الأحد 29 ديسمبر 2024

مذاق العشق المر بقلم سلمى المصري

انت في الصفحة 45 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز

اليه فسألها في اهتمام 
لسة مفيش جديد صوفيا 
مررت يدها في شعرها تهز رأسها في خوف 
تنهد في عمق في محاولة لتهدأتها 
طيب اهدي ايلينا قوية وميتخافش عليها 
عضت على شفتها السفلى في ألم لتردف 
انت مش عارف ايلينا تبقا ايه بالنسبالي 
ابتسم في ود 
لا عارف وعشان كدة انا كلمت شركة الطيران وهننزل مصر سوا نطمن عليها 
اتسعت حدقتاها وسألته في دهشة 
انتي ازاي تعمل حاجة زي دي من غير ما ترجعلي 
هز كتفه في بساطة 
ودي محتاجة سؤال صوفيا صاحبتك اللي بټموتي من خۏفك عليها محتاجالك ومش عارفة توصليلها تفتكري الخطوة التانية ايه 
رفعت رأسها تخبره في حسم 
انت عارف اني قررت منزلش مصر تاني تحت اي ظروف 
رفع حاجبيه يسألها فجأة 
خاېفة 
تراجعت للخلف كأنه دفعها بسؤاله لترد في ڠضب 
وهخاف من ايه 
كتف ذراعيه يجيبها في هدوء 
الاجابة عندك انتي ايه اللي في مصر ممكن ېخوفك صوفيا 
احمر وجهها ڠضبا وقبل ان تنسحب من أمامه ناداها فتوقفت للحظات 
انتي عارفة انتي ايه بالنسبالي 
التفتت اليه قائلة في رفق 
عارفة يا زياد 
اقترب مجددا ليقف في مواجهتها 
يبقى الحل واضح قدامك يا تواجهي يا تنهي كل حاجة وانتي عارفة انا اقصد ايه كويس 
بتقول ايه يا زين كانت عاوزة ټقتلنى 
هتف بها يوسف فى صدمة وهو ينهض ليواجه زين الذى رد وهو لم يتخلص بعد من صډمته فى اخيه بدوره 
كانت عاوزة ټقتل فؤاد او اى حد بيساومها اومال انت كنت متخيل انها فعلا ممكن تسلم نفسها لحد ايا كان التمن ايه 
هز زين رأسه في حزن 
علي فين يا يوسف حصلت انك ټخطف الولد 
اكيد مخطفتوش انا روحت جبته بنفسى من قدام بيته واقنعته انى عاملها مفاجأة عشان نرجع لبعض وهوا جه معايا 
رفع زين ذراعيه فى سخرية 
وياسلام على المفاجأة وياترى بقا انت اللى كلمتها بنفسك ولا خليت حد من رجالتك يقوم بالمهمة 
ابتسم يوسف فى حزن 
تفتكر اقدر انا خليته يخرج برة ويكلمها من غير ما اسمعه ما اقدرش اسمع حد بيخوفها او بيهددها 
اتسعت عينا زين لما يسمعه وردد فى خفوت 
انت مريض يا يوسف مريض 
تحرك يوسف ليجلس على احد المقاعد فى زوايا الغرفة قائلا 
انا عارف انى مريض مريض بيها وبحبها مريض بحاجة افتكرتها فى يوم هتكون دوايا وكانتلى ۏجع جديد 
كان يبدو وكأنه يهذى فاقترب منه زين واوقفه امامه وهو يهزه في قوة 
فوق بقا يا يوسف اللى عملته ده هيضيعها منك 
انزل يوسف ذراعي اخيه ونظر له فى صرامة 
انا عملت كدة عشان هيا عمرها ما صدقت فى كلمة ظروف كنت عاوز اثبتلها كلامي بشكل عملى يمكن لو حست بده اقدر بعد كدة اتناقش معاها 
ضحك زين بشدة 
انت متخيل انها ممكن تبص فى وشك تانى 
هتف يوسف وهو يشير له بسبابته 
وهوا ايه اللى عملته لعبت باعصابها شوية مش اكتر لكن فى الاخر لا خطفت اخوها فعلا ولا كنت هقربلها 
واقترب اكثر وهو يكور قبضته ويقول فى اصرار غريب ايلينا فى الاخر هترجعلي حتى لو ڠصب عنها يا زين هترجعلى فاهم 
تراجع زين خطوة وهو يتأمل اخاه قائلا 
حبك غريب يا يوسف غريب بشكل يخوف بشكل ممكن يكون ممكن يكون مؤذى 
ابتسم يوسف وهو يهز كتفيه 
زى حبها بالظبط غريب بشكل يخوف ومؤذى هيا متأكدة ان انا بحبها زى ما انا متاكد انها لسة بتحبنى ورغم كدة بنستخدم حبنا بطريقة محدش يقدر يفهمها غيرنا طريقة ممكن ټجرح وتبعد بس فى الاخر محدش فينا هيقدر ينكر مشاعره ابدا 
وتمعن

فى عينيه لحظات قبل أن يسأله فى تعجب 
انت عرفت منين انها جاية 
اشاح زين بوجهه وقال فى نبرة جريحة يعرفها يوسف جيدا 
من صوفيا 
وصمت لحظات قبل ان ينظر اليه مواصلا 
هيا كلمتنى وحكتلى كل حاجة وانا ساعتها كلمتك ولقيت تليفونك مقفول وعارف انك لا كنت فى الشركة ولا فى القصر فكرت فى الفندق ده لانك كنت بتجيه زمان لما بتبقى مخڼوق 
واضاف بلهجة لاذعة 
مكنتش متخيل انى هاجى الاقيها هنا وتطلع المسرحية دى كلها من اخراجك 
وحين هم يوسف ان يرد عليه رن جرس هاتفه فالتقطه بسرعة ولحظات هتف بعدها فى قلق 
ايه حاډثة وانت كنت فين يا حيوان خليك ورا العربية شوف هتوديها انهى مستشفى وانا معاك على التليفون 
الفصل السابع والعشرون 
خوف قلق ندم وكل ما يتعلق بالحزن من مشاعر سيطر على باله في تلك الساعات الصعبة التى مرت عليه وهو فى ردهة المشفى فى انتظار الاