رواية لن أركع كاملة

و كما أخبرنا الحارس سيكون آمنا بما أن زملائك سيكونون حولك . 
أومأت برأسها دون جواب ودخلا المطعم الذي تطل شرفته الأمامية على الرصيف و هي متوسطة الحجم و لكن داخله شاسع قادر على استيعاب جماهير غفيرة. ابتلعت مايا ريقها كيف لها ان تشق هذه المسافة وحدها كي تجلس على طاولة .
جلسا وماهي الا دقائق و قد تقدم عامل لم يتعدى الثانية و العشرين من عمره نحو الطاولة
مرحبا ماذا تطلبان 
شطيرتا هومبرغر و مشروبا مرطبا و شكرا 
نظرت مايا باستغراب الى الأب محمود الذي غمز لها هذا سرنا ان علمت أمك انني تناولت موادا تحتوي على الكوليستيرول ستعاقبني و أشار عليها بالصمت .
بالاشارة أغلقت فمها وكٱنها رمت المفتاح بعيدا و أكملت لا تخف أبي سرك في مأمن تام معي ثم أخفضت صوتها حتى نعود 
أتقولين شيئا 
لا البتة ٱكاد أموت من الجوع 
ماهي الا دقائق و حضرت الوجبة لينغمسا كلاهما في قضم هذه الشطيرة اللذيذة.
ثم فجأة رفعت مايا رأسها
أبي محمود أتظن أنهم يملكون مكانا شاغرا لفتاة 
تحمحم يخلي حنجرته ثم أردف لا أدري حقا لكن لنسأله حينما نهم بالخروج ما رأيك 
حسنا يا الهي أرجو ان يكون عندهم مكان لي انه قريب من الجامعه وأستطيع الدراسه و العمل دون الانتقال كثيرا. ادع لي أبي كي أوفق أرجوك 
لا تخافي عزيزتي إن كان خيرا لك سيفتحها الله في وجهك. 
تابعا أكلهما و حين انتهيا توجها الى المحاسب قام الأب محمود بالدفع بينما تحلت مايا بالقليل من الشجاعة لتسأل العامل الذي قام باحضار الطعام لهما.
أرجو المعذرة و لكن هل لي بسؤال 
تفضلي 
هل لديكم أماكن شاغرة كي أشتغل. !
وهل لي بسؤال 
طبعا تفضل 
هل ترينني صاحب المطعم لتسأليني و ما أدراني انا 
ابتلعت ريقها و كادت ان تعود بخطوتها الى الوراء لو لم تلتفت لترى ان أباها ينظر اليها و يشجعها بعينيه. لتقف خطوتها في المنتصف و تتنفس الصعداء
هل ترى في نفسك صاحب مطعم حتى أظن عكس هذا أين يمكنني ايجاد صاحب المطعم الفعلي 
هنا ! من يسأل عني 
ظهر رجل في أواخر الخمسين من باب خلفي. و لأن ماضيهل كان سيئا مع أصحاب المطاعم أرادت أن ترحل فورا. لكنها تذكرت أن مستقبلها أهم عندها من خۏفها. مسكت نهاية قميصهل و كأنها تستمد منها الشجاعة و تكلمت
مرحبا حضرتك اسمي مايا و كنت أسأل ان كنتم بحاجة لعامل إضافي !
مرحبا لا أظن الأن كما ترين فالمطعم شبه فارغ و لا داعي لأكثر من عاملين .
احنت راسها قليلا لترفعه بحماس
لكنه مطعم معروف و بحلول السنة الجامعيه يمتلؤ دون شك أليس كذلك 
نظر لها صاحب المطعم نظرة ذات مغزى ثم أجاب
فعلا يمتلؤ مع عودة الطلاب. 
اذا سأعود حينها ! مارأيك سيدي وقبل أن تمنحه فرصة للرد وقبل أن تجيب أريد لحضرتك ان تعرف انني قضيت أشهرا في العمل في مطعم إذا الخبرة موجودة . 
ضحك صاحب المطعم و تجاوز مايا بنظره لينظر الى الاب محمود الذي ينظر بدوره لمايا منبهرا فخورا صغيرته تفتك حقها. و فكر في عقله . ليتك هنا يا فتحية لتري صغيرتنا. 
