انا لها شمس من الاربعون الي الاخير
انت في الصفحة 26 من 26 صفحات
لها فؤاد لثقته الهائلة بها كموظفة قبل أن تكون زوجة صالحةلينطق بكلمات بذل مجهودا شاق كي يخرجها هادئة
أولا أنا أسفيمكن خاني التعبير بس ده لا يمنع إني بتكلم في الحقحضرتك يا أستاذة تعديتي على اختصاصاتي وأنا من حقي أقدم إعتراضي
حقك طبعابس ده لما يكون تعدي على وظيفتك بجدأنا بباشر صلاحياتي وده يسأل عنه مدير مجلس الإدارة مش أنا...كلمات نطقتها بحكمة لتكمل بنبرة عملية
ارتبك لعدم رغبته بالتصادم مع فؤاد وذلك لصرامته فيما يخص العملف أراد أن يتلاشى المواجهة معه وتحدث وهو يحاول تلطيف الوضع
مفيش داعي تشغلي فؤاد باشا معاناكان الله في عونه
واسترسل مبررا بترقيته التي لم يمر عليها سوى بضعة أسابيع
أوكزي ما حضرتك تحب...قالتها بثبات وهي تنظر إليه بتفحص لينتفض واقفا وهو يقول
هروح أتابع شغلي وأسف إني أخدت من وقتك
وقفت باحترام لتنطق بثبات وهدوء
نورت يا باشمهندس.
تحرك سريعا مغادرا مكتبها وبداخله براكين من الڠضب يكظمها عنوة عنهأمسك مقود الباب واداره ليجد ذاك ال أيهم يقف مع السكرتيرة وعلى ما يبدو أنه جاء لمقابلة شقيقتهتحدث بسام
يا وقعتك السودة يا أيهمليلة الخميس إنضربت خلاص
رمقته بنظرات كالړصاص صوب باب مكتب شقيقته
تعالي دخليه بنفسك يا أميرةأنا كمان داخل ل إيثار
معنديش وقت أضيعه في الضحك والكلام الفارغ يا حضرة المحاسب المحترم...رمت بكلماتها اللاذعة بجانب نظراتها الحادة وانطلقت كالسهم لتعود لمقر مكتبها بقلب ېحترق من لوعة الغيرة على من يعشقه القلبلوى فاهه ليبتسم ببلاهة لتلك التي تطالعه بملامح وجه بدا عليها التضامن والمؤازرة فيما سيناله من تلك الشرسة عاشقة زوجها لينطق بملاطفة
بمشاكسة ردت تلك ال ليلى
مش مهم أنا يا أستاذ أيهمالمهم انت اللي تكون كويس
هز رأسه بطريقة ساخرة لتشير هي إلى الباب قائلة
ثواني هدخل الملف للهانم وابلغها إنك عاوز تقابلها
بعد قليل خرجت وتوجه هو ليلج إلى شقيقته فوجدها تتطلع على كومة من الاوراق ليتحدث بنبرة جادة
بسام الزين طالع شايط من عندك ليه
جنابه مش عاجبه طريقة شغلي وبيتهمني إني بتعدى على اختصاصاته
جلس بالمقعد لينطق متخوفا
أنا قولت لك من الأول بلاش تستفزيه وتدخلي في الامور اللي تخص منصبه
احتدت ملامحها لتعلن عن ڠضبها وهي تنطق بنبرة جادة
مفيش حاجة إسمها أمور تخص منصبهده مال ولادي وجوزي مأمني عليهوالبيه بيتعامل كأنه المالك الرئيسي والوحيد للشركات ويا عالم بيهبب إيه من ورانافكان لازم أحجم صلاحياته واستخدم صلاحياتي اللي أدهالي فؤاد بحكم منصبيوخصوصا إنه كان مانع الموظفين يدوني أي أوراق خاصة بالصفقات
بس كده ممكن يحطك في دماغهوأحمد الزيني ممكن معاملته ليك تتغيربالعقل كده أكيد مش هيسيب إبنه وينضم لفريقك ضده
يوريني أخر ما عنده...جملة بها تحدي نطقتها قاصدة أحمد لتتابع بجدية
ولو باشمهندس أحمد الزين هيكون فريق ضدي لمجرد إن بسام إبنه يبقى هيخسر كتير قوي
واسترسلت بنبرة شرسة
لأنه هيلاقي معاملة وإيثار مختلفة كليا عن إيثار اللي كانت بتعامله بلطف واحترام
رفع حاجبه باعجاب لينطق
بقيتي قوية لدرجة يتخاف منك يا إيثار
أجابته باقتضاب
محدش بېخاف غير اللي ماشي غلط يا أيهم
وافقها الرأي لتنطق بعدما قررت تغيير مجرى الحديث
متنساش بكرة تجيب أميرة وساندي وتيجو بدري علشان عيد الميلاد هيبدأ الساعة أربعة العصر إن شاءالله
ابتسم وتذكر طفلته ذات الثلاثة أعوام عادت من عملها لتجد الجراثيم لتنطق بكلمات ساخرة
أنا شايفة إن حضرتك تجيبي لهم صندوق من البلور وتحطيهم جواه وإحنا نشاور لهم من برة البلور
