مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري
بينا غير السوق الواسع ده
ابتسم فى رقة
عارفة انا عندى يقين ان احنا هنرجع لبعض تانى معرفش ازاى ولا بأى طريقة بس انا واثق انى زى ما انا لسة قلبى بيدقلك فانتى كمان لسة بتحبينى اللى بينا مينفعش يتمسح بسهولة مينفعش ينتهى اصلا
رفعت حاجبها فى تحد
يقينك ده خاص بيك لكن بالنسبالى مجرد وهم احسنلك تفوق منه
تخشى على نفسها من نوبات هذا المچنون الذى لايضع اعتبارا لاى شىء وهى تعرف وتوقن انها ستتجيب له فكأن كل حواسها قد تحالفت معه عليها
ومن بعيد كانت هناك عيون ناقمة تراقبهم فى خلسة اذ عقد اسامة حاجبيه في ضيق
ابتسم الرجل المجاور له فى خبث
ازاى بس يا باشا ده انت ابن سيادتك صاحب المولد نفسه
ابتسم فى تهكم قائلا
ابنى عايشلى دور الفضيلة وعاملى فيها روميو هو ومراته
خلاص هيا كدة خلصت لازم نخلص منها وبكرة هى الفرصة الوحيدة كلم الولد بتاعك يلعبلها فى فرامل عربيتها كدة تبقى قضاء وقدر والله يرحمها بقا
الفصل الثاني والثلاثون
امسك فارس بيد يوسف قبل ان يضعها على مقبض الباب محذرا
بهدوء لو سمحت انت عارف انى مليش فى اسلوب البلطجة ده فتعامل بعقل
عقل !!! مراتى مرمية فى الحجز وهتتعدم ظلم وتقولى عقل
عقد فارس حاجبيه من استمرار يوسف وصف ايلينا بزوجته دون ان يشعر بهذا تماما فأضاف الثاني فى جدية
احنا مشينا بالقانون ومنفعش ايلينا هتخرج منها سواء بيك او من غيرك وبكل الطرق الممكنة مشروعة او غير مشروعة
أخيرة قبل ان يدفع الباب بقدمه ليدخل و خلفه فارس
وقف يوسف للحظات يتأمل المقيد امامه بوجه مغطى بقناع معتم يحجب عنه الرؤية
جلس على طرف مكتبه قبل ان يعطى اشارة برأسه لاحد رجاله ليرفع عنه قناعه
اخذ الرجل يلهث فى خوف وكأن الهواء سينفذ تماما من حوله و يريد ان يأخذ مخزونا منه يكفيه
عقد يوسف ساعديه امام صدره وهو ينظر اليه نظرات ممېته
نظرات اراد بها افتراس احاسيسه تماما قبل أن يقول
بهدوء
مساء الخير اتمنى ان رجالتى ميكونوش قلو ادبهم معاك لسة
هتف الرجل فى ذعر وهو يحاول التخلص من قيوده
ابوس ايدك يا بيه انا عندى عيال عايز اربيها انا مش قدكو
نهض يوسف فى بطء وسار فى اتجاهه محاولا اللعب بأعصابه قدر المستطاع
قولى يا ابراهيم مفكرتش فى عيالك دول يترد فيهم اللى انت عملته فى ايلينا هانم
ازدرد ابراهيم ريقه في قلق وهو يعاود النظر الى الرجال حوله
هوا انا عملت ايه يا باشا
انقض عليه يوسف وجذبه من شعره ليجبره ان ينظر اليه وهو يهدر به في عڼف
مش عارف انت عملت ايه يا روح امك بقا هيا اللى قالتلك تقول ان بنتك عيانة عشان تاخد من خالد عربيته ويركب عربيتها هيا
رد الرجل وهو يتأوه
ڠصب عنى يا بيه ابوس ايدك يا كدة يا كنت هخسر عيالى وحياتى
ترك يوسف شعره وهو
يتنهد ويشير لأحد رجاله
فكوه
نفذ الرجل ما امره يوسف به فنهض ابراهيم فى خوف بينما عاد يوسف ليجلس على طرف مكتبه مردفا
