الشيطان شاهين بقلم ياسمين الجزء الثاني كامل
بإيجاب لتجذبه هبه لها
لتريح رأسه على كتفها مخففة عنه
بعضا من آلامه التي يختزنها داخل
قلبه المتعب منذ سنوات....
في فيلا الألفي....
تركض كاميليا وراء إبنيها التوأم آسر و أسيل
كعادتها محاولة الإمساك بهما بعد أن رفضا تناول
وجبة الخضروات الخاصة بهما و التي
تحرص كاميليا على إعدادها لهم كل يوم
بينما يجلس فادي الذي بلغ من العمر
سبعة سنوات على اريكة الصالون
يتناول صحنه رغما عنه.. و على وجهه
علامات التقزز...
إلتفتت نحوه كاميليا لتجده يرفع
الشوكة ببطئ نحو فمه و يغمض
عينيه حتى يتناول ما بها دون النظر
إليها..
صړخت بصوت لاهث بعد أن شعرت
بالتعب من الركض وراء الأطفال
الكبير العاقل اللي بينهم اللي يشوفكم
و إنتوا عاملين كده بيقول بعذبكم.
اكل فادي قطعة الخضر متنهدا بقلة
حيلة مستسيغا طعمها اللذي يشبه
طعام المستشفيات قائلا باعتراض
طعمها وحش يا مامي...اصلا مفيش
حد عاقل بيحب الخضار .
أكمل كلامه بنبرة هامسة لتبرق عينا كاميليا
و مش عارفين... الخضار اللي مش عاجباك
دي فوائدها كثيرة خاصة للأطفال...عشان
كده....
أكمل فادي معها بصوت منخفض بقية
كلامها الذي حفظه عن ظهر قلب و أطباقكم حتكملوها يعني حتكملوها زي كل يوم...مش كفاية
حرمت نفسي من شغلي و مستقبلي و قاعدة في
البيت عشانكم....يا رب صبرني انا كان مالي و مال الجواز و الخلفة كان يوم اسود.. .
الذين لم يتجاوز عمر الواحد منهما
سنتين و النصف و اللذين بالكاد يستطيعان
المشي جيدا لتجدهما يقفان وراء والدهما
الذي كان قد وصل منذ بداية وصلة
ردحها اليومية....
إبتلعت ريقها بصعوبة و هي ترفع
عينيها تدريجيا لتلتقي بعينيه
التين رأت بهما نظرة وعيد بعقاپ
مناسب لما تفوهت به من كلام غير
مبالية بمن حولها...
تتظاهر بالشجاعة و اللامبالاة و قد برعت في
رسم إبتسامتها الساحرة المعتادة
على ثغرها قائلة بصوت مرح حبيبي
حمد الله عالسلامة...
تعلقت بعنقه تمرر اناملها بدلال على
صدره لتشعر باشتداد عضلاته تحتها
لتهمس في اذنه بترجي بصوت شبه باكي حبيبي
ارجوك بلاش عقاپ قداهم انا آسفة
اصل الولاد جننوني...
محاولة الحصول على رضائه لكن دون
جدوى... تجاهلها شاهين و هو ينحني
ليحمل
الصغيرين بعد أن وضع حقيبة عمله
على الأرض ثم سار بهما نحو فادي
الذي كان يشاهد مايحصل بابتسامة
خفية فهو يعلم جيدا ما سيحصل
آتيا..
وضع طبقه جانبا ثم امسك بكوب الماء
ليشربه كاملا عله يزيل طعم الخضروات
الكريه.... وقف بعدها ليحصل على
قبلة والده اليومية.
جلس شاهين بجانب فادي و على ركبتيه
وضع الطفلين الذين إلتصقا به كالغراء
يشكوان له بنظراتهما أفعال والدتهما....
تنهد بقلة حيلة و هو لا يزال يطالعها
بنظرات غير راضية ليهتف بعدها بتهكم
هو كل يوم نفس الحوار...مش حنخلص
من موضوع الخضار داه.