رمقتها حانقة لتتابع ابنتها
مش معقول يا ماما اللي بتعمليه ده
هتفت عصمت
بارتياب يعود لشدة خۏفها على الصغار
براحة لتبتسم لها قائلة
حمدالله على السلامة يا حبيبتي
أطلقت فريال ضحكاتها وهي تقول
الوقت بس تقدر تقول لك حمدالله على السلامة
وتقول وهي تدللها
الندلة اللي مش
بتسأل في مامي وقاعدة في حضڼ نانا
عوضا من أن ټحتضنها الصغيرة سألتها باعتراض ظهر جليا على ملامحها
فين بابيليه مش جه
أجابتها وهي تقبل وجنتها الوردية بشغف فقد اتخذت ملامح جدتها عصمت وكأنها نسختها الصغيرة مما زاد من عشق علام وفؤاد لتلك الصغيرة التي خطفت لبهما
لسه الساعة إتنين يا حبيبتيبابي هيوصل النهاردة الساعة خمسة علشان عنده شغل كتير
أنزلت الصغيرة التي سكنت أحضان جدتها من جديد لتسترسل باستئذان
أنا هطلع أخد شاور وأطمن على يوسف
واسترسلت بنبرة هادئة
متعملوش حسابي في الغداأنا هستنى فؤاد لما يرجع
ضيقت عصمت بين حاجبيها وهي تقول
بس فؤاد مش هيرجع قبل الساعة خمسة يا إيثاركده الغدا هيبقى عشا
ولو قعدت لبكرة بردوا هستناه...قالتها باصرار نال استحسان عصمت وطمأنها على نجلها في حين نطقت فريال بمشاكسة لزوجة شقيقها التي أصبحت صديقتها المقربة
قولي إنك عاوزة تنفردي بالباشا وتحولوا الغدا لعشاء رومانسي على ضوء الشموع
رفعت قامتها للأعلى وهي تقول
وهنكر ليهجوزي وحبيبي وأتمنى أعيش عمره كله في قربه
ابتسامة عريضة ظهرت على ثغر عصمت بانتشاء لتنسحب الاخرى إلى الاعلىصعدت الدرج لمنتصفه لتتفاجئ بظهور عزة التي تهبط من الأعلىعلى الفور ارتسمت على وجهها الابتسامة وهي ترحب بها
حمدالله على السلامة يا ست الكلجهزت لك الحمام زي ما بلغتيني في التليفون من شوية واسترسلت بملاطفة
حطيت لك فيه من الزيوت اللي بتفك الجسم وتنعنشه
ابتسمت الأخرى لتجيبها
ربنا يخليك ليا يا عزة
واسترسلت بجدية
يوسف في أوضته
أجابتها باستفاضة
أيوا فوقلسه باص المدرسة واصل من شويةسبته كان داخل ياخد الشاور بتاعه على ما الغدا يجهز
تمامأنا كمان هاخد شاور وأروح له أوضته يكون خلص...قالتها لتغمز لها عزة وهي تقول
أنا خليت البت وداد تجهز لك اوضة الزاكوزي زي ما أمرتيوحضرت لك الشيكولاتة والفاكهة اللي قولتي عليهاهو أحنا عندنا أغلى من الباشا علشان ندلعه
ردت لها الغمزة وهي تقول بابتسامة عريضة
برافوا عليك يا عزة
تركتها وصعدت سريعا قبل أن تفتح تلك الثرثارة بمواضيعها التي لا تنتهي أخذت حماما ثم ارتدت ثيابها واتجهت صوب غرفة نجلها الغاليوجدته يقف أمام مرآة الزينة يقوم بتمشيط شعرهتطلعت عليه بسعادة فقد أصبح نجلها رجلا صغيرا حيث سيكمل غدا عامه الثاني عشرفقد زاد طولا حتى أنه تخطاها وأصبحت تتطلع للأعلى حتى تنظر بعيناهواشتد عوده نظرا لكثرة التماربن التي يتلقاها على يد المدرب الخاص به وأيضا ممارسته للسباحةنطقت وهي تفتح ذراعيها لاستقباله
إيه الشياكة دي كلها يا باشمهندس بالراحة على قلوب البنات
تطلع على صورتها بانعكاس المرآة بملامح وجه معترضة قبل أن ينطق
قولت لحضرتك مليون مره قبل كده إني هكون وكيل نيابة زي جدو علام وبابامش فاهم إيه إصرارك بإنك تناديني بالباشمهندس
لقد أصبح يلقب فؤاد ب بأبي مثل أخويه عندما كان بالتاسعة من عمره وبدأ أخويه ينطقان ويطلقان بابا على فؤاد فاعتاد هو الأخر من باب التعودوحدث الامر رغما عنه فبالاخير هو ابن التاسعة من عمرة ويظل طفلا تقبل فؤاد الأمر بل وسعد به بينما هي تحسست من ذاك الوضع لكنها لم تفصح عنهوالأن ينشطر قلبها للمرة اللا معلوم عددها حين تستمع من صغيرها الإعتراض على مهنة المهندس التي حاولت ومازالت جاهدة بزرع الفكرة في عقله منذ الصغر لكنه مصرا على أن يلتحق بكلية الحقوق كي يمتهن مهنة القاضي تشبها بما يناديه ب أبيفؤاد وقدوته علام زين الدينحيث يراهما قدوته الحسنة ويريد التشبه بكلاهما
