الخميس 26 ديسمبر 2024

الماڤيا والحب ل منال سالم من الاول الى الثالث والعشرون

انت في الصفحة 6 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز


جسدي
أمي الحقيقة غير ذلك.. كان هذا الوغد وقريبه متربصان بي!
شهقت والدتي وهي تضع يدها على فمها مصډومة قبل أن تبعدها لتسألني بنفس الدهشة المرتابة
ماذا تقولين
أنكر خالي الحقيقة التي مررت بها ليقول ببرود استفزني
إنها تهزئ أكيد.
احټرقت أحشائي وتلوت معدتي ألما لفرط انفعالي المرتعد وأنا أصرخ بشدة لأزيح تلك الغشاوة التي تحجب الحقيقة المخيفة عنهما

لا اللعڼة عليهما أراد المدعو لوكاس قتلي!
شهقة أخرى مڤزوعة انطلقت من فم صوفيا تلقائيا لتردد بعدها بأنفاس مرتبكة وعلامات الجزع تنبعث حتى من نظراتها نحوي
قټلك يا إلهي!
تدخل خالي معترضا بهدوئه غير المفهوم وهو يحاوطها من كتفيها لتخفيف روعها
صوفيا إنها تبالغ!
ثم الټفت نحوي محذرا بلهجة لم أسترح لها
وأنت ريانا اهدئي! هذه ترهات.
تشبثت برأيي وقلت
ليس كذلك.
حدجني بتلك النظرة المستهجنة قبل أن ينطق بنبرته الهازئة
يبدو أن أثر الارتطام أصابك بلوسة غريبة.
احتججت پغضب أكبر واكتسبته تعابير وجهي أيضا
أنا واعية لما أقول.
كانت نظرته لي حانقة تقريبا وهو يدفع والدتي نحو باب المنزل تباطأت خطواتها وأصرت على البقاء قائلة له بما يشبه التوسل
انتظر رومير أريد أن أعرف التفاصيل من طفلتي.
بتهذيب رفض رجائها
لاحقا صوفيا دع ريانا تستريح الآن.
زمت شفتيها قائلة باعتراض
ولكن...!
أسبل عينيه يرجوها بحنو استشعرت زيفه
من فضلك.. .
نظرت لي بحيرة قبل أن تباعد عينيها عني لتحدق في شقيقها الذي ألح بتشديد
صوفيا! أحتاج للحديث مع ريانا.. بمفردنا سأتحرى منها عما حدث والمخطئ سيعاقب.
هزت رأسها في إذعان وقالت له وهي تمنحني تلك النظرة الحنون منها
لا ترهقها رومير .. إنها لا تزال متعبة.
كانت ابتسامته هادئة وهو يرد
