الأحد 29 ديسمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 54 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز

اشوف واحدة شبهك وطلعت انتى اصلا مينفعش يكون فيه حد شبهك 
اخذت تدق على المكتب باصابعها الرفيعة 
هذا الوقح المستفز فى طريقه لجعلها ټنهار وتفقد اعصابها وتصرخ بحبه بدورها وكأن كل هذه السنوات لم تمر 
امسكت بقلم امامها تعبث به كمحاولة لاخفاء توترتها يوسف بيه يا ريت متنساش ان احنا مفيش بينا حاجة تسمحلك انك تكلمنى بالطريقة دى 
ابتسم في عبث 
بجد 
رحمها دخول مريم فى تلك اللحظة وهى تقول في عملية 
الاجتماع جاهز يا فندم 
نهضت فى تثاقل قد نجت بالفعل منه فلو بقيت أكثر معه لا تعلم ماالذي بامكانه ان يحدث 
فرصة سعيدة يا يوسف بيه نتقابل فى جولات تانية 
بخطوة واحدة كان امامها ووضح امامه ارتباكها واهتزاز حدقتيها من قربه هذا 
هى لن تتمالك كثيرا ابدا فليذهب الى الچحيم رائحة عطره القديم الذي اختارته لها بنفسها تداعب أنفها متلاعبة على ما تبقى من أعصابها من تماسك ابتسامته القديمة تتلاعب على شفتيه وهو يخبرها في همس مرهق لمشاعرها المضناه 
المهم ان احنا نتقابل حتى لو فى جهنم نفسها 
وذهب تاركا اياها تتخبط من جديد 
تتخبط فى عشقه 
فى شوقها اليه 
فى مشاعرها التى لم تتغير قيد انملة 
لازلت غارقة فى حبه حتى النخاع 
لا تنكر انها اختارت الاڼتقام كوسيلة للتقرب منه فكرامتها كأنثى ترفض التقرب منه بأى وسيلة اخرى 
وطريقة اخرى جاءت امامها بالمصادفة فقد تعودت منذ فترة على اصطحاب مازن الصغير الى النادى لاداء تدريبات السباحة الخاصة به وفى يوم ذهبت اليه لتعود به الى المنزل فوجدته يلهو مع طفل يبدو فى الرابعة من العمر او الخامسة ضيقت عينيها للحظات تتأمل الصغير واقتربت منه لتقطع شكها باليقين قائلة وهى تجثو على ركبتيها تربت على شعره الناعم 
القمر اسمه ايه 
رد الطفل بابتسامة ذكرتها على الفور بابتسامة سحرتها لسنوات واوقعتها صريعة مشاعر لم يسبق لها ان عرفتها سوى على يد يوسف البدرى وكما توقعت جاءها الرد 
ادم يوسف البدرى 
ابتسمت ايلينا فى خبث ربما كان لديها الفرصة الان فى التلاعب باعصاب ابيه قليلا كما فعل معها من قبل اخذت مازن وادم الصغير معها بسهولة فجميع من فى النادى يعرفونها جيدا ولا يمكنهم الشك بها 
اصطحبت الصغيرين الى احدى النوادى وتركتهما يكملان لهوهما البرىء بينما هى كانت تراقبهما فى سعادة 
راقبت ادم الصغير 
كم يشبه ابيه في كل شىء حتى حينما يرفع حاجبه في نزق هكذا 
دمعة لمعت فى عينها 
كم تمنت لو كان هذا الطفل منها 
لا يمكنها ان تصدق ان دماء يوسف اختلطت بدماء امرأة اخرى من الجيد أن القدر كان اكثر رحمة فالصغير لم يحمل من ملامح جينا اى شىء بل كان نسخة مصغرة من ابيه 
تشاركت الطعام معهما واطعمت ادم بيدها واالطفل يشكرها بعينيه بنظرة حزينة لا تعرف كيف استوطنت عينيه البريئتين هاتين 
لاتنكر انها احبته ولا يهم تحت اى مبرر يمكنها ان تصنف مشاعرها 
هل لانه ابن حبييها ونسخة منه وجزء من روحه 
ام لان الطفل الوديع يستحق تلك المشاعر عن حق 
نظرت فى ساعتها لتجد الوقت قد تأخر بالفعل 
ابتسمت فى خبث وهى تخرج هاتفها تدير رقم يوسف قائلة فى

نفسها 
افتكر كدة كفاية اوى عليه زمانه ماټ من القلق 
اتاها رده ربما من قبل ان يرن الهاتف كانت نبراته هادئة تماما بل فاجئها 
وحشني صوتك 
ابعدت الهاتف عن اذنها ونظرت اليه فى حيرة قبل ان تعود لتلصقه على صدغها من جديد وهى تفكر منذ متى واصبح بهذا البرود 
طفله من المفترض ضائع وهو يتغزل بها نست كل ما كانت تخطط له لتسأله فى ضيق 
