهالكه بمبالغ طائله وهذه يدعي للشكوك ومن المراقبه المشدده علمنا بآنه يتودد الي المدعو شاهين النجعاوي ويريد شراء منزله القديم ووهمه بوجود اثار مدفونه اسفله وسوف يشاركه ذلك الكنز
هز راسه للعسكري ثم قال تمام يا فضل سبلي الورقه وروح انت كمل المطلوب منك المراقبه ماتغفلش عنه
أمر جنابك
بعدما غادر العسكري مكتبه عاد بظهره للخلف وهو يزفر انفاسه بضيق ثم هتف قائله ايه حكاية جوازه من عنود دي كمان وياتري غيث وصله الخبر ده ولا ما يعرفش
ارتدت الثوب الاسود ووضعت الوشاح واستعدت للخروج مع زوجها ولكن استوقفها غيث بتسأل انتي اكيده لبستي
نظرت لثوبها ثم عادت تنظر له قائله ايوه لبست التوب الاسود
لاحت شبه ابتسامه وهو يهتف أسود يا حبيبتي وانتي أول مره تطلعي امعاي وگمان لساتك عروسه عشان خاطري بدلي الاسود
التوب الاسود حشمه ووچار
اقترب منها ثم وضع ذراعه يحاوط كتفها وقال بصوت دافئ لساتك ازغيره علي الوچار دي الوچار للناس الكباره كيف أماي واماكي چوام بدلي التوب ده والبسي حاچه تليچ بسنك يا عروسه
حلو دي البسيه
التقطه منه وهي تؤمي بالايجاب حاضر
ترك الغرفه لحظات الي ان تبدل ثيابها وبعد مرور عده دقائق كانت تهم بمغادره السرايا وهو يحاوطها بذراعيه وكانها عصفوره يظلل عليها بجناحه .
استقل سيارته وجلست هي جواره لينطلق في طريقه الي حيث منزل والدها واثناء مروره بالطريق توجه الي مزرعه الفواكهه خاصته جلب بعض صناديق من ثمار الفاكهه الطازجه ووضعها خلف السياره ثم استقل بمقعده ثانيا خلف المقود ليكمل طريقه ..
فتح منصور باساريره المتهلله شوقا لرؤيه أبنته قطعه من قلبه احتضنها بعاطفه قويه وربت علي ظهرها بحنو وهو يقول أتوحشتك يا ضي عين أبوكي
ابتسم غيث لشعوره بالعلاقه القويه التي تجمع بينها وبين والدها مشاعر حانيه ليس كأب وابنته انما علاقه آقوي من ذلك كأنهم توام متلاصق وعندما تفرقا يشتاق كل منهما للاخر ولا يطيق العيش دون نصفه الاخر .
علاقه قويه مترابطه ومتلاحمه .
ركضو شقيقتيها الصغيرتين يتشبثو باقدامها تركت أحضان والدها لتلتقط احضانها فراشتيها الجميلتين وكأنها والدتهم العائده بعد سفر طويل .
شعر بالالفه والمحبه بذلك المنزل المتواضع رغم بانها ليست المره الاولي التي يخطي بقدميه داخل المنزل الا ان تلك المره مختلفه تماما يشعر بمشاعر دافئه احتواء بين الوالدي وصغاره .
تناولوا طعام العشاء مع عائلتها وبعد ذلك فارقتهم بدموع متحجره داخل مقلتيها عينان متحجره ترفض الابتعاد عن حضنها الدافئ منبع الامان والحنان أسرتها التي وجدت نفسها عندما التقت بهم والابتسامه التي أنارت وجهه عندما دلفت لداخل منزلها وتذكرت كل ركن به ماذا كانت تفعل هنا وهنا قبل ان تنتقل لمنزل زوجها ويصبح ذلك المنزل الذي كبرت به وشهد علي أجمل أيام طفولتها وشبابها أصبحت تاتي اليه زائره لم يعد كما السابق .
شعر بها غيث عندما وجدها صامته تطلع من نافذه السياره للخارج تتفقد الليل وسكونه .
