الأربعاء 25 ديسمبر 2024

قصة حورية للكاتبة شروق مصطفى

موقع أيام نيوز

ذات يوم في قديم الزمان كان هناك حورية تعيش في بحر بعيد من البحار الكبيرة، كانت هذه الحورية من الأعلى تشبه النساء من البشر، ولكن جسمها من الأسفل هو جسم سمكة، وهذه الحورية يمكنها أن تعيش تحت الماء وتسكن تحت الماء، ويمكنها أيضًا أن تعيش خارج الماء، وكان لهذه الحورية بيتٌ في البحر تسكن فيه مع صديقاتها السمكات الصغيرة، وكان لهذه الحورية الجميلة قصة غريبة جدًا

كانت هذه الحورية فيما مضى فتاة جميلة وكانت أميرةً لمملكة بعيدة، وكان والدها ملكًا قويًّا وعطوفًا ويحب رعيته، ولكن ذات يوم جاءت ساحرة إلى المملكة التي يحكمها الملك القوي، وقالت له: عليك أيها الملك أن تعطيني ابنتك أريد أن أجعلها مساعدتي في العمل، ولكن الملك رفض هذا الطلب، وأمر الجنود أن يطردوها خارج المملكة، ولكن هذه الساحرة الشريرة استعملت سحرها وحولت الفتاة إلى حورية تعيش في البحر، وقالت إنّها لن تعود إلى شكلها الطبيعي إلا بعد مرور سنوات كثيرة، ولا يمكن حل عقدة ذلك السحر. منذ ذلك الوقت تعيش الحورية في البحر من دون أبيها وأمها، وذات يوم مرّ بجانبها مركب فيه شاب طيب، كان هذا الشاب الطيب يعمل بصيد السمك، وفي ذلك اليوم رمى شباكه وإذا به يصطاد الحورية، فخرجت الحورية من الماء وطلبت منه أن يتركها مقابل أن تساعده، فتركها الصياد وغابت عنه قليلًا ثم عادت وهي تحمل معها الكثير من الجواهر والأحجار الكريمة وأعطتها للصياد الطيب، فمن شدة فرحه ظنّ أنه علاء الدين وقد عثر على المصباح السحري. عاد الصياد إلى أهله ومعه هذه الجواهر، وذهب إلى تاجر الجواهر الذي في السوق ليبيعه الجواهر التي أخذها من الحورية، فعندما فتح الكيس أمام التاجر فإنّه شكّ في أمره، وقال له: من أين أتيت بهذه الجواهر؟ فقال الصياد: لقد عثرت عليها في البحر داخل جرة وأنا أصيد اليوم، ولكن هذه الإجابة لم تُقنع التاجر ولم يصدقها، فقرّر أن يراقب الصياد ليعلم من أين أتى بتلك الجواهر، فعاد الصياد إلى بيته حاملًا معه الكثير من النقود والكثير من الطعام له ولزوجته وأطفاله. في اليوم التّالي، ذهب الصياد إلى البحر ليصطاد، وهناك جاءته الحورية، فسألته عن حاله، فشكرها كثيرًا لأنها أعطته الجواهر التي اشترى بها الطعام لأطفاله وأسرته، فقالت له الحورية: هذا لأنك رجل طيب، ولو كنت غير ذلك لما أعطيتك إلا ما تستحق، وهنا شاهد التاجر الصياد وسمع الحوار بينهما، فقرر أن يصطاد الحورية ليرغمها على أن تحضر له الكثير من الجواهر. في اليوم التالي ذهب التاجر إلى البحر ونادى على الحورية: أيتها الحورية، فسمعت صوته وجاءت، قالت: ماذا تريد أيها الرجل، قال: أريد منك أن تعطيني جواهر كما أعطيت الصياد، فقالت له: الصياد فقير أما أنت فلست فقيرًا، وهنا جن حنون 


التاجر، فألقى الشبك على الحورية وأمسكها وأخذها معه إلى بيته، وهناك أراد أن يهددها وقال لها: هذه العشبة جئت بها من البحر، وإن لم تقبلي بأن تعطيني الجواهر فساطعمك منها وهي عشبة سامة، فرفضت الحورية وجاء التاجر بالعشبة وأطعمها للحورية من دون رضاها، ولكن حدث ما لم يكن التاجر يتوقعه. عادت الحورية إلى شكلها الطبيعي وصارت فتاة جميلة، وحكَت للتاجر قصتها، فندم على فعلته تلك أشد الندم، ووعدها بأنّه لن ېؤذيها، وحتى يكفر عن خطئه فإنّه قد رافقها إلى مملكة والدها، وهناك أكرمه والدها وأعطاه الكثير الكثير من الذهب والجواهر، وعيّنه أميرًا في بلاده، وأما الصياد المسكين فقد أرسلت الأميرة في طلبه وحكَت له ما حدث معها ومع التاجر وكيف عادت صبية جميلة، وقرر والدها الملك أن يجعله قائد الأسطول البحري للمملكة.