هوا ابنك فين يا يوسف 
اتاها رده بعد لحظات 
فى البيت هيكون فين 
هو لايعرف اذن تبا له ولاهماله 
صاحت به فى ڠضب لم تستطع اخفائه 
فى البيت فى البيت ازاى يعنى انت روحته بنفسك كلموك فى البيت قالولك ان ابنك موجود وروح من النادى 
صمتت للحظات 
كم تمنت ان تتلاعب باعصابه قليلا و قلبها الابله رفض ذلك وبشدة لتجيبه فى هدوء 
تعالى نادى ابنك معايا 
وفى دقائق كان هناك 
بحث بعينيه عنها وقبل ان يخرج هاتفه ليعرف مكانها بالضبط وجدها وقد جلس ادم فى حجرها بينما ټدفن رأسها فى صدره تدغدغه والطفل تعلو ضحكاته حتى بلل حجابها بلعابه 
ابتسم يوسف فى حزن لكم تمنى ان يكن طفلها هي يعلم انها كانت ستصبح اما رائعة 
حرمها من هذا الحق حين فقدت جنينها بسبب صډمتها فيه 
نعم فقد علم الحقيقة بأكملها من زين 
ظل لدقائق يمتع عينيه بمراقبتهما حتى لمحها تنظر الى ساعتها وتخرج هاتفها فتوقع انها ستهاتفه 
تنهد فى عمق وذهب اليهما 
لم يقفز ادم من حجرها ليستقبله كما تعود ان يفعل كلما رآه بل نظر الى ايلينا فى تردد لتنزله هى قائلة فى حب بينما تربت على شعره 
يلا يا حبيبى يلا عشان تروح مع بابى 
هبط الصغير فى بطء وتردد ليقترب من يوسف الذى حمله وقبله فى سعادة قبل ان ينظر الى ايلينا يسألها في
عبث واضح 
ابنى ايه اللى جابه معاكى يا ايلينا 
فركت يدها و تمنت ان تخبره بما خططت له لټحرق اعصابه ولكنها تراجعت وهى تتأفف 
ابنك معاك يا يوسف وخلصنا خلاص وياريت تاخد بالك منه 
ابتسم بينما كانت توليه ظهرها وتمسك بيد مازن والتقط ذهنه ما كانت تخطط له فشاكسها ليثير غيظها 
كويس انك انتى اللى بدأتى الخطوة دى واتعرفتى على ادم عشان لما نرجع لبعض الولد يكون 
قاطعته وهى تلتفت له فى حدة 
بطل غرور يا يوسف كل الموضوع انى كنت عاوزة اردلك اللى عملته قبل كدة بس انا للاسف فاشلة ومقدرتش لازم تعرف انى لاعمرى هسامحك ولا 
ماما 
همسة ضعيفة من ادم الصغير قطعت هتافها فنظرت اليه فى دهشة اختلطت ببعض من الحنان والعطف ليواصل بلهجته الطفولية 
ليه مش كنتى انتى ماما انتى اكلتينى ولعبتى معايا انا بحبك 
ازدردت ريقها محاولة اخفاء الحرارة التى سرت فى جسدها من جراء كلمات هذا الصغير فقد ترجم بالفعل ما تمنته بدورها حتى وان نفته بداخلها مئات المرات اما يوسف فكاد ان يوسع ابنه تقبيلا على تسهيله لمهمته دون وعى فهز كتفيه وهو يبتسم لها 
طالع لابوه هوا كمان بيحبك 
هى معشوقته القديمة دون اى زيادة او نقصان وقوفها امامه اكثر من ذلك يعد امرا فى غاية الخطۏرة فسيطرته على نفسه بدأت تتلاشى 
رفعت ايلينا نظرها اليه اخيرا وقالت فى صوت متلعثم انت هتفضل وقح 
ولم تزد حرفا 
اخذت بيد مازن وجرته خلفها فارة من يوسف البدرى وسحره وتأثيره بينما هو تنهد فى قوة وهو يقبل رأس ولده الذى واصل حديثه الساذج 
ينفع بابا تبقى هيا ماما 
ابتسم يوسف 
لقد وقع الصغير بدوره تحت تأثيرها كما وقع ابوه من قبل 
مسح على رأسه مجيبا فى حنان 
ان شاء الله لازم يا ادم لازم كدة كفاية اوى 
نعم فجينا لم تعد تصلح اما من الاساس 
هاتفها فى الطريق ليسألها عن طفلها 
اخبرته انه فى غرفته وحين طلب منها ان تتأكد من هذا الامر عادت اليه تخبره بكل برود وكأنهما يتحدثان عن حلقة فى برامج المواهب ان المربية اخبرتها فى الصباح ان السائق الذى سيحضر ادم مريض وان عليها ان تذهب بنفسها لاحضاره ولكنها نست الأمر تماما 
اعتذرت بسخافه عن هذا ليتوعدها يوسف ويلعن نفسه على خطأة الفادح الذى جعل جينا هذه اما لطفله 
فى ليلة ساحرة اقيم حفل زفاف ملك وخالد اهتمت ايلينا بالاشراف بنفسها على كل تفاصيله 