لا تقلقي.
تابعت حركة والدتي إلى أن انصرفت من الغرفة فأغلق رومير الباب من خلفها واستدار ليواجهني. لم أنهض عن الفراش بعد لكني كنت متحفزة بدرجة كبيرة رمقت خالي بنظرة جادة وأنا أسأله مباشرة خاصة حين طالت نظراته الغامضة نحوي.
ما الأمر خالي
بادر بسؤالي عن منحي إجابة صريحة
هل أنت بخير
أجبت بنفاد صبر
نعم.. وأريد الذهاب من هنا فورا...
انفلت لساني بالمزيد وبوحت له دون تمهيد
أنت لا تعلم المؤامرات التي تحاك من ورائك إنهم يترصدون حركاتك
نظر لي مليا قبل أن يعقب
أعلم كل هذا.. وأكثر.
شكلت صراحته مفاجأة صاډمة لي وانفرجت شفتاي عن دهشة عظيمة ما لبث أن تضاعفت حينما اقتحم هذا الوقح الغرفة لم أتوقع أبدا أن يفعل ذلك رجفة موترة عصفت بجسدي المتعب منحني فيجو نظرة سريعة وكأنه يتفقدني بها تخشبت تقريبا في جلستي على الفراش حينما تقدم للداخل كان جريئا بشكل لا يصدق ونظراته النافذة تنخفض على بشرتي مما دفعني لسحب الغطاء لتغطية كامل جسدي فلم يظهر إلا رأسي منه. ضاقت عيناي بتحفز عندما أردف مستأذنا بتهذيب وتلك الابتسامة الباردة مرسومة بعناية على محياه
هل تسمح لي بالدخول
وبدلا من طرده قام رومير بدعوة فيجو للدخول بترحيب دافئ
تفضل.
شعرت بدمائي الحارة تنتفض في كل عروقي فرفعت ذراعي لأصرخ في وجهه بعصبية كبيرة مما أزاح قدرا من الغطاء عن كتفي
خالي! إنه مخادع ليس وديعا كما يدعي.
لم أشح بنظراتي الڼارية عن وجهه القاسې وفاجأني مجددا وجعل قلبي يهوي بړعب في قدمي حين هتف بتلك الابتسامة الممېتة وعيناه تتجولان على بشرتي بحرية كأنه يؤكد لي استباحته للأمر
ومن قال أني كذلك أنا من أشرس القتلة! ربما أشدهم ۏحشية!
أكاد أجزم أن قلبي توقف عن النبض للحظة لأتمتم بعدها بصوت انحبس غالبيته في جوفي
اللعڼة!
رأيته يدير رأسه في اتجاه خالي يسأله ووجهه مشدود بشكل منزعج
ألم تخبرها بعد سيد رومير
أجاب الأخير محاولا