هو يعلم أن فؤاد ليس بأبيه الحقيقي ولا علام ب جدا لهلكنه تأقلم على وجودهما بحياته وشعر بكيانه معهما ولم يعد يسأل عن أهله بعدما تلقى على عدة حجج من والدته جعلته يغلق الباب على ذاك الأمر برمته
كيف لها أن تبلغه أنه لا يمكنه الالتحاق بسلك القضاء نظرا لتاريخ عائلته الإجرامي والذي يتعارض مع شروط الدخول لذاك العالم النزيةيزداد الأمر سوءا مع كل يوم تتأخر هي بإخباره عن حقيقة أمر عائلته لكنها لم تستطعفالأمر شبه مستحيل لديهاكيف لها أن تهدم عزيمة نجلها وتقتل شغفه بالمستقبل التي تراه بعينيهوبالرغم من إصرار فؤاد وعلام والضغط عليها بعدم إخفاء الامر عليه إلا أنها أغلقت باب النقاش نهائيا وأبلغتهم بأنها ستبلغه في الوقت الذي ستراه مناسبا من وجهة نظرهافما كان منهما سوى
طول عمري وأنا فخورة بيك من غير حاجة يا حبيبي
لتسأله بشغف ولهفة
بس مفيش مانع إنك تقولي على اللي مخليك فرحان كده علشان افتخر بيك أكتر
أجابها بصوت حماسي وأشعة لامعة تخرج من مقلتيه الصافية وهو يقول
النهاردة اكتشفت نظرية في الرياضيات وبلغت المستر بيها فرح بيا جدا بس قال لي إنها للمخترع فيثاغورس وإني هاخدها في ثانوي عام إن شاءالله بس المستر فرح بيا جدا وقال لي إن اللي يوصل بدماغه للنظرية دي وهو في سني مش بعيد يوصل لنظريات تانية مش موجودة
سعدت لذاك الحماس الذي يكتسي صوته ويظهر جليا بعينيه لتحتضنه وتثنى عليهثم زعلانة يا قلب فؤاد من جوه
بدأت تمرر أناملها فوق ذقن والدها لتنطق بدلال يليق بابنة فؤاد وحفيدة علام زين الدين
علشان إنت قولت لي بالليل إنك هترجع على طول من الشغل وتزرع معايا أنا وجدو الوردة بتاعتي
بمداعبة نطق وهو يداعب وجنتيها بأصابعه
يا خلاثي يا ناس على اللي زعلان ومادد بوزه اللي عاوز يتقطع من البوس ده
تدللت لينطق علام بنبرة عاتبة
مش أنا قولت لك تعالي نزرعها وإنت اللي رفضتي
رفعت كتفيها بغرور لتكمل
بس أنا عاوزة بابي هو اللي يزرعها معايا
تحدثت عصمت بمشاكسة
متتعبش نفسك يا علامدي بنت أبوها بحت
إحنا ملناش غير زين حبيب قلب نانا وجدو
ضحك الصغير بسعادة لتنطق إيثار
ريحي نفسك يا ماما دي متعرفش في البيت كله غير فؤاد وبس
نطقت الصغيرة بمفاخرة
أنا مش بحب غير بابيعلشان أنا تاج فؤادبابي بيقولي إني تاج فؤاد وحبيبته
تحدث إليها علام بملاطفة
طب إبقى شوفي مين بقى اللي هيلعب معاك وبابي حبيبك في الشغل
بابي هيقعد من واضحة وهي تقول
إبعدي يا ماميبابي مش بيحب الوشوشة غير من تاج وبس
هزت رأسها لتنطق باستسلام
البنت بتعاملني على إني إلى الحديقة واقترب من الباب الخاص بحجرة الچاكوزي وقام
طبعا يا طنط
ابتعدت قليلا بنجلها لتسأله وهي تتطلع على تلك الحزينة
إنت متخانق مع بيسان يا چو
هتف بنبرة حادة أظهرت دكدهأكيد عملت لها حاجة زعلتها
هتف على عجالة وهو يرمق تلك التي تطالعه بعينين حزينتين
والله حضرتك ممكن تروحي تسأليها هي وتشوفي ردها
أنا بسألك إنت يا يوسف...قالتها بصرامة ليزفر ثم قرر المصارحة
الأستاذة فاكرة إني من ضمن ممتلكاتها وعاوزة تتحكم فيا وكل شوية تحط لي ليستة ممنوعاتمتكلمش دي ولا تقرب من دي
واسترسل بنبرة أظهرت كم شعوره بالاختناق من اسلوب تحكمها به
دي وصلت إنها بتدخل في فريق السباحة اللي بتدرب معاهم تخيلي مش عوزاني أتكلم مع البنات المشتركة معايا في الفريق !
