عشق كفيفة
فى السادسة عشر كان يعتمد على نفيه بكل شئ وطول تلك الفترة منذ ان كان عمره 6 سنوات الى الان لم يسأل عليه احد من والديه ... بينما سيدرا هى ايضا وحيدة فهى قد تربت باحدى الملاجأ وجاءت فرصتها للوظيفة فى احدى الشركات التى وفرت لها السكن لتطور من نفسها لتصبح الى ما هى عليه الان من مكانه بين سيدات المجتمع وان تصبح سيدة اعمال مهمه فى الوسط المحيط بهم ولكن رغم ذلك لا يعلم ان اخبرها هل ستوافق ام لا فهو لن يستطيع ان يجبرها على شئ كهذا .. والياس ايضا ليس لديه احد فوالديه قد توفى وهو منفصل عن عائلته ويعتبر عائلته الحقيقة هم اصدقائه بالاضافة الى ان حبيبته هى ابنة خالة مالك ومؤكد ستذهب معه بعد ان انتقلت للعيش معهم هى واخيها حازم
مش عارف وبعدين انا وسيدرا فرحنا الشهر الجاي
ليردف الياس وهو يتنهد بصخب
بص انت اعرض الموضوع على سيدرا وسيبها على الله كله خير
وصل
مروان امام منزلها لا لم اتى الى هنا بعد ان رفضته للمرة الثانية لكنه تنفس بعمق وعو يمد يده ليضغط الجرس لينتظر لحظات قليلة حتى فتح الباب ويظهر والدها ليردف قائلا بترحاب
ليردف مروان باحراح وهو يصافحه
انا اسف انى جيت من غير معاد بس كنت عاوز اتكلم مع حبيبة بس عاوز افهم منها هى ليه رفضانى
ليحمحم منصور بحرج ولم يعلم بما يجيبه فهو حقا لم يفهم لم رفضته ابنته ليردف قائلا بجديه
والله يا بنى انا معارف اقولك ايه بس دا قرارها بس ادخل مينفعش نتكلم على الباب كدا
ليومأ له مروان بتوتر وبعد دقائق عاد منصور تتبعه حبيبة التى تنظر الى الارض ليردف منصور قائلا بجدية
انتوا الاتنين كبار وتقدروا تتكلموا وتتناقشوا مع بعض كناس عاقلة متحضرة
ليومأ له مروان بتأكيد بينما حبيبة لم تتحرك ولم تبدى اى رد فعل وبعدما غادر منصور نظر اليها مروان مشيرا لها بالجلوس لتجلس بصمت فوق طرف الاريكة مبتعدة عنه بدرجة كبيرة وهى تشعر بالتوتر الشديد من وجوده كما يحدث معها دائما ليردف مروان بنبرة هادئة قدر الامكان
لتبتلع هى ريقها وقد شعرت بالجفاف فجأة لاتردف قائلة بكذب وهى لا تعرف بما تجيبه
مش بفكر فى الجواز دلوقتى
علم انها تكذب من تحرك عينها وتوترها الواضح
ليقترب منها قليلا ولكن محتفظ بالمسافة بينهما معيدا نفس السؤال ولكن بنبرة حنونه تلك المرة
ليه رفضتينى للمرة التانية يا حبيية وانت عارفة ان انا عاوزك والمرادى بكل ارادتى
مش حساك يا مروان حساه انك عاوزنى بس عشان اسد فراغ فى حياتك مش اكتر وانا استحالة اكون كدا او اتقبل دا....
قاطعها هو بنبرة متعبة لاول مرة تسمعها منه وشعور غريب داهمه ما ان سمع نبرتها المعاتبة
تنظر الى عينيه وهو يتحدث ترى مدى صدقه وتخبطه لاول مرة تراه بهذا التيه هى احبت ذلك الشاب الواثق من نفسه دائما وعشقت هذا الذى يستطيع ان يقاوم اى شئ يواجهه لكنه تغير نعم تغير كثيرا اصبحت لا تفهمه ولا تعرفه لكنها مازالت تحبه وتعشقه ولكن لا تستطيع ان تبنى حياتها معه وهو بهذه الاخلاق التى اصبح عليها من سهر وغيره قد لاحظت تغيره لكنها تخشى ان توافق عليه ويعود كما كان عليه وحينها لن تسطع ان تبتعد عنه لتردف قائله بارتباك
ا.. انت عاوز.. ايه يا م.. مروان دلوقتي.. انا مش.. عارفه!
