احببت العاصي بقلم ايه ناصر
أحلام وأماني واقع مسلم به و ما بين أريد ومفروض قرار وقرار مصطفي مهران هو الحكم والحكم هنا نهائي غير قابل للاستئناف
و مع شروق الشمس علي أرض أل مهران تدب روح العمل والنشاط و مع نسمات الصباح تفتح عاصي عينيها الخضراء بخمول و دعونا نلقي الضوء علي تلك السلاسل المکبلة فشعر العاصي طويل جدا أسود كسواد الليل و أخذ من ملمس الحرير
حنان بعطف صباح الخير يا بنتي
حنان باهتمام هما هيوصلوا علي الساعة كام
عاصي أن شاء الله علي الساعة ستة يا خالة عاوزه كل حاجه تكون جاهزة
أن شاء الله يا حبيبتي ويوصلوا بالسلامة
هتفت بها حنان بحماس في حين قالت عاصي بنبرة جاده
هند وعائشة لسه نايمين لحد الوقت
هتفت بها الخاله حنان بتردد فهي أكثر الناس علم بالبنات و عاداتهم في حين قالت عاصي بنبرة حازمة
معلش يا خالة تصحيهم عندنا شغل كتير عاوزين نخلص كل حاجة قبل موسم الحصاد وهما ولا هنا
حنان معلش يا بنتي لسه صغيرين بردك
عاصي وهي تقوم من مكانها بسرعة للأسف مش صغيرين يا خالة بيدلعوا و أنا مش هرحمهم لو حصل تقصير في شغلهم ثم أسرعت الخطي إلي الخارج وهي تقوم بربط الوشاح الذي تضعه كعمامة علي رأسها وسارت بخطي سريعة إلي الخارج
عز الدين أنت فين يا زفت
الشخص
عز الدين طيب خليك عندك أنا جيلك
الشخص
الشخص
عز الدين طيب أقفل يا زفت علي أما اجيلك
في المزرعة دلفت هند إلي المكتب الخاص بالأطباء البيطريين وأخذت تتفقد بعض الأشياء حين لمحت عائشة وهي تسير مسرعة وعلي وجهها معالم الڠضب وتحمل بيديها ورقه بيضاء وتنظر لها پغضب فأسرعت إليها وأخذت تهتف باسمها حتي تسمعها و
عائشة بمعالم منزعجة وهي تنظر إلي هند عوزه إيه يا هند
هند بتعجب في إيه مالك وبتتكلمي كده ليه !!
عائشة بضيق مهو اليوم بيبان من أوله والنهار ده شكله هيبقي جميل
هند ليه كل ده بس
عائشة وهي تعطي لها الورقة أتفضلي شوفي النصيبة اللي اتحدفت عليا من الصبح
هند وهي تقرأ تلك الورقة ثم أتسعت حدقت عينيها ونظرت إلي عائشة و
هند يا خبر إيه ده دول مجنين ولا إيه عاصي عرفت
عائشة وهي تهز رأسها برفض لا مهي دي النصيبة ربنا يستر هند ما تعملي فيا صواب وتوديه انت
هند بسرعة أأنا أنا دا أنا ورايه شغل كتير جدا الدكتور جابر بينادي آه سلام يا عائشة
عائشة أه يا و
حين لمحت عائشة عاصي تسير مع والدها باتجاهها فأسرعه عائشة و اختبأت خلف شجرة ضخمة كانت بجانبها حتي مرت عاصي ووالدها فخرجت و
عائشة وهي تفكر وبعدين بقي في الړعب ده أعمل إيه أيون لقتها وإبتسمت بشدة ثم قالت هو واحد بس اللي بلجئ ليه في الموقف اللي شكل دي
في القاهرة وفي ڤيلا كامل مهران كانت السيدة إيمان تقرأ أحد أشهر المجلات في اهتمام حين رأت ابنتها سلمي وهي تسرع إلي الخارج فرفعت حاجبها و صاحت غاضبه
إيمان سلمي استني أنت راحه فين
سلمي راحه المطار يا ماما عشان أستني جدي وبابا
إيمان والله كده ومن نفسك ومن غير ما
تقوليلي
سلمي هو في إيه يا ماما هو أنا مسافرة ولا إيه
إيمان وهي ترفع صوتها هو أنا معدش ليا أي لازمة في البيت
ده ولا إيه
سلمي يا ماما و
إيمان إخرسي وإتفصلي علي فوق مفيش مرواح في حتة
سلمي يا ماما بليز
إيمان إتفضلي
علي فوق
أخذت الدموع تتساقط من عيني سلمي فهي لا تعلم ماذا تفعل مع والدتها التي تحب التحكم في كل من حولها و بالطبع يستطيع الكل الهرب من تلك التحكمات إلا هي صعدت سلمي إلي غرفتها ثم جلست علي فراشها تبكي بشدة هي لا تستطيع أن تتعامل مع والدتها استخدمت كل الأساليب وللأسف تفشل هي الأن وحيدة وهي تعيش في كنف أسرتها فالأمر مرير حين تقف
مكبل الأيدي وسط أقرب الناس لك وهي لا تستطيع الهروب كعز و لا الاختباء كماجد وانشغال كوالدها هي ما عليها غير تنفيذ أحكام إيمان المرشدي التي تصدرها
الإنسان هو الإنسان صغير كان أو كبير يحب أن يعطي رأيه في شئونه يحب أن يكون هو يسعي من صغره ليكون نفسه