ربت علي قدمها والتقط كفها البارد براحته وهمس باسمها ليجعلها تنظر له
حبيبة چلبي خابر سبب شرودك ايه عارف أني دي أول مره تعودي لدار ابوكي وتحسي انك غريبه بس انتي مش غريبه أنتي هتفضلي حته من البيت ديه ومكانك چوه چلوبهم مش مچرد مطرح في الدار لا مكانك شوفته بعنيه في فرحه أبوكي لم عنيه رأتك ولا لم ضمك لصدره كأن روحه ردت چوه صدره أنتي صوح بچا عندك دار لوحدك بس بردك هتفضل دار ابوكي هي الاصل والاساس بدون أهلنا مانحسش بالامان تعرفي مش أني كبير أهو بس چوه دار ابوي بحس بالامان وطول ماحس ابوي في الدنيا بحس أني ليه ضهر وسند ومن غيرهم أحس أني عريان هم الغطا والامان والنور في عكمته الحياه هم اساس كل حاچه حلوه مش عاوزك تزعلي ولا الحزن يسكن عنيكي لم نعاود من مصر بالسلامه وعد عليه أجيب بنفسي لحد بيت أهلك كل سبوع تچعدي امعاها يوم بحاله
تهللت اساريرها ووضعت راسها علي كتفه قبل راسها ثم هتف بصوت مرح وها اتحشمي يا حرمه راچلك سايچ علي طريق الليل ومايصوحش الحركات دي
توردت وجنتها بحمره الخجل وابتعدت عنه ضحك هو باعلي طبقات صوته عندما راءها كالفار المذعور عاد هو يجذب راسها علي كتفه ثانيا وقال بضحك امعاكي يا چلبي وبعدين أني راكن أهو في الاستراحه تحبي ننزلو نشرب
حاچه
هزت راسها بالنفي ثم قالت لاع رايده انعس
وها وهتهمليني اتحدت مع حالي طول الطريچ
لاع هفضل امعاك واتحدتو
شدد علي ضمھا لصدره ثم قال بحنو لا يا حبيبتي انعسي كيف ما بدك
عاد يكمل قيادته وهي غفلت بعد لحظات ابتسم علي هيئتها ونظر للطريق امامه قائلا هتسايرو مع نفسي ٨ ساعات بحالهم
الفصل الثاني العاشر
كان يجلس يحتسي الشاي بالمقهي الشعبيه وفجاه اتاه
اتصالا هاتفيه من شخص اخر نهض من مكانه وظل يتلفت حوله بريبه ثم ابتعد عن المقهي واجاب علي الهاتف ثم اغلقه وسار مبتعدا عن الطريق ..
في ذلك الوقت كان علي يترقبه ويجلس خلفه بالمقهى وعندما غادر لحق به علي الفور ..
ظل علي يتبع خطوات سيره الي ان دلف شاهين داخل منزله وغاب داخله نصف ساعه ثم غادر منزله ولكن برفقه شقيقته التي تتلحف بالوشاح الاسود وتسير بحواره .
انتابه القلق هم بخطواته ولحق بهم الي ان توقف فجاه عندما وجدهم يدلفون لداخل منزلهم القديم وبعد عده لحظات وقفت سياره سوداء وترجلا منها شابا قوي البنيه يرتدي حلته الكحليه ويدلف ايضا لداخل المنزل بخطوات واسعه ..
اقترب علي بقلق من المنزل ووقف امام نافذه متهالكه دفعها برفق ليرا ما يحدث بالداخل .
دقق النظر ليجد روح محموله علي اكتاف شقيقها ويدلف بها غرفه والشاب يسير خلفه بخطوات ثابته .
جن جنونه وقرر ان يقتحم ذلك المنزل داخله براكين من الڠضب هل ما يفكر به بالفعل سيحدث لمحبوبته لماذا اتت مع شقيقها بهذا الوقت المتاخر من الليل ولما ذلك المدعو جاسم معهم بمنزلهم القديم وما دور روح في تلك المهمه هل سيقدمها أخيها قربان لتنفتح المقبره كما يسمع عن ذلك من بعض الناس ام ماذا يحدث لها الان بالداخل
تسألات كثيره ولا يجد لها جواب سوا ان يقتحم ذلك المنزل
ويحاول انقاظ محبوبته من براثينهم الان .