ليجيبها مروان بامل فى
ان توافق فيما ستقوله
عاوز فرصة اثبتلك فيها ان نيتى كويسة وان فعلا محتاجلك انت كحبيبة مش زى ما نتى شايفة نعمل خطوبة وطول الفترة بتاعتها انت حددى
ليكمل بعدها بتوتر وقلق وصوت يكاد يسمع
ولو مش ارتاحتى يبقى خلاص
تستمع اليه والدموع قد التمعت بمقلتيها ترمش بعينها حتى تمنع انهمارهما تفكر بحديثه ولا تعلم كيف تفكر او ما القرار التى سوف تتخذه وعندما طال صمتها فسره هو بطريقة ليبتلع ريقه بصعوبه وهو ينهض من مكانه ببطئ وملامح الحزن والاسف مرتسمه فوق وجهه الوسيم ليتألم قلبها وهى تراه بتلك الحالة الحزينه المتألمه وما ان جاء ليغادر همست باسمه ليقف محله دون ان يلتفت اليها لتردف قائلة
مروان .. ابقى اتفق مع بابا على الخطوبة
ليلتفت بسرعه ينظر اليها وما ان جاءت عينيه فى عينيها اخفضت هى راسها بخجل وتوردت وجنتيها لتركض الى الداخل بينما هو اتسعت ابتسامته عندما
استوعب ما قالته اذا هى وافقت عليه اخيرا ليعود مرة اخرى حتى يتفق مع منصور والدها وبعد ذلك يأتى بوالديه حتى يتم خطبتها رسميا
عاد صباح اليوم الى منزل
عمه ولكنه تفاجأ بعدم وجودها بالمنزل ليسأل عنها ويصدم حين
علم انها قد ذهبت الى منزل خالها ليشعر حين بالوحده والڠضب والحزن والفقدان والكثير من المشاعر التى داهمته ولم يستطع ان يفسرها لكنه افتقدها تردد كثيرا ليهاتفها او يراسلها لكنه كان يتراجع فى اخر لحظة ليفكر كثيرا فى حل لهذا الحال الذى اصبح به ليقرر اخيرا انه يجب ان يتخذ امرا جدى وما ان وصل الى قرار نهائى اخرج هاتفه وعبث به قليلا ووضع الهاتف فوق اذنه منتظرا الرد من الطرف الاخر الى ان جاءه اخيرا
ازي حضرتك يا عمى اخبارك ايه
لياتيه الرد من الطرف الاخر عمه قائلا بمحبة
حبيبي انا بخير الحمدلله
.. انت اخبارك ايه واللى عندك عاملين ايه
ليجيبه مصطفى بهدوء
الحمدلله يا عمى كلنا بخير .. انا بس كنت عاوز اطلب من حضرتك حاجة
خير يا ابنى
انا عارف انه مش وقته ولا ينفع ان اكلمك فى موضوع زى دا على التلفون .. بس من غير لف ولا دوران انا عاوز اطلب ايد سما
ليتنحنح عمه بتفاجأ فهو لم يتوقع ان يطلب يد ابنته لكنه اردف قائلا بهدوء وعقلانية
انت عارف يا بنى معزتك عندى قد ايه بس موضوع زى دا مش بيتكلم فيه على التلفون وبعدين انا نقدرش اديك كلمة غير لما اخد راى سما انت عارف ان القرار ليها هى انا مقدرش اغصبها على حاجه
كان يستمع اليه بتركيز مقتنع بما يقوله لكنه لا يريدها ان تعلم بانه يريد الزواج منها يبقى اول ما تيجى يا عمى نتكلم فى كل التفاصيل..