دعت اليه كبار رجال الاعمال واعلنت عنه فى الصحف والمجلات كما هو المتبع 
كم تمقت تلك المجاملات السخيفة واجواء الاحتفالات الصاخبة ولكنها مضطرة الى تحملها لاكمال هذه المظاهر 
محاولات بائسة تحاول بها ان تتأقلم على جو رجال وسيدات الاعمال التى اصبحت منهم 
تابعت بابتسامة هادئة رقصة البداية بين خالد وملك لاحظت همساته فى أذنيها وخجلها وهي ټدفن رأسها في كتفه 
التقطت محاولاته لضمھا اكثر من مرة وقبلاته المسروقة الخاطفة ورغما عنها تذكرت ليلتها مع يوسف حين غنى لها اجمل نساء الدنيا 
تزاحمت حولها الذكريات حتى تلاصقت ببعضها فكونت سياجا منيعا منعها حتى عن التنفس 
حنين جارف لايمكنها مقاومته وهى تتذكر كل لحظة عاشتها معه 
كل لحظة قضتها بين ذراعيه 
كل لمسة منه لشعرها المجعد 
تجزم بأنه كان اكثر رجال هذه الارض حنانا ولكن تنهدت بعمق وهى تحاول ان تتخلص من هذه الذكريات التى ستأخذها الى الچحيم 
چحيم أشعله قربه 
انسحبت فى هدوء الى حديقة القصر لتتنفس بعيدا عن هذا الصخب 
جلست على الارجوحة الواسعة امام المسبح 
شعرت بخطوات خلفها ضيقت عينيها فى تفكير اهى خطواته 
اما لازالت الذكريات تتلاعب بها 
هى تميز خطواته عن اى خطوات اخرى وكأنها بصمة خاصة به 
أخذت نفسا عميقا وماذا عن رائحة عطره ايضا 
لا يوجد رجل يستخدم هذا العطر سواه فهو يختلط برائحته الخاصة وكأنه قد خلق له 
لن تلتفت ابدا 
اقتربت خطواته اكثر واكثر حتى اصبح حقيقة واضحة يجلس الى جوارها على ارجوحتها وينظر امامه قائلا فى هدوء مستفز 
بقا يبقا عندكو فرح ومتعزمنيش 
التفتت اليه وعادت تنظر امامها 
وانت ايه اللى جابك 
ضحك قائلا 
هوا ده الاتيكيت برضه ده انتى المفروض دلوقتى سيدة اعمال كبيرة 
نظرت له هذه المرة فى تمعن لتسأله في وضوح 
انت عايز ايه يا يوسف 
امسك يدها فى غفلة منها وهمس في شوق 
انتى عارفة انا عايز ايه 
ڠضبت من نفسها لتلك الارتعادة التى انتقلت لكفها لمجرد لمسة منه فسحبت يدها محاولة اخفاء مشاعرها لتنهره في حدة 
متنساش نفسك ومتنساش انى خلاص مبقتش مراتك ومش من حقك انك 
قاطعها فى جدية 
انتى مصدقة مصدقة ان مبقاش فيه حاجة تربطنا 
نهضت فى بطء وهى تقول 
ايوة يا يوسف انا كمان اتجوزت بعدك لو كنت نسيت 
اتجوزتى عيبك يا حبيبتى انك مش عارفة ان مفيش حاجة بتستخبى فى البلد دى والكل عارف ان جوازك من من احمد عزام كان على ورق لمجرد انه واثق فيكى ده سافر تانى يوم كتب الكتاب 
نظرت الى مياه المسبح محاولة القاء اى كلمة تثير به غيظه وتهدم به ثقته التى تستفزها تلك 
انا كنت معاه الليلة دى قبل ما يسافر 
ابتسم وهو يدقق النظر بها فى ثقة 
كدابة كدب الابل يا حياتي 
عضت على شفتها 
عليه اللعنه هو وضعفها امامه 
واصل وهو يقترب اكثر 
انتى متقدريش تكونى لحد تانى غيرى زييى بالظبط مش انا بس لحد دلوقتى اللى لسة شايفك مراتى 
ابتسمت فى تهكم 
اومال جينا تبقا ايه 
رد فى حزن 
انا متجوزتش حد غيرك ابدا 
واضاف فى حسم 
وللمرة المليون بقولك ان اللى حصل كان ڠصب عنى 
عقدت ساعديها وهى تقول بعدم تصديق 
ولما هوا ڠصب عنك مخليها فى بيتك ليه 
أجابها فى ثبات 
عشان مبقتش فارقة من بعدك مفيش ست ممكن يكون لها مكان فى حياتى فخلاص خليها جنب ابنى 
كلمة ابنه من امرأة اخرى اثارت حنقها الذي لاحظه على الفور فواصل فى حنان 
لكن فى حالة انك تقررى 
اوقفته بكفها فى حزم 
انا عمرى ما هقرر ولا هغير حاجة من اللى احنا فيه فعيش حياتك زى ما اخترتها ومن هنا ورايح مفيش
53  54  55 

انت في الصفحة 54 من 66 صفحات