و حضرتك والدها أليس كذلك 
مد الاب محمود يده مصافحا نعم سيدي محمود حامد في خدمتك 
طارق سليم صاحب هذا المطعم و المدهوش بقدرة ابنتك على الاقناع ثم ابتسم و سرعان ما ضحك . مما زاد الأب محمود افتخارا.
هي هكذا لو أرادت شيئا تحصل عليه. 
اذا هذا العمل من نصيبها يلزمني موظفين أذكياء 
إذا قبلتني تساءلت مايا بتردد.
نعم ومع حلول السنة الجامعية ستلتحقين بطاقم العمل 
شكرا سيدي لن أخيب ظنك. 
أرجو هذا 
نلتقي قبل موعد انطلاق الدروس بيوم او يومين هل هذا واضح 
حسنا 
اتركي رقمك هنا كي نتصل بك ان حدث شيء ما 
لم يكن لمايا هاتف لذلك قدم الأب محمود رقمه .
خرجت مايا ممسكة بذراعها والدها طائرة بعالم آخر حين اصطدم كتفها بشخص يدخل المطعم غير منتبه . لم تعره اهتماما و أكملت طريقها فقد حققت جزءا من اهدافها و هو تأمين العمل .
بعد عودتهم الى الكلية و دخول مايا لاكمال وثائقها. سأل الأب محمود الحارس
هل لي بسؤالك 
طبعا تفضل 
هذا المطعم الذي أشرت علينا به كيف صمعة صاحبه 
تقصد السيد طارق انسان كريم بطبعه و زاده الله رزقا جراء سديد أعماله
حسنا شكرا. صمت قليلا و اكمل هل هناك مساكن جامعية قريبة من هنا نحن من مكان بعيد و على ابنتي ان تجد مكانا للسكن
هناك شقق للكراء في تلك البناية هناك 
تلك ولكنها متهالكه 
ليس كثيرا كونها الأقرب للكلية فكثيرون يريدونها. وهناك شقق في تلك العمارة آخر الشارع و في العمارة بجانب المطعم. 
شكرا لك سيدي 
لا أريد تخييب أملك لكن الطلبة هنا تدرك أهمية مكان هذه الشقق و قربها للكلية لذلك لا اظن أنه قبل أقل من شهر من العودة ستجد مكانا شاغرا . 
تغيرت قسمات وجه الاب محمود فهو يدرك ان في هكذا مسألة الوقت مهم. وقد كان طالبا و يدرك أهمية المكوث قرب الكلية وكيف تنفذ الأماكن بسرعة .
شكرا لك سنجرب حضنا.
هناك مساكن أخرى لكنها تحتاج مواصلات. و هناك أمل أن تجد أماكن شاغرة 
سنرى ..
رأى مايا قادمة نحوه لذلك تقدم بضع خطوات سألها كيف مر الأمر و توجها نحو البنايات التي أشار عليها الحارس.
قوبلت معضم أسئلتهم بالرفض فمعضم الطلاب قد دفعوا ايجار شققهم منذ بداية العطلة الصيفية. و البعض الآخر لطلبة السنوات الثالثة والرابعة من قضوا سنوات الدراسة في شقة معينة.
والبعض الاخر قابلته مايا بالرفض القاطع . فالايجار مرتفع جدا ولن تقدر على دفعه. وان اضطرت لاقتسامه مع خمس بنات أخريات يظل الثمن باهضا و هي التي لا تملك الكثير حاليا. قدم الأب محمود يد المساعدة . لكن مايا تدرك ان امها فتحية قد اضطرت للعمل لتعيل عائلتها فلا داعي لاغراقهم بمصاريفها .
وحين اقترح الاب محمود البحث في الأماكن البعيدة عن الكلية رفضت مايا
أبي ارجوك افهمني كيف لي العمل و دفع مصاريف دراستي و السكن والمواصلات لا أستطيع ! علي ان أوفر أكثر. 
أتفهمك يا ابنتي لكن ماذا علينا ان نفعل و قد تأخر الوقت أساسا و علينا العودة . 
لا تخف عند العودة للعمل سأجد مكانا .لا تقلق 
لكنها قلقة أين ستنام .
أثناء دخوله ارتطم بشخص و كأن سببا أخر ينقصه للڠضب على هذا الواقع. اراد ان يلتفت لكي يصب جام غضبه في هذا الذي ارتطم فيه. لكنها فتاة مع والدها. حظها أراد لها ان تهرب بين يديه.
ناداه صديقه