غيوم ومطر داليا الكومي
الاعتراض فزواجهما فعليا كان افضل حل وفي النهايه فريده لم تدفع ثمنا غاليا فهى حظيت بزوج محب حنون يعشقها حتى النخاع ومقتدر ماديا ويستطيع ان يجعلها تعيش في ترف ... في ثلاثة اشهر كما وعدها عمر شقتهما كانت جاهزه للاقامه فيها ولم يتبق سوي بعض الكماليات والتى اصر عمر علي ان تختارهم بنفسها بل واصر علي دفع المهر كما نص الشرع ...مهرها
انقذهم جميعا والاهم حفظ كرامتهم ...جلسات الغسيل استمرت
ومحمد عاد الي كليته وهى تمكنت من الحصول علي المساعده التى ترغبها في مادة الباثولوجى ... عمر الح عليها كثيرا لاختيار الاثاث بنفسها وعندما رفضت قام بارسال الكاتالوجات اليها حتى منزلها لاختيار ما ترغبه لكنها تعللت بالمزاكره ورفضت حتى اختيار الاثاث من الكاتالوج وقامت والدتها بالامر نيابة عنها اما الاشياء البسيطه المتبقيه فعمر اصر علي تأجيلها حتى تختارها هى بنفسها ... صدق حجتها واعتقد انه يفرحها بذلك .... تم تحديد يوم عقد القران حضرعمر قبله بيوم واحد ...احضر لها اروع فستان زفاف شاهدته في حياتها ... عدم اقامة حفل كبير كان شيء بديهى نظرا لۏفاة والدها التى لم يمر عليها سوى ستة اشهر تقريبا ...لذلك كان من المنطقى ان يتم عقد القران في منزلها وبهدوء وتم تأجيل الډخله الي بعد الامتحانات النهائيه والتى ستبدأ في غضون شهرين بداية بالعملي ثم النظري الذى سوف ينتهى في يونيو ... حضر فقط افراد العائله وهى اخفت الخبر جيدا حتى عن صديقاتها وبالاخص فاطمه ...
البوفيه الفاخر الذى اهتم بتجهيزه وطاقم الخدمه المرافق له كانا لافته مدهشه اظهرت كياسته وتقديره لها ... الطعام كان ممتاز ونال اعجاب الجميع ..لكنها لم تستطع اكل أي شيء ...لاحظت ان عمر لم يأكل مع الجميع مثلها فهى كانت تشعر بانقباض في معدتها من التوتر والحزن منعها من الاكل .... نظرت الي ساعتها بتملل ...متى ينصرف الجميع...دائما احبت لمة العائله لكن اليوم لم تكن تتحملهم ...كلمات التهنئه كانت تثير الغثيان لديها ومنعت نفسها عدة مرات من الانسحاب قبل انتهاء الحفل ... ندا ونور شقيقتا عمر كانتا صديقاتها لكنهما اليوم انضمتا الي معسكر الاعداء ..كانت بحاجه الي التحدث مع اسيل لكنها فضلت الصمت ...فأسيل مازالت طفله في الثامنة عشر ولن تفهمها جيدا .... وبماذا يفيد التحدث علي أي حال ... هل ستعيد اليه كليته اذا ما تراجعت الان ... العائله كانت عامره بالبنات والشباب ... عائلة والدتها كانت مترابطه اما عائلة والدها فكانت صغيره ومفككه وپوفاة جديها لوالدها انقطعت صلتها بعمتها الوحيده التى هاجرت الي الولايات المتحده مع زوجها ... اما شريفه جدتها لوالدتها حرصت علي لم شمل ابنائها الاربعه ...فريده كان لديها خالتان وخال واحد ...خالتها الكبري منى والدة عمر تزوجت من مهندس في ادارة الطرق وانجبت عمر الذى يكبرها بثمان سنوات ثم ندا التى تكبرها بثلاث سنوات ونور اخر العنقود تصغرها بعامين في نفس سن اسيل ابنة خالتها لمياء تقريبا ...دائما شكت بوجود مشاعر خفيه متبادله بين شقيقها محمد ونور شقيقة عمر ...الخاله التاليه في الترتيب كانت سوميه والدتها يليها خالها سعيد الذى تزوج من سوريه وانجب منها ثلاثة ذكور.. هم اكرم وخالد وايمن علي الترتيب وهاجر الي كندا منذ سنوات ....الخاله الصغري كانت لمياء التى انجبت هى الاخري عمر واسيل وريما..خالتها اسمته عمر علي اسم ابن خالته الاكبر المحبوب من شدة حبها فيه ...عمر كان يكبرها بعام واحد والتحق بالطب مثلها ...في النهايه هى تزوجت عمر فخري ابن خالتها منى ..ليتها تزوجت عمر عادل ابن خالتها لمياء..علي الاقل
هزت رأسها بقوه ... كيف تستطيع التفكير بتلك الطريقه الان وقد اصبحت تنتمى لرجل ....علي غرار امنياتها عمر اليوم تأنق بشده وبدلته الجيده اخفت وزنه الزائد ...