ليكمل بحرج وهو يحق مؤخرة عنقه
هو ينفع متقولش لسما .. اصل عاوز افاجأها دا بعد طبعا ما حضرتك توافق
على خير ان شاء الله وانا خلاص جى بعد يومين باذن السميع العليم
توصل بالسلامة يا عمى ياريت تقكر بالموضوع وانا هكلم محمود اقوله وربنا يقدم اللى فيه الخير
ليجيبه عمه بهدوء وبعدها يغلق الخط متنهدا لينظر مصطفى بسعادة الى الهاتف فها هو سيجتمع بها فقد ادرك مؤخرا ان ما يشعر به نحوها هو حب غيرته عليها من ذلك التى تدعوه بسام غضبه عندما لم تخبره بانها سوف تذهب الى منزل خالها شعوره بالفقدان عندما لم يجدها امامه والحزن عندما لاحظ تغيرها معه.. والان تجرم كل هذه المشاعر بانه حب ستكون معه وسيبدأ حياة جديدة معها هو وهى يحيطهم حبهم فهو يعلم انها تحبه منذ ان كانت صغيرة عندما كان ياتى ليقضى بعض الايام عندما كان يعيش بالمانيا كان يلاحظ حبها الذى كان يظهر بوضوح فى عينها ولكنه لم يكن يهتم بها فقد كان يراها وقتها بفتاة مراهقة ليس اكثر والان الوضع قد تغير فهو قد طلب يدها من والدها من لحظات وستصبح عما قريب ملكه
هنروح فين دلوقتي
اردف مالك بذلك السؤال وهو يقود السيارة ولا يعرف اين
ايه اللى انا كنت بفكر فيه دا استحالة مالك كان بنسانى او ميجيش استحالة هى الهرمونات بدات وانا لسه فى الشهر
الاول
تولين
افاقت على نداءه لها وهو ينظر اليها باستغراب وقد لاحظت انه توقف بالسيارة
نعم .. انت وقفت ليه بالعربية
تنظر اليه باستغراب ليردف مالك بجدية وهو ينظر اليها
انت اللى فيه ايه يا تولين مالك انت كويسة يا حبيبتى لو لسة تعبانة نرجع المستشفى
انهى جملته بنبرة قلقة لتومأ له وابتسامه بلهاء ظهرت على ثغرها ما ان
سمعت لفظ التحبيب منه قائلة بارتباك
لا انا كويسة .. بس لسه مصدومه يعنى مش مصدقة انك فرحت انى حامل وكدا يعنى
اجابها مالك بحب لم ولن يخجل من اظهاره لها
انا لو اعرف انه الموضوع كدا مكنتش سافرت من الاول.. متعرفيش انا فرحان قد ايه والاهم من دا انه هيكون منك
ليكمل بهعدها بمرح... تحبى نروح فين البيت ولا نكمل اليوم خروج اللى انت عاوزاه اليوم كله ليكى
ينفع نروح القصر عاوز اجيب كام حاجه من هناك وبعدها نروح اى حتة انت عاوزها
لتكمل بحرج وهى تخفض راسها.. انا عارفة انك مش بتحب تروح هناك بس..
لم تجد الكلامات المناسبة التى تكمل بها حديثها ليمد مالك يده يرفع ذقنها لتنظر اليه ويردف قائلا بهدوء بقدر الامكان
متكسفيش من حاجة دى عيلتك ويا حبيبى مفيش حاجه ولو عاوزانى ادخل معاكى هدخل
لترد قائلة بتاكيد
طبعا هتدخل معايا انا مش هدخل لوحدى
دلف كلا من مالك وتولين الى القصر ليقابلا امير الذى كان ينزل الدرج ليقف امير امامه بتوتر لا يعرف ماذا عليه ان يفعل ليقترب منه مالك وقد حزن عندما راى حالته المتعبه المنهكة ويبدوا على ملامح وجهه الحزن وجسده الذى اصبح نحيفا بصورة ملحوظه وتلك النظرة المتأسفة التى ينظر بها اليه كل هذا جعل مالك يفكر للحظة فى ان يخبره عن حقيقة سارة وانها على قيد الحياة وانها تحمل ابنه وبعد 6 اشهر وانه سيصبح اب قريبا .. لكنه تراجع عن كل هذا مفضلا بان تخبره هى وبالاخص انهم سوف يعودون جميعا الى مصر قريبا
عامل ايه يا امير الف سلامة عليك تولين قالتلى انك شيلت المرارة
قوى ليبادله مالك العناق بينما تولين تحاول منع دموعها
وهى ترة اخيها وزوجها معا فهى كانت تخشى من تلك المواجهة هى تعلم ان مالك شخصية عاقله ولكن لم تتصور ان يتصرف بتلك الطريقة المتحضرة لتلك الدرجة مع امير رغم كل ما