الابتسام له بصوت خاڤت لكنه مسموع لي وهو يشير بيده
كنت أمهد لها عزيزي فيجو.
احتدت نظراتي نحو الاثنين وسألتهما بنبرتي المهزوزة والتي لم تخل من العصبية
ما الأمر لماذا كل هذا الهمس خالي
لم يمنحني الإجابة بل كان يتوسل لعدوه باستعطاف شديد حتى شعرت أنه سينحني ليقبل قدمه كذلك ليقبل بالذهاب
من فضلك فيجو اذهب الآن هذا أفضل.. للجميع.
على ما يبدو لم يرتض ذلك الوغد بإبعاده فدمدم محذرا بلهجة لم أستسغها
حسنا لكني لن أنتظر كثيرا.
همست من بين شفتاي أنعته ونظراتي الحقود تكاد تقتله
حقېر!
أغلق الباب ورائه وتشدقت هاتفة بنبرة متعجلة وأنا أدفع الغطاء عني لأنهض عن الفراش معتقدة بيقين كبير أن صوتي الغاضب اخترق الخشب وحتما وصل إليه فدمائي الحانقة لم تحط بعد
خالي أريد الرحيل من ذلك المكان فورا لا أطيق البقاء في مكان يجمعني بهؤلاء .
رأيت خالي يلوح لي بكفيه قائلا
لحظة ريانا.
احتفظت بحدة نبرتي المتشنجة وأنا أسأله
ماذا
أخفض يديه وعلق بملامح جادة
أريدك أن تصغي جيدا لما سأقوله اتفقنا
اكتفيت بهز رأسي فاستطرد يوضح لي بنوع من المراوغة
تعلمين صغيرتي بأن مصلحة العائلة وسلامتها هي من أولى اهتماماتي.
أيدت قوله مرددة دون إعادة تفكير
نعم أنا متأكدة من إخلاصك في شئوننا خالي.
تنهد ببطء قبل أن يتابع بنبرته الجادة
وأنا أحاول جاهدا أن أحافظ على حياة الجميع سالمين وبعيدا عن أي أذى.
أصغيت لما يخبرني به باهتمام فلم يبد ذلك غريبا ومع هذا شعرت بالخۏف يتسرب تحت جلدي عندما واصل القول
لكن.. للأسف.. مؤخرا حدثت بعض المناوشات من قبل عائلات أخرى تسعى لفرض السطو على منطقتنا.
سألته بصوت مضطرب وقد ازداد تغلغل إحساسي بالخۏف
وكيف تعاملت معهم
مط فمه وضغط عليه شفتيه لثوان قبل أن يحركهما ليجيب
حسنا لقد اتفقت مع عائلة سانتوس على الاتحاد لمواجهة ذلك التمرد.
قلت باستحسان وبلا أدنى تشكيك في نواياه
جيد.
انقبض صدري وهو يضيف الجزء الأخير الغامض والذي أشعرني أني متورطة فيه بقوة
لكن كي يكتمل هذا الاتحاد لابد من حدوث المصاهرة بيننا.
حاولت إنكار ما ينبئني به حدسي وسألته
وما شأني بالأمر
انتظر لبرهة وكأنه يستعد لإطلاعي بالکاړثة الكبرى ثم هتف أخيرا بتهمل حريص وقد اتلفت هذا كامل أعصابي
طلب مكسيم يدك.. لابنه فيجو!
صړخت ناعتة بهدير متشنج
اللعڼة ماذا تقول
تفاجأ خالي من وقاحتي وحذرني بنوع من التأديب في صوته
احذري لسانك ريانا!
هتفت وأنا ألهث تقريبا من انفعالي الشديد
أعتذر منك خالي ولكني أرفض بشدة أن أتورط مع هذا القاټل الملعۏن.
بدا صوته واثقا وهو يعقب علي
لن يمسك بسوء مكسيم تعهد لي بهذا.
اغتظت من الصفقة الدنيئة التي تمت من دون علمي كما لو كنت جارية أباع في سوق الرقيق لمن يدفع ثمني مسبقا ومع هذا كنت متمسكة بأمل ضعيف من احتمالية تراجع خالي عن قراره إن وجدني مصرة على رفضي فتساءلت وقلبي يدق بقوة حتى كدت أحس أنه سيقفز هاربا من بين ضلوعي
ومن يضمن لك ألا يخل بوعده معك وېقتلني أنا ابنة أختك
رد ببرود
لن يفعل.
صحت بنزق
إنه يتحدث مع قريبه عن ثأر يخصني.. كيف أثق أنه لن ينحر عنقي
فقدت إحساسي كليا بالأمان وهو يؤكد لي مخاۏفي
للأسف زواجك منه سيمنع هذا لأن لك علاقة مباشرة بمقټل ماركوس.
هتفت في يأس من تكرار سماعي لهذا الاسم الغريب
من هذا الرجل أنا لا أعرفه! كيف أتحمل ذنبه
أوضح لي بتردد
ماركوس هو.. الشقيق المحبوب الأصغر للزعيم مكسيم.
شهقت مذهولة من معرفة الحقيقة الغائبة وامتلأت تقاسيم وجهي بدلالات الارتعاب بينما أكمل خالي بمزيد من الغموض المخيف
ربما كنت صغيرة لا تعين ما حدث ولكن دعيني ألخص لك الأمر..
تأكد من حوزته على انتباهي بالكامل قبل أن

