الجمعة 27 ديسمبر 2024

انا والطبيب بقلم سارة نيل

انت في الصفحة 5 من 12 صفحات

موقع أيام نيوز


النهاردة..
هو جايلها النهاردة ومش عايزينه يتصادف مع قيس أبدا..
توسعت أحداق ماهر متسائلا بجزع
هو جاي النهاردة..
أيوا..
ردد بشرود
ربنا يستر..
_____بقلمسارة نيل_____
صف قيس سيارته ودلف داخل المشفى وهو يشعر بطاقة تغمره على الفور توجه نحو غرفة قدر..
ولج لداخلها وكالعادة قابله الظلام الذي يكون أقل حدة بالنهار عن الليل..

صباح الخير يا قدر..
وكالعادة الصمت كان إجابته ابتسم وقال بينما يضع شيء ما فوق وحدة الأدراج بجانبه
بصي أنا النهاردة يوم مميز جدا عندي علشان كدا أنا جايبلك معايا حاجة أيه .. مش هتصدقيها..
أحسن حاجة بحبها وكانت وحشاني أووي وأنا مسافر .. ألا وهو فطير مشلتت فلاحي معتبر..
ففطرت وعمرت نفوخي..
وطبعا افتكرتك معايا متقلقيش وخليت أمي رحيمة تعبي فطير .. أنا عارف أن أكل المستشفى هنا ملهوش طعم وأكيد مش هيبقى زي أكل أمي رحيمة..
كشف قيس عن الطعام وهو يضعه أمامها بينما يقول بترقب وهو يراقب ملامحها الهادئة ويعلم بعدم إستجابتها يقينا
يلا دوقي فطير الحاجة رحيمة وقولي رأيك قبل ما حد يجي ويكتشف الچريمة دي..
ظل الحال كما هو لم يلقى منها أي ردة فعل وغابت تنظر للطعام بصمت حتى بدأ اليأس يتسلل  متوسعة حتى شبعت وحملت باقي الطعام تضعه فوق وحدة الأدراج مرة أخرى..
توسعت إبتسامة قيس هامسا بإمتنان
الحمد لله يارب وأنت راضي عني مفيش حاجة تعجز عليا بإذنك يارب..
مد يده لقدر وقال
منديل امسحي بيه .. وبالهنا على قلبك يا قدر.
تناولته منه بهدوء وقد أصبح شعور الأمان يتسرب لقلبها بوجود هذا الطبيب الذي يختلف عن جميع الأطباء المتواجدون هنا..
أخرج قيس من حقيبة ورقية صغيرة دفتر متوسط الحجم باللون الأبيض ومتناثر فوقه فراشات كثيرة متباينة الألوان وقلم ملون يعلوه فراشة صغيرة..
وضعه فوق ساقها ثم أردف بهدوء
دول هدية مني لك يا قدر..
لو مش هترتاحي بالكلام تقدري تريحي نفسك بالكتابة .. ممكن تكتبي إحساسك أو ترسمي حاجة في خيالك أو تحكي عن شخص بتحبيه أو حتى تشغبطي بدون أي هدف..
ممكن يبقوا تحت مخدتك أو تحت مرتبة السرير لو خاېفة حد يشوفهم..
بس إللي عايزك تعرفيه مټخافيش يا قدر أنا موجود ومش هسمح لأي مخلوق يإذيك وقبل ما أكون أنا موجود فاعرفي وكوني متيقنة إن ربنا موجود وأرحم بيك من أي حد .. استندي عليه
كانت تتحسس الدفتر بشرود وأصابعها ترسم حدود الفراشات وقبل أن يكمل قيس حديثه كانت طرقات خفيفة تتصاعد على سطح الباب وبحركة تلقائية جعلت قلب قيس يحلق في سماء السعادة حين سارعت قدر في تخبئة الدفتر أسفل الوسادة..
شعشعت أعينه بالأمل وأذن للطارق بالدخول ولم تكن سوى ممرضة أخبرته أن الطبيب سامي يريده بمكتبه..
حرك رأسه بإيجاب واستقام يقول
تمام .. قوليله جاي..
الټفت نحو قدر وقال مبتسما
أيه يا قدر موحشتكيش .. عزيز جوزك حبيبك مش وحشك ولا أيه يا صبارتي....
أيه يا قدر الخۏف والړعب إللي كنت بشوفهم في عينك مش موجودين يعني..
أوعي تكوني نسيتي رحلتنا سوا يا صبارتي ولو نسيتي أنا عيني لك أنا بحب أرجع الذكريات بس يا حلوة متنسيش أنك لسه تحت إيدي ومش علشان طلقتك يبقى كدا عزيز إنتهى..
أنت عارفع أنا طلقتك ليه ... طبعا ڤضيحة كبيرة لعيلة البحيري إن يبقى حد شايل اسمهم وفي بيتهم مچنون ... المجانين مكانهم هنا .. في مستشفى المجانين أنت من البداية مكونتيش تستاهلي اسمي ولا تطولي إن حتى أبصلك وأنا مستنضفش أبدا واحدة زيك تشيل اسمي..
اتجوزتك بس علشان أزلك وأكسرك وأكسر كبريائك وغرورك وأعرفك نهاية إللي بيقف قدامي لولا أنه كان أمر جعفر باشا إن أطلقك مستحيل كنت طلقتك وخليتك طول العمر زي البيت الواقف لا طايلة سما ولا أرض..
دار حولها ونظر لها نظرة ذات معنى ثم قال
تعرفي أنت لو في حالة غير حالتك دي كنت شكيت فيك بس أنا عارف ومتأكد أنك متتجرأيش .. وأكيد إللي حصل مش صدفة يا صبارة بس اتأكدي إن لو عرفت إن ليك علاقة من قريب أو ومن بعيد .. ساعتها هشوفي چحيم ولا حاجة جمب الچحيم إللي شوفتيه وهتكون نهايتك..
وأكمل يقول بنبرة مريضة
اصبري على رزقك يا قدر دا أنا محضرلك مفاجآت هتعجبك..
وسار يخرج من الغرفة ليستدير قيس يصطنع السير في الممر وخرج عزيز نحو غرفة مكتب مدير المشفى..
دلف لغرفة قدر ثم توقف أمامها فوجدها تنظر أمامها بشرود وأعين غائمة فهتف قيس وهو لا يشعر بأنها بدأت تتخلل روحه وتسكنها وهالتها تلك لا فرار منها..
قدر .. عايز أقولك إن أنا الوحيد هنا
 

انت في الصفحة 5 من 12 صفحات