الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية كاملة رواية بقلم رولا هاني

انت في الصفحة 3 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز


عفاف اللي اسمه شريف و ابنه مش بيرحموا اللي بيأثر في الشغل و انا عندي بنات عايزين مصاريف كتير عشان تعليمهم
ثم اكمل و هو يمسك بيديها برقةو عشانك..عشان ميبقاش نفسك في حاجة
ابتسمت عفاف بعشق و قالت و قد احمرت وجنتيهاربنا يخليك ليا
قهقه جمال و هو يضع يده علي قلبه بسبب ذلك الألم الذى اصبح يأتي له من وقت لأخر و قاللسة بتتكسفي يا عفاف

صمتت عفاف و طأطأت رأسها بخجل ثم هزت رأسها موافقة رأيه بصمت و قالت و هي تربت علي كتفهطب يلا عشان متتأخرش و..
و قبل ان تكمل جملتها دلفت هالة للغرفة بمرحها و بهجتها المعتادة و هي تقول ضاحكةصباح الخير علي احلي بابا
ردت عفاف بعبوس مصطنعو مافيش صباح الخير علي ماما!
شهقت هالة پخوف علي حزن امها فركضت نحوها و اغرقتها بقبلات كثيرة و قالت و هي تعانقها بقوةصباح الخير يا اجمل ماما في الدنيا
تركت امها و نظرت نحو ابيها بتفكير فقد كانت تعتقد ان الفرصة قد سنحت لها فقالت بترددبابا مش هتاخدني معاك بقى الشركة
زفر جمال بحنق فهو يعلم ان ابنته لم تمل و لن تمل الا عندما يأخذها معه الي مقر عمله..
حك مقدمة رأسه بتفكير و قال بقلقبس تفضلي في المكان اللي هقولك تقعدي فيه سامعة
خاب املها و ظلت تفكر لدقائق و ظلت تفكر كيف تستطيع مشاهدة تلك الشركة براحة و كيفية الهروب من ابيها الذي يحاصرها فقررت الموافقة الأن و من هناك بالتأكيد عندما ينشغل ابيها ستستطيع الهروب و مشاهدة تلك الشركة المليئة بالناس الراقية....و تلك الصغيرة لا تعلم ان ذلك سيكون اسوء ايام حياتها
زاد قلقه عندما رأى صمتها فكرر سؤاله بصرامة و حزمسامعة
هزت رأسها بموافقة و الأبتسامة تزين وجهها و قد عادت الروح المرحة لها
     
كانوا يضحكون بسخرية و هم يشاهدون فيديوهات كاميرات المراقبة علي الموظفين الذين يعملون كالأنسان الآلي فقال عصام و هو يحاول أن يتنفس بشكل طبيعي لكن لم يستطيع من كثرة الضحككفاية كدة يا جماعة مش قادر ھموت من الضحك 
تنهد مراد و قال و قد تحكم في مدي ضحكهكفاية كدة فعلا عشان لو ابوك دخل يا سيف و لقانا مش بنشتغل هيطردنا
هز سيف رأسه برفض و قال و هو يجمع اغراضه ليستعد للذهابلا متخافوش لسة فاضل ساعة علي ما يجي
عقد عصام حاجبيه بتعجب و قال بتساؤلانت رايح فين
ابتسم سيف بهيام و عشق و قال و قد شرد بشوقانهاردة تقي هترجع من السفر و كمان عيد ميلادها انهاردة هعرض عليها الجواز و اديها هديتها
لكمه مراد في كتفه و قال ضاحكاانظر الي الرجل الذي وقع ببئر الحب مستسلما لما يدور و يحدث به
تعجب عصام فقال بدهشة و هو يشير نحو مراد هو ماله!
رد سيف بضحك و هو يخرج من الغرفةشوفه اهو كدة بقاله فترة
     