شوف يا ابراهيم انا عاوزك تقولى على كل حاجة ومتخافش انا كفيل انى احميك واحمى عيلتك كلها افتكر انت عارف كويس مين هوا يوسف البدرى مفيش حد نفوذه فى البلد دى يساوى ربع نفوذى لو قلت الحقيقة اوعدك ان مفيش حد هيقربلك وكمان المبلغ اللى تحدده هيكون فى حسابك فى البنك
اطرق الرجل برأسه قليلا وهو يفكر
فواصل يوسف فى هدوء
انت مش محتاج تفكر اصلا انا اللى بطلبه منك انك تقول الحقيقة لكن لو مصر تكون غبى وتفضل على موقفك فمفيش مخلوق هيرحمك منى انت واللى اجرك فكر وعقلك فى راسك
ازدرد ابراهيم ريقه وتحشرجت نبرته بين ضعفه وانكساره
هيا الحوجة والخۏف يا بيه بنتى كانت محتاجة فلوس للعمليه هوا قالى هيتكفل بيها ولما رفضت هددنى انه ممكن يخلص عليا وعلى عيالى انا فى الاول والاخر راجل غلبان مليش ضهر فاضطريت
مسح يوسف وجهه بكفه أشفق حقا على الرجل ولكن هلعه على حبيبته لم يترك لتلك المشاعر مساحة مناسبة من الزمن
طيب انت هتروح تقول الكلام ده فى النيابة واوعى تخاف من اى حاجة انت وعيلتك فى رعايتى وانا كفيل بيهم
ومثلما فعل يوسف مع ابراهيم استطاع بسهولة ان يقابل الشاب الذى اتهم باللعب فى مكابح سيارة ايلينا
وهناك وبعد ضغط طويل من يوسف عليه لينطق تأكد انه يخضع لنفس التهديدات التى يخضع لها ابراهيم وبصعوبة استطاع اقناعه ليخبره بالحقيقة
عادل يا باشا الدراع اليمين لاسامة فى كل حاجة هوا اللى اتفق معايا انا روحت بوظت الفرامل فى الجراش ومستنتش لاخر اليوم زى ما قالولى اصلهم طلبو منى انى ابوظ الفرامل بس لما العربية تطلع من الجراج للبوابات الخلفية ومحدش فهمنى ليه فانا استسهلت وقلت اخلص السبوبة بدرى بدرى عشان فى الاخر اتفاجىء بعادل ومعاه اسامة ورجالتهم بېتهجمو عليا فى البيت وبيقولو ان الجراش فيه كاميرات وكشفتنى وكدة كدة هيتقبض عليا بس لو جبت سيرتهم هيخلصو على ابويا وامى لكن لو قلت ان ان ايلينا هانم هيا اللى خلتنى اعمل كدة هيدونى فلوس ويتكفلو بأهلى ده اللى حصل
مال اليه يوسف قائلا
ايا كان المبلغ اللى وعدك بيه الضعف هيكون عندك واهلك انا كفيل بحمايتهم واصلا مش هيبقا فيه خوف عليهم لان بعد شهادتك يا غبى كان هينقبض عليه كلامك ده هتروح تقوله فى النيابة ولو ده محصلش بكرة الصبح اللى هددك بيه اسامة واكتر منه انا هعمله
لم يكن يعنى يوسف تماما ما قاله
لم يتبع فى حياته هذا الاسلوب ابدا فى التعامل ولكن قلقه على حبيبته قد اخرجه عن كل قواعده فهو لم يعد يحتمل الانتظار
وقف زين فجأة بسيارته فى مكان غير مأهول وبعيد الى حد ما
الټفت الى صوفيا الجالسة الى جواره هاتفا فى حنق
كدبتى عليا ليه ها كدبتى عليا ليه
واديك عرفت هتعمل ايه هتروح تطلق مراتك وبعدين تتجوزنى ده كل اللى عندك
مال اليها يجيبها في حسم
ايوة هطلقها لأن ده كان المفروض يحصل من زمان كان من الاول غلطة
عقدت حاجبيها فى حنق
هو انت ايه بالظبط قلوب الناس عندك لعبة غلطة مكنش المفروض تعملها بس انت عملتها اتجوزت انسانة فضلت على ذمتك وفى حياتك سنين وانت عارف قد ايه هيا بتحبك جاى دلوقتى وتقول ارميها ايه الأنانية اللى انت فيها دى!!
