إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود
لا تقوي على الوقوف ولولا يديه التي تحاوطها الآن لسقطت فوق الفراش من جديد بدلت ملابسها سريعا بمساعدته البسيطة لأنها لم تسمح له بالتعدي الزائد
فتح عيناه بعدما انتهت وحملها ثم وضعها فوق الفراش برفق ودثرها بالغطاء دفعته بعيدا عنها فورا قبل أن تفتح فمها وتغطيه بكفيها تعطس عدة مرات متتالية ثم خرجت همسة ضعيفة منها بعدما توقفت عن العطس
يرحمكم الله
سمعت صوت رنين الباب فاعتدلت هي في نومها وجلست نصف جلسة تستند بظهرها على ظهر الفراش بينما هو فخرج حتى يفتح للطبيب
اختفى من الغرفة فور رحيل الطبيب تركها وغادر ولا تعرف ماذا يفعل لكن هناك اصواتا خاڤتة تلتقطها أذنيها وترجح أن الأصوات منبعثة من المطبخ
وصلت أخيرا للمطبخ فاتسعت عيناها بدهشة وتجمدت بأرضها تحدق به
انتفضت على أثر صوته الذي خرج هادئا دون أن يلتفت لها
روحي ارتاحي في السرير وأنا دقايق وهاجي وراكي
جلنار بتعجب
روحي ياجلنار وهتعرفي لما آجي
فوق يديه رمشت بعيناها عدة مرات في ذهول ظلت تتابعه بملامح وجه متجمدة حتى رأته يجلس ويضع الطعام في المنتصف بينهم
استمرت في التحديق لحظة بالطعام ولحظة به حتى هتف هو متعجبا
في إيه كلي !
جلنار مشيرة للطعام بسبابتها في دهشة
إنت عملت الأكل ده عشاني !!!!
اعتقدت أنه يعد الطعام لنفسه لم تتوقع أبدا أنه لها فظهر شبح ابتسامة رقيقة فوق شفتيها لكنها قالت برفض
شكرا بس أنا مش قادرة أكل والله ومليش نفس
رأته يبتسم بطريقة مريبة ويمسح على وجهه مطلقا زفيرا حارا وكانت حركته القادمة أشدهم دهشة حيث وجدته يمسك بالمعلقة ويملأها بالحساء ثم يرفعها لفمها يحثها بنظراته الحازمة أن تأكل لكنها أمسكت منه المعلقة وانزلتها في الصحن مرة أخرى تهتف في دهشة
عاد يمسك بالمعلقة من جديد ويقول مبتسما ببساطة ولهجة
آمرة
أنا هبقى مش طبيعي فعلا لو
مكلتيش يلا كلي
ميرسى خلاص أنا هكمل وحدي
لم يعترض وتركها على راحتها يشاهدها بتركيز وتأمل وهي تأكل مجبورة كل لحظة والآخرى ترفع أناملها لتبعد خصلاتها المتمردة عن عيناها وتعيدهم خلف أذنها وبالمرة الأخيرة سبقها هو وابعدهم بكامل اللطف والحنو فرفعت نظرها إليه تتابعه وهو يملس على شعرها ويبعده بأنامله توقفت المعلقة بالطريق قبل أن تصل لفمها من دهشتها بتصرفاته الغريبة والغير مألوفة بعد أن انتهى وسحب أنامله ابتلعت ريقها ورفعت المعلقة لفمها لكن وقف الطعام في حلقها فجعلت تسعل بقوة وحين تمكنت من أخذ أنفاسها قليلا رأت يده يمدها بكوب الماء هاتفا
خدي اشربي وكلي على مهلك
جذبت الكوب من يده بقوة في غيظ من تصرفاته التي لا تفهمها لا تزعجها بالعكس تماما لكن يستفزها كونها لا تفهم سبب تحوله الجذري ارتشفت كوب الماء كله دفعة واحدة وانزلته ثم قالت بحدة
إنت عايز إيه بظبط !!
فهم ما تلمح إليه ومقصدها ليبتسم بساحرية ثم يهز كتفيه بعبث متمتما في لؤم وانامله وجدت طريقها لوجنتها
ولا حاجة مراتي تعبانة وبهتم بيها فين الغلط في كدا !!!
رمقته شزرا وهتفت بشراسة مٹيرة
شيل إيدك
لم يعاندها وامتثل لطلبها وهو يبتسم بمداعبة بينما فهي فعادت تكمل طعامها لكن قبل أن تدخله لفمها مرة أخرى شعرت بمعدتها تتقلص تحثها على التقيء رافضة الطعام الذي دخل إليها فكتمت على فمها بيدها ووثبت من الفراش واقفة تهرول تجاه الحمام لتقف أمام المرحاض تفرغ به جميع محتويات معدتها بما فيها ما تناولته للتو
وضعها فوق الفراش برفق ودثرها بالغطاء ثم ابتعد عنها حتى يحمل الطعام ويعود به للمطبخ وبعد دقيقتين عاد لها من جديد
فوجدها متكورة في الفراش كالجنين وترتجف پعنف واسنانها تحتك ببعض من شدة ارتجافها ليسمع صوتها الذي يكاد يسمع بصعوبة
ب ردان ة ياعدنان دفيني
دسمعت بضحكته الخاڤتة يجيبها في مشاكسة
لم تعقب عليه فرجفة جسدها كانت أقوى وأشد من أن تنشغل به استمر هو فيما يفعله حوالي خمس دقائق حتى هدأ ارتجاف جسدها ومعه هدأت أنفاسها لتسكن بين ذراعيها تتنفس براحة وانتظام لكن رأسها كانت تماما فوق يساره فأحست بدقات قلبه القوية صوت نبضه العڼيف يضرب بأذنها ورأسها في قوة مما جعلها تسأله بخفوت دون أن تحرك رأسها أنش واحد من مكانها
قلبك بيدق جامد ليه !!!
عدنان بهمس جميل لاثما شعرها بعمق
تفتكري ليه !!
هزت كتفيها بجهل دون أن ترفع رأسها وتنظر له فحصلت على الرد منه بالصمت للحظات حتى سمعت صوته ينسدل كالحرير ناعما محملا بعواطف