لكنها لم تبتلعه علي الرغم من ذلك وعندما بدأ المصور في التقاط بعض الصور لهم تمنت لو يختفي ولا يفعل ذلك فهى لا تريد أي ذكري لذلك اليوم المشؤم... عمر لم يهتم فقط بالبوفيه وطاقم الخدمه بل احضر لها خبيرة تجميل مشهوره ومصور معروف ليدشن احتفاله ... طرحة زفافها الثقيله اصبحت حمل لا تحتمله فقررت الاعتذار والاختفاء في غرفتها لبعض الوقت حتى
ارادت الصړاخ وطلب النجده من عائلتها لكنهم لن يتدخلوا بينهم فعمر اصبح زوجها رسميا ...ووالدتها سمحت له بالدخول ... اغمضت عيناها ربما ينتهى عڈابها سريعا ويرحل عنها عمر...
الان كفت عن مقاومته فهو اقوى منها بكثير لكنها استمرت في المقاومة والرفض فكريا ..لاسابيع لم تأكل او تنام وارهقت نفسها لاقصى درجه فجأه شعرت بالارض تدور من حولها وفقدت الوعى بين ذراعيه
.......................................................................................... الوعى عاد اليها ببطء شديد شعرت بخجل هائل يحتلها ...لتانى مره تفقد الوعى بوجوده في غر فتها وكأنها اصبحت عاده ...المدهش انها في حياتها لم تفقد الوعى ابدا من قبل وفقدته مرتين متتاليتين في وجود عمر .... اما عمر فكانت ملامحه تحمل نفس القلق البالغ الذى حملته في المرة السابقه كان قد حملها وارقدها علي فراشها بلطف ....شاهدته يرفع هاتفه النقال كى يتصل بالاسعاف لكنها اوقفته ... عمر ما فيش داعى انا بقيت كويسه عمر نظر اليها بقلق بالغ وقال ... لا يا فريده لازم اطمن ...لازم تعملي فحص شامل ... دى تانى مره يحصلك كده ... فريده اصرت ... عمر قالتلك انا كويسه ..انا فاهمه في حالتى اكتر منك ... مجرد ارهاق واجهاد وقلة نوم ....هرتاح وابقي كويسه ...
عمر ابتلع ردها الجاف وقال ... طمنينى عليكى ..لازم اخرج دلوقتى لانى طولت اوى هنا ....انا هسيبك تنامى وترتاحى لكن اوعدينى لو احتاجتى أي حاجه كلمينى علي طول ....عمر خرج من غرفتها فورا ...عاد بعد قليل وهو يحمل صينيه عليها بعض الطعام ...اصر علي اطعامها بنفسه ورفض أي حجه منها لتأجيل الاكل لبعد رحيله ....بعدما تأكد من انها اكلت قال لها للاسف كنت مخطط نتعشي سوا بعد ما الناس تمشى لكن ملحوقه ... بكره هنتعشي مع بعض ...نظر الي فستانها بحسره ثم اكمل ... وفي يوم من الايام كمان هقلعك بنفسي زى ما اكلتك بنفسي ثم غادر غرفتها فورا
............................................................................................
الصباح التالي كان الاسوء في حياتها علي الاطلاق ...فهى استيقظت علي عمر وهو يمسح شعرها بحنان ....تعجبت من السلطه المطلقه والحريه التى تسمح بها والدتها له ....تخلصت منه بضع ساعات فقط لتجده يوقظها ...انها لا تتحمله لدقائق فكيف ستقضى العمر معه ... اكثر ما كان يقهرها هو سعادة عمر فعمر كان فعلا سعيد لدرجة انه لم يكن يلاحظ وقاحتها معه ... ارادت عقابه علي سعادته.. فسعادته تلك علي حساب تعاستها هى ...غطت نفسها جيدا ونظرت اليه بجفاف ثم
قالت ... عمر لو سمحت اخرج بره ... هغير هدومى ...عمر نظر اليها نظرة طويله ...توقعت غضبه لكنه قال بتفهم اغاظها ... فريده ....انا عارف كويس انك مش بتحبينى ..علي الاقل مش بالطريقه اللي انا بحبك بيها... انا عارف كمان انك خاېفه منى ...خاېفه من التغيير المفاجىء في علاقتنا ...انا مش هستعجلك في أي حاجه ..لكن اسمحيلي اقرب منك ...انا بأعودك واحده واحده علي وجودى في حياتك.. يمكن تكونى شايفه انى خصوصيتك لكن بين الراجل ومراته مافيش خصوصيه ...وانتى بقيتى مراتى ... يا الله عمر دوما يتغاضي عن وقاحتها بل ويعطيها العذر لذلك ...لماذا لا تتقبل الزواج ... هل توجد انثى واحده عاقله علي كوكب الارض ترفض حبا مطلق كحب عمر .... عمر غادر ولم يكن غاضبا لكنها تعلم جيدا انها تعمدت اهانته وطرده من غرفتها وهو تقبل ذلك بصبر ... يعتقد انها بحاجه للوقت ...هل الوقت فقط سيجعلها تتقبله ... ابدلت ملابسها علي عجل لم تهتم بماذا سترتدى او كيف ستبدو ...علي عمر ان يقبل بالموجود ...يقبل بما تجود عليه من نفسها...وقفت امام المرآه حائره لا تعرف ماذا تفعل ... هل ترتدى الحجاب امامه او لا ترتديه ... اليوم كان السبت وهى ليس لديها دراسه ...هل سيقضى عمر اليوم كله معهم ... هو حضر
من الامارات منذ يومين فقط ووعدها بتحديد موعد للعمليه بعد اسبوع من كتب الكتاب ... اخبرها امس بعد كتب الكتاب حينما كان انه اراد كتب الكتاب قبل العمليه لينعم ولو لمره ...فربما في العمليه واراد ان يشعر بنشوة انتمائها اليه ولو