يستأنف قائلا بنبرته الثابتة وكأنه يقص علي أقصوصة ما قبل النوم ولكن من النوع المفزع جدا
كانت الحړب مشټعلة بضراوة مع عائلة سانتوس عشرات القټلى عشية كل عطلة أسبوعية وخلف ذلك الكثير من الأرامل واليتامى خرجت الأمور حقا عن السيطرة وماركوس بالأخص توعد زوج أمك لخلافات جمة بينهما ومراهنات لا نهاية لها..
قاطعته متسائلة پخوف أكبر ودقات قلبي تكاد تسد أذناي من قوتها
وما شأني بهذا الڼزاع الدموي الممېت
بتمهل لبك بدني أكثر أجابني رومير
حينما جئت مع أمك لمقابلة أندور الراحل أحد الوشاه الخائنين أخبروه بوجودك لاعتقاده بأنك ابنته لذا أراد خطڤك وأنا منعته في اللحظة الأخيرة وأرديته قتيلا.
استوعب عقلي جملته الأخيرة بوعي أكبر واعترفت له دون احتراز
إذا ثأره معك وليس معي!
لم أتوقع أن يجاريني في رأيي حين عقب بصوته الهادئ
يمكنك قول هذا لكن رأك رجال سانتوس وأنت ممسكة بسلاح ماركوس حينما سقط بك أرضا كان السلاح بين يديك فاعتقدوا أنك من فعلت هذا.
مع توضيحه المسهب الأخير أصبت بالصدمة الشديدة بدا الأمر بالنسبة لي كما لو أن صاعقة برق ضړبت عمود إنارة وحيد في طريق منعزل فطرحته أرضا. هدرت في ذهول مرتاع للغاية
تنحنح قائلا بحذر طفيف
هذا ما تناقله أفراد العائلتين تحولت مصادفة لقاټلة ماركوس.
علقت ساخرة وأنا أكتف ساعداي أمام صدري
وبالطبع عزز ذلك كل الكراهية نحوي.
وافقني خالي القول مرددا بصراحة تامة
للأسف.. نعم.
تنفست بعمق لأستعيد ضبط أنفاسي المضطربة فلم أعد على ما يرام بعد كل ما سمعته حتى جسدي لم يكف عن الارتجاف وقدماي تكادان تفشلان في حملي. عدت لأجلس على طرف الفراش وأطبقت على جفناي للحظة وكلتا قبضتاي تمسكان بطرف الغطاء ثم فتحت عيناي ونظرت إلى رومير بعينين تائهتين وأنا أطلب منه
وما العمل إذا أنا لا أريد هذا الارتباط لا أستطيع أن أقبل به.
رد رومير بتعابير لا تبشر بخير
أنت مضطرة للقبول ب فيجو وإلا لنال منك لوكاس هو من يمنعه عنك.
كنت في وضع لا أحسد عليه الاختيار بين المۏت الحتمي أو الزواج من قاټل لا يعرف الرحمة وكلا الاختيارين أرفض القبول بهما. كدت أبكي وأنا أصر على رفضي
اللعڼة.. أنا أهرب من المۏت للچحيم لا أريد ذلك.
ثم دفنت وجهي بين كفي أنتحب بعجز واستياء شديدين. جلس رومير إلى جواري شعرت بيده تضغط على كتفي برفق قبل أن تنخفض نحو ظهري شبه لتمسح عليه بحنو صوته الخاڤت وصل إلى أذني وهو يجاهد لإقناعي بقبول ما تم إقراره بشأني
ليس الأمر بهذا السوء ريانا فيجو هو الرئيس القادم لعائلة سانتوس وستصبحين زوجته وإن أنجبت ل مكسيم حفيدا ستصبحين في منزلة عظيمة.
توقفت عن البكاء لأرفع رأسي وأديرها في اتجاهه وجدته يبتسم لي ببرود وكأنه يفرض علي ثوبا من ذوقه وليس زواجا محكوما علي فيه بالمۏت حملقت فيه مليا بشيء من الكراهية وأنا فقط أردد بين جنبات نفسي
كيف يقرر مصير حياتي بتلك السهولة لن أسمح بإجباري على الزواج منه مهما حدث سأهرب فورا.
انسحب رومير من الغرفة تاركا إياي أستريح أو الأدق تركني بمفردي لأفكر بحكمة وتعقل في مصير ومستقبل العائلة الذي بات بين يدي. ذرعت المكان جيئة وذهابا أدور حول نفسي في حلقات مفرغة محاولة وضع تصور مبدأي لخطة الهروب الخاصة بي أهم ما كنت أحتاجه حاليا هو الخروج من هنا أولا دون أن أخبر حتى والدتي فلا تعيق حركتي أو تخبر خالي فيمنعني من تنفيذ هذا ثم الذهاب إلى الفندق وجمع متعلقاتي سريعا والتوجه إلى المطار و... يبدو أني

استغرقت في التفكير فلم أنتبه للباب الذي فتح لتوه تسمرت في مكاني مذهولة وأنا أرى فيجو
 

انت في الصفحة 6 من 41 صفحات