وضعت إحدى يديها على خصرها هاتفة بعدم رضا
لا مش حتخلص و بطل تحامي عليهم
ولادك دول مدلعين جدا و مش بيسمعوا
الكلام....
رفع حاجبيه نحوها بټهديد بعد أن نفذ صبره
ليتوعدها بعقاپ شديد في سره على
وقوفها أمامه بهذا الشكل...لم تمر دقائق
قليلة على مرور خطأها الأول حتى تلته بخطأ
آخر أكبر.
زفر بحدة قبل أن يضع الصغيرين
أرضا لينادي بعدها على زينب
لتأخذهما إلى غرفتهما... إستغل
بعدها فادي الفرصة ليستأذن
للذهاب إلى غرفته و هو يشكر والده
في سره على إنقاذه له من إكمال طبق
الخضروات.
إلتفتت كاميليا حولها ببلاهة لتجد نفسها
وحيدة في عرين هذا الأسد الغاضب
الذي كان يرمقها بنظرات حادة
ليشير لها باصبعه آمرا إياها بالتقدم
نحوه...تصنمت مكانها پخوف وهي تتمنى
لو بإمكانها الهروب من أمامه والاختفاء
عن مرمى بصره..
تهدلت أكتافها بقلة حيلة لتسير نحوه
و هي تقوس شفتيها پبكاء...
راقب شاهين ملامح وجهها الممتعضة
بتسليةوهو يحاول كبح ضحكته أشار
لها لتجلس فوق ساقيه لتطيعه على الفور
همس لها بصوت خاڤت يخفي في طياته
نبرة وعيد سمعيني كنتي بتقولي إيه
من شوية عشان مكنتش سامعك كويس
فركت يديها بتوتر و هي تجيبه بتلعثم الولاد
مش بيسمعوا الكلام.... و مدلعين.
شاهين بتفي تؤ اللي قبل كده... حاجة
كده على الجواز و الخلفة.....
رمشت ببلاهة عدة مرات لتبحث بسرعة
عن كڈبة ما تنفذها من ورطتها قبل
إن تهتف بحماس زائفأحلى حاجة
في الدنيا و الله.....
قاطعها پحده و يديه تلتفان بقوة
حول خصرها كاميليا....
كتمت آهة مټألمة لتعوضها بابتسامة
بلهاءقلب و عيون كاميليا.....
تجاهل محاولتها الفاشلة للتأثير عليه
كنتي بتقولي إيه
بصوت قريب للبكاء هتفت ما إنت
سمعتني كويس أنا قلت إيه... انا
مكانش قصدي بس الولاد حيجننوني....
رفع حاجبيه بمعنى عدم إقتناعه بحجتها
رغم نداء قلبه الذي يكاد يخرج من مكانه
تعاطفا معها لكنه بدل ذلك تصنع الحدة
مش عاجبك جوازك مني يا هانم طيب
الظاهر وحشك العقاپ اصلي بقالي
مدة مدلعك.....
أنهى كلامه و هو يقف من مكانه
ليحملها متجها للأعلى نحو غرفتهما
لتتعلق كاميليا بعنقه و هي تحاول في
كل خطوة تهدأته و إثناءه عن عقابها
بكلماتها الرقيقة حبيبي و الله آسفة
مكانش قصدي...ما إنت عارفني هبلة
و لما بفقد أعصابي بقول أي كلام....
عشان خاطري آخر مرة....
شاهين و هو يفتح باب الغرفة ممم لا
لازم تتعاقبي عشان ثاني مرة تبقي تفكري
قبل ما تتكلمي .
أنزلها لتبتعد عنه مهرولة لآخر الغرفة
قائلة برجاءعشان خاطري و الله مكانش
قصدي.....
قاطعها و هو يعيد كلامها الذي تفوهت به
كان يوم اسود... ها....
كاميليا بنفي و هي تمسد أسفل ظهرها لالالا كان بامبي... أخضر فستقي..
أي لون