واسترسل موضحا
شافتني إمبارح وأنا واقف مع أيلا زميلتي في الفريق والبنت كانت
بتسألني عن حاجة خاصة في الدراسةجت عليا وسمعتني كلام سخيف جدا ومش مقبولوبتهددني يا اقطع علاقتي بالبنت دي يا أقطع علاقتي
بيها هي
واسترسل تحت اهتمام والدته واستماعها لشكواه
قولت لها انا مش هقطع علاقتي بحد ومش هسمح لأي مخلوق إنه يتحكم فياقالت لي يبقى أنت اللي اخترت ومن وقتها وهي بعيد وبتتجنب أي مكان أكون أنا فيه
ليتابع الفتى باعتزاز بنفسه
مهما كنت بعزها أو مهما كانت قريبة من قلبي ده ما يديهاش الحق هي أو غيرها إنه يتحكم فيا ويمشيني على كيفهأنا عندي كرامة وليا كياني ومش هسمح لأي مخلوق إنه يتحكم في قراراتي
كادت أن تتحدث قاطعها اقبال فؤاد عليهم وحديثه إلى يوسف وهو يمسد على كتفه بحنان
كل سنة وإنت طيب يا حبيبي
ابتسامة سعيدة ارتسمت فوق محياه لينطق بصوت حماسي
وحضرتك طيب يا بابا
مش عاوز تشوف هديتك...قالها بابتسامة سعيدة لينطق الفتى بلباقة
من قبل ما أشوفها أكيد هتبقى بيرفيكتوكفاية إنها ذوق حضرتك وإختيارك يا باشا
نظر إلى زوجته لينطق بتفاخر
إنت سامعة اللي أنا سامعه يا إيثارإبني كبر وبيتكلم ولا رجال السلك الدبلوماسي
تربيتك يا باشا...قالتها إيثار بحبور ظهر بعينيها ليبتسم لها كلاهما باستحسان لكلماتهامد فؤاد يده بعلبة وناولها للفتى وقال
افتحها وشوف بنفسك
نزع الفتى الغطاء عن العلبة لينبهر ويحدق بعينيه وهو يرى أمامه تلك الساعة الشبابية ذو الماركة العالمية التي أصبحت حديث الشباب مؤخرا ولم تنزل الأسواق المصرية بعدأيعقل أنه إهتم به لتلك الدرجةيا لك من رائع أيها ال فؤادفقد علم من بيسان قبل عشرة أيام حين سألها عن أكثر شئ سيسعد قلب
يوسف وأبلغته عن تلك الساعة التي شغلت باله مؤخرا وكان يريد التحدث إلى أمه بأمرهافبعث إلى الخارج وقام بشراءها ليفاجئ الفتى بها وقد حدث بالفعلفقد سعد الشاب لدرجة جعلت قلبه كاد أن يقفز من مكانه وهو يحتضن فؤاد ويقول
معقولة يا بابا حضرتك جبت لي الساعة اللي كان نفسي فيها
كل سنة وإنت طيب يا حبيبي... قالها فؤاد
كل سنة وإنت طيب يا حبيبي
وأخرج من بين جيبه ورقة وأعطاها له قائلا
الشركة
سأل فؤاد ضابط الأمن المكلف بحراسة القصر
كشفتوا على الطرد يا اسماعيل
رد الرجل باستفاضة
كشفنا عليه بالجهاز ولقيناه أمن يا باشا
أشار للرجل قائلا
إفتح الصندوق
كانت تقف بجوار الباب تستمع وتشاهد لما يجري دون أن يلاحظ وجودهاتحدث الرجل باعتراض
ده مش شغلي يا افندمأنا مهمتي أسلم الطرد شاءالله.