رمقها بذهول فمن امامه تختلف تماما عن حبيته السابقة ابتسمت من حيرته وواصلت في نبرة لم يعهدها منها مطلقا من قبل نبرة صاغتها خمس سنوات غابت فيها عنه ولا يعرف ما الذي جد بها فيها
الساذجة اللى كانت بتعتبر كلامك مقدس ولازم يتسمع خلاص انتهت يا زين وماټت
امسك بكفيها يمنعها من التلويح بالفراق من قبل أن يهنأ بلقياها من الأساس
صوفيا احنا وعدنا بعض انتى وعدتينى انك هتفضلي تحبينى وهتستنينى اخلص من كل مشاكلى وانا وعدتك انى هصلح كل حاجة وادينى اهو بصلح كل حاجة بتعذبى نفسك وتعذبينى ليه ادينى رجعت يا صوفيا ليه بتبعدينى
انتزعت يديها من يديه في عڼف
رجعت بعد ايه بعد سنين يا زين سنين عشت فيهم كل معانى الوحدة والۏجع سنين وانا بسأل نفسى ياترى نسينى وحب سمر سنين وانا مستنية منك مجرد اشارة اشارة بس تطمنى على وجودى فى حياتك
وضمت قبضتها لټضرب بها على صدرها مردفة
لما تعبت اتمنيتك تكون جنبى وملاقتكش مستنى لما ترجعلى اقولك ايه حبيبى خلاص انا مسامحاك يلا نبدأ من جديد الجديد دايما للاسف بيتبنى ع القديم انا مش تمثال من حجارة هتسيبه وترجع تلاقيه زي ماهوا انا انسانة من لحم ودم واحساس
اراح رأسه على النافذة الزجاجية هامسا فى الم
انتى متعرفيش حاجة يا صوفيا متعرفيش الظروف اللى
قاطعته وهى ټضرب على تابلوه السيارة
وانا مستهلش اكون اقوى من الظروف مستهلش تتحدى كل حاجة عشانى يوسف رغم كل اللي حصل بينه وبين ايلينا لحد دلوقتي بيحارب كل حاجة عشان تبقى معاه بيحاربها هيا حتى يا زين
واشارت الى صدرها بسابتها تواصل
واشاحت بوجهها مضيفة فى ۏجع
واستنيتك رغم كل ده سنه ورا التانية وانا بقاوم خوفى انك تكون نستنى وهتكمل مع سمر خلاص وبعد كل ده جاى تقولى هسيبها واتجوزك وكان ليه من الاول يازين ليه
امسك بكتفيها يحاول أن يقتنص منها أي فرصة فقط لتسمعه
صوفيا خلينى افهمك انا
صړخت به وهى تنزل كفيه فى عڼف
ارجوك كفاية انا ماصدقت خرجت من الدايرة المقفولة دى وقدرت اعيش من غيرك بلاش تهد كل حاجة فوق دماغى من جديد
واضافت وهى تنظر للامام فى ثبات
النهاردة انا اللي بقولهالك يا زين حكايتنا لحد هنا وخلصت استوعب ده ارجوك ومجرد ما قضية ايلينا تخلص هسافر باريس ومش هرجع هنا تانى
اغمض عينيه فى قوة وهو يسمعها تضع النقطة الاخيرة فى اخر سطر من قصتهما سويا
ترفض تماما ان تسمع اى عذر منه فيبدو ان الاوان قد فات وهى اتخذت قرارها بلا رجعة وايا كانت مبرراته فلن تتنازل
هى لم تعد تراه سوى هذا الضعيف المتخاذل الذى تركها منذ سنوات والان لا يعبأ بها ولا بابنة عمه
وهو من حكم من البداية على نفسه ان يبقى على هذه الظنون فلا ينبغى ان يلومها ابدا
انتى عايزة ايه بالظبط يا جينا
هتفت بها سمر فى حنق وهى تنظر الى تلك المغرورة التى تجلس على طرف فراشها تضع ساقا فوق الاخرى وتنظر لها فى برود لتواصل وهى تفرك يدها في تحفز
بقا عايزانى انا اشتغلك جاسوسة عليهم بعد ما تسافرى
ضحكت جينا في صخب
ما انتى كنتى جاسوسة ليا قبل كدة يا سمر ايه اللى اختلف
اشاحت سمر بكفيها وقالت فى تلعثم
انا انا كنت
نهضت جينا فى بطء وابتسمت في غموض وهي تهمس بينما تقترب منها في بطء
انت ايه يا سمر اوعى تكونى فاكرة ان الشويتين بتوعك دول دخلو عليا قال انا يوم فرح يوسف صعبت عليكى وانا خارجة بعيط فقررتى تساعدينى كدهو لله فى لله
وتلاشت ابتسامتها وهى تقول فى شراسة
لا يا هانم انا عارفة ان كل حاجة وليها تمن بس ما ادام فيها مصلحتى