جنة الظالم
لا تراه... لاول مره يتوارى عن احد محروج.. مخزى.. لطالما كان قوى.. ظالم.. متبجح ومستبد.
جنه كسرت كل جبروته وطغيانه... هى التى لا شفاء منها ولابد.
لا يملك حتى رفاهية الإختيار.. قرار البعد ليس بيده.
تقدم يفتح الباب وهى تتسع عينها پصدمه تستمع لخطواته المتمهله على غير عادته.
مصدومه.... هل سمعها... استدارت تنظر له وجدته مذلول... ضعيف.
لكن ولا كلمه ستسعفها او تغير ما سمع... وضع يده على وجنتها بعيون مدمعه يقول بعجز والم ماتقوليش حاجة... كل الى قولتيه صح.. انا كده قدامك واكتر...حتى مش عارف ابعد.. مش بشبع ولا هشبع وبحتاجك كل يوم اكتر من الى اليوم الى قبله.
حاولت الحديث سليمان انااا.. قاطعها بحزنياترى انتى جنتى ولا نارى... سبب سعادتي ولا انتى الى جايه تكفرى كل ذنوبى!
تقدم يضع يده على شفتيها ثم قال بۏجع وعجزهتقولى ايه... ولا اقولك.
اخذ نفس عميق يغمض عينه ثم قالقولى... بررى بأى حاجة... أى حاجة اضحك بيها على نفسى لأنى مش هقدر ابعد عنك.
تقدم يأخذها بين احضانه يغلق عليها ضلوعه مغمغما من بين دموعهمش عارف ابعد حتى وانا عايز كده.... ربنا يرحمنى منك يا جنه... يا سرطانى الى انتشر فى دمى لحد ما اتمكن منه وخلاص موتنى.
اغمضت عينها تفكر... زوجها واصحبت تعرفه... زوجها لا يجدى معه الكلام نفعا... الفعل لديه افضل واحسم.
ابتسمت بحنان وهى تمشط يدها على طول ظهره كأنها تداعبه بنعومه.
حركتها اللطيفه وصلته.. من جنتك.
حاول التماسك والا يتراجع.. لكنها مرهقه. لا سيتخذ موقف.. تحدث بكل ما استطاع من قوه وضبط النفس ايوه... شغلى.. على الاقل بحس انه بيحبى... لما بيديلو وقت وتعب بيدينى فلوس ومعارف وسلطه.
تقدم سريعا وهى خلفه حزينه عليه... لم تريد جرحه تبدأ. فقط ارادت تأديب تلك العقربه.
عاد بخطوات سريعه حزينه يجلس فى سيارته لجوار والده ويشعل مقود السياره.
نظر لوالده بحزن اخفاه كما تعود وظهر متماسك كما يراه الكل الا
هى يقول بثبات زياد ده عايز ايه بالظبط كل يومين عايز يتجوز واحدة.. هو قادر على الى معاه لما يروح يجيب غيرها.
شوكت بعدم رضاانا خلاص تعبت من دلعه ده هلاقيها منه ولا من العمال الى معتصمين قدام الشركه... المصنع واقف مافيهوش ولا عامل كده الطلبيه هتتأخر والشرط الجزائى كبير.
شوكت وزياد!
سليمان بنفاذ صبرسكته.. سكته.. مش عايز يتجوز... خليه يشيل.. طب قسما بالله لاجوزهاله بكره خليها تضحك عليه تانى ويتربى... هفضل ادلع واحايل فيه لحد امتى.
شوكت باشفاقاهدى.. اهدى يابنى... مالك قلبت كده... كنت راجع من السفر مبسوط.
نظر لوالده بحزن وقال شكله مش مكتوبلى يا بابا... مش مكتوبلى.
صمت كل منهما بحزن طوال الطريق حتى توقفا عند الشركه.... وجد جموع غفيره من العمال بلبس العمل الأزرق يقفون محتجين.
اول ما شاهدوا سيارته زادوا بالهتافات المحتجه.
سار وسطهم برأس مرفوع وقوه الى ان توقف اعلى درجه بسلم الباب الخارجى للشركه يهتف بهم بقوهانتو عارفين الى انتو عاملينوا ده ايه.. ده اسمه امتناع عن العمل... موقفين شغل بملايين وعليه شروط جزائيه وقاعدينلى هنا تندبوا.
صړخ رمضان بهحقوقنا ياباشا... احنا نصنا عيان والنص التاني على وشك... الظلم وحش.
سعيد ايوه واحنا مش منقولين من هنا إلا لما نوصل لحل.. للناس المرميه فى بيوتها والى تعبت والى لسه هتتعب.
سليمان بتعنت وجحودحلوو اووى... باتوا هنا بقا وخلوا الكلام الفارغ ده ينفعكوا... شغلى الهتافات يابنى.
قال الاخيره بطريقه مستهينه مضحكه... بمعنى انه لا يهمه هتافهم.
واستدار يدلف داخل شركته بقوه وجحود غير مهتم بمن خلفه.
بينما ورد لسعيد اتصال من احدهم... جاوب عليه بضيقايوه... تسنيم الله يباركلك انا على اخرى. اقفلى دلوقتي.
اغلق الهاتف بوجهها ولم يستمع حتى... وهى على الجهه الأخرى محتاره ومشتته.
هل هذا وقت للجفاء... وهو دائما هكذا وكلما تذمرت يتحجج بضيق الحال وفراغة اليد .
اغضمت عينها غاضبه... القلب الرحيم الحنون لا يتغير