وصلا الي الشركة و كلا منهما يملؤهما القلق و الحماس و الخۏف و البهجة...
نظرت هالة بأنبهار و قالت بدهشة دى طلعت حلوة اوى يا بابا
و كادت ان تركض للداخل لكن يد جمال التي امسكت بمعصمها منعتها فقال بعتابانا قولت اية
زفرت بحنق و قالت بأمتعاضحاضر يا بابا مش هروح في حتة و هفضل جمبك
ضحك بقلة حيلة و قال بأبتسامةطب يلا عشان كمان شوية لا انتي هتخشي الشركة ولا حتي انا لأن ساعتها هترفد
رفعت رأسها بغرور مصطنع و قالت بمرحاتفضل يا والدى ندخل قبل ما نتطرد
امسكت الفتاة بيد ابيها و دلفت معه للشركة مثل الأطفال المتشبثين بأيادى ابيهم لكن ما فسد شعورها بالتعجب من هؤلاء الذين يعملون بهدوء دون خطأ... نظرات الخۏف تشع من أعينهم و كأن تلك النظرات اخذت أعينهم مسكن لها لكن توقف تفكيرها عندما دفعها ابيها برفق لتجلس علي الكرسي المقابل لمكتبه قائلا و هو يمعن النظر بوجهها الذى شحب فجأة من دون سبب هالة انتي كويسة..
تابع و هو يمسح علي شعرها بحنانشكلك مش مرتاحة
مخڼوقة كدة و قلبي كدة مش عارفة في حاجة غلط
اجابها و قد اشتد غضبهمش قولتلك بلاش تيجي شكلك كدة تعبانة
طمأنت ابيها قائلةمتخافش يا بابا انا تمام
متأكدة!
اومات له فتركها هو و جلس علي مكتبه فتوجهت نحو تلك الأريكة و جلست عليها و شعور الخۏف يزداد بقلبها لا تعلم لما تعكر مزاجها بتلك الطريقة تشعر بأن هناك مكروه سيصيبها او يصيب احد تحبه فنظرت نحو ابيها المنهمك بعمله بيأس فأمسكت بهاتفها و ضغطت عدة ضغطات علي هاتفها ثم وضعته علي اذنيها و قالتاية يا نسمة انتي فين
في المدرسة يعني هكون فين!...و انتي!
ردت بفتورمع بابا في الشغل
بردو عملتي اللي في دماغك و روحتي مع بابا الشغل
قامت هالة و وضعت يدها علي الهاتف و قالت لأبيها بأبتسامة حاولت بصعوبة رسمها علي وجههابابا هخرج اقف شوية قدام المكتب عشان اتخنقت
فكر قليلا ثم اومأ برأسه بعدم ارتياح و انقباض في قلبه غريب..
.............
خرجت من غرفة المكتب و ما أن خرجت تعلقت نظراتها بذلك الشخص فقالت ببطئ بسبب شرودهاو هقفل دلوقتي يا نسمة اصل ا..هقفل باي
ثم اغلقت الخط دون أن تسمع اي رد..
فتحت حقيبتها و وضعت هاتفها بها ثم اغلقت الحقيبة بتوتر و قالت و قد تعمدت رفع صوتها حتي يسمعه ابيهاانا هالة..ا...بنت جمال
هز رأسه بتفهم ثم قال بجمود و هو يرفع احد حاجبيهو انتي بتعملي اية هنا
اجباته بتعلثم و كأن الكلمات أبت الخروج من حلقها من شدة توترها بدون سببيعني اصل ا..
استاذ عصام حضرتك عامل اية..
........................................................................
الفصل الثالث من روايةعشق القمر
بقلمرولا هاني
جاء ابيها بالوقت المناسب لينقذها من اسئلة ذلك الأحمق العجيب الذى بدا لها كقمر الليل كسرد رواية قصيرة أجاد الكاتب سردها بالأضافة الي ابتسامته التي زينت وجهه عندما اتجه والدها نحوه ظلت شاردة به و لم تشعر بنظرات ابيها المشټعلة الغاضبة فقط تسبح ببحور مقلتيه بالرغم من خضروتيهما ابتلعت ريقها بصعوبة عندما قال ابيها عقب ذهاب عصام مباشرةمكنش لازم تخرجي اتفضلي ادخلي تاني
هزت رأسها بأبتسامة لم تفارق وجهها مما زاد تعجب جمال فهتف و قد فهم سبب ابتسامتها تلكخدى بالك اللي شوفتيه برة دة اوحشهم ملكيش دعوة بيه فاهمة
اختفت ابتسامتها بحزن و قد خاب املها ثم هزت رأسها بصمت
مرت عدة ساعات ثم شعر جمال بوخزة في قلبه فوضع يده بموضع قلبه و قال پألماة هالة...اةة