وصلا القاهره بعد بزوغ فجر اليوم التالي توجها الي شقته التي كان يقطن بها مع زوجته السابقه وعندما صفا سيارته أسفل البنايه القي نظره لزوجته التي مازلت تغط في سبات عميق ابتسم بخفه علي هيئتها وكانها لم تذق طعم النوم مند أن ولدتها أمها هزها برفق لكي تستيقظ
فتحت عيناها بنعاس وعادت تغمضها ثانيا اخرج انفاسه بهدوء ثم وضع يده اسفل قدميها وحملها برفق بين ذراعيه ثم اغلق السياره وسار بها بخطواته الثابته الي حيث وجهته المنشوده
اما هي فحاوطت عنقه وهي مازالت مغمضه العينين ولكن شفتيها تبتسم بحب وهي تجد نفسها كالفراشه ترفرف بجناحيها وهي محمله بين ذراعيه ..
دلف بها داخل الشقه واغلق الباب خلفه ثم اقترب من الغرفه الاخري اراحها برفق أعلي الفراش ثم دثرها بالغطاء ومدد بجسده بجانبها فهو يشعر بالتعب والارهاق بسبب عدد ساعات القياده المتواصله ضمھا لصدره بحنان ثم اغمض عيناه بثبات ..
قبل ان يغادر مكتبه اتاه العسكري فضل يهتف بفزع
الحچنا يا باشا چتيل
هتف حمزه بتسأل چتيل .. مين اللي أتچتل يا عسكري
شاهين يا باشا لاچوة مچتول چوه داره الچديمه
نهض حمزه مسرعا يحمل سلاحھ ثم غادر مركز الشرطه يستقل سيارته وجلس فضل بجواره يملي عليه مكان منزل شاهين ويقول .
چتلي اخباريه من العسكري بتاع المراچبه باللي حوصل
هتف حمزه بصوت غاضب وايه اللي حوصل شاهين أتچلت ازاي ومين اللي عملها
والله ما خابرش يا باشا حوصل ليه وازاي اول لم چتلي الاخباريه چيت ابلغ جنابك .
قاد حمزه سياره بسرعه فائقه ليصل الي ذلك المنزل في غضون دقائق معدوده ..
صفا حمزه سيارته امام المنزل ثم ترجلا منها هو و فضل ودلف بخطوات واسعه لداخل ليجد احدي العساكر ممسك بشاب صغير البينه يرتدي جلباب بنيه ويهتف الشاب بصوت مهزوز
ماچتلتوش والله ماچيت چاره
اقترب حمزه ونظر لذلك الشاب لتجحظ عيناه ثم قال علي . !
ثم اردف قائلا انت اللي عملت أكيده يا علي
اقترب علي منه بلهفه قائلا الحچني يا حمزه باشا والله العظيم ماچتلتش شاهين اني فوچت لاچيت شاهين سايح في دمه
نظر حمزه لاحدي العساكر قائلا بصرامه ابعتو عربيه اسعاف تاخد الچثه علي المشرحه ومحتاچ تچرير الطب الشرعي باسرع وچت
ثم نظر الي علي واشار للعسكري فضل خد علي يا فضل علي المركز هنفضل متحفظين عليه وهيتم التحچيچ في اللي حوصل
ثم ابتعد حمزه يتفحص ذلك المنزل المتهالك وجد غرفه جانبيه مفتوح بابها تقدم بخطواته من تلك الغرفه ودلف داخلها ليجد بمنتصفها قبو هبط درجات السلم الخشبي الموضوع ليهبط لاخره وجده فارغ من الداخل لا يوجد به شيء .
ظل يتلفت حوله ولكن وجد اسفل قدميه عقب سېجار من اللون البني سېجار فاخر لايتناولو الا بعض رجال الاعمال انحني بجذعه يلتقطه ثم نظر لها وهز راسه بايماء خفيفه فقد علم لمن تكون ..
دلفت روح منزلها وهي تتلفت