وجهت بصرها نحو ابيها فوقع الهاتف من يديها بعد رؤيتها للألم الذى يكسو ملامح وجه ابيها فصاحت و هي ترتجف خوفابابا...بابا انت كويس
جميع الموظفين خرجوا من مكاتبهم بفزع و تساؤل حول الصړاخ الذى سمعوه فقالت احدى الموظفاتطب يا جماعة حد يروح لمكتب شريف بيه او مكتب ابنه عشان يشوفوا في اية..
و قبل أن يرد احد كان مراد و عصام يتجها نحو مصدر صوت الصړاخ فعلموا ان مصدره مكتب جمال ففتحا الباب ليجدوه علي الأرض چثة هامدة و ابنته تحتضنه بقوة و جسدها ينتفض بقوة..
نظر مراد نحو عصام بتوتر و قال بنبرة يكسوها بعض من الحزنالراجل شكله ماټ
ثم اكمل بثباتروح شيل بنته و خلينا نشوف هنعمل اية..
توجه عصام نحوها و حاول ان يجذبها بعيدا عن ابيها لكن ما ان لمست يده كتفيها ازداد صړاخها و ارتجافها و كأنها تعبر عن رفضها بالأبتعاد عن ابيها بتلك الطريقة..
ابتلع عصام ريقه بصعوبة و قد ترقرقت الدموع بعيناه و هو يتذكر وفاه ابيه فقال بهدوء و هو يمسح دموعه قبل نزولهايا انسة ارجوكي سيبيه عشان حتي لو عايش نوديه المستشفي..
تركت ابيها و وقفت قبالته و صړخت بوجهه و نظراتها الڼارية تكاد ان تحرقهمتقولش كدة انا ابويا عايش مفهوش حاجة هو بس اغم عليه...و...
و لم تكمل جملتها حتي فقدت وعيها و سقطت ارضا بجانب جمال و هي في حالة اڼهيار شديد
Back
مسحت دموعها بالمنديل الورقي ثم قالت بشرودمتحملتش حبيبتي تشوف ابوها بېموت قدام عينها..كانت عارفة انه كان بيروح الشغل و هو تعبان عشانها و عشانك و عشان نسمة عشان صحاب الشغل مبيرحموش حتي بعد مۏت ابوكي بشهر جم البيت عشان يعزونا...معندهمش ډم...هالة وقتها طردت شريف و سيف طبعا مسكتوش تاني يوم اختك عملت الحدثة اياها طبعا بسببهم و انا اترفدت من الشغل اللي كان معيشكوا بسببهم
ثم اكملت و هي تعمل علي تنمية الكراهية و الحقد بقلب ابنتهاعرفتي اية اللي عملوه
هزت ابنتها رأسها و قد اشټعل لهيب الأنتقام بقلبها و عيناها التمعت بوميض مخيف قائلةفهمت 
     ___
ينفع اللي انت عملته دة
قالها مراد لسيف بأنفعال و ڠضب شديد بعدما وصلا الي بيت سيف
كور قبضته و اغمض عيناه و همس پألمكل اما اشوفها افتكر كنت بحبها قد اية و افضل اسأل نفسي اية اللي يخليها تخوني دي لو كانت تتمني النجوم كنت اجبهوملها
و تابع و هو يمسح علي وجهه پعنف و ضيق و قد أعماه الڠضبو فوق دة كله کرهت ابني فيا...حتي لما بشوفه بشوفها هو شبه امه بالظبط و دة مخليني كارهه هو كمان
تنهد مراد بحزن و ربت علي كتفه ثم قال هو يتنفس بعمقاهدي انت كدة هتتعب اهدي
الكره و الخۏف بسببي
جذبه مراد بقوة و دفعه نحو الأريكة ليقع جالسا و هتف بقلققولتلك اهدي كله هيتصلح قولتلك...
اغمض عيناه و عاد برأسه للوراء ليستريح قليلا لكنه فتحهما اثرا لذلك الشئ الصغير الذى لمس ظهره فوجده خالد فأبتسم پألم و قالانت لسة صاحي
خرج مراد عدة دقائق و قد أحضر شيئا معه من الخارج و عاد مجددا ليجدهما علي نفس الحالة فقال و هو يداعب شعر خالد بمرحشوفت يا خالد بابي جابلك اية
خرج الصغير من حضڼ ابيه لينظر بتمعن الي تلك اللعبة و جحظت عيناه فمنذ يومان رأي تلك اللعبة بأحدي الأماكن الخاصة لبيع لعب الأطفال و عجبته كثيرا فصاح و هو يعانق سيف
و يغرقه بقبلاته البريئة و هو يرددشكرا شكرا يا احلي
بابي في الدنيا
احتضنه
 

انت في الصفحة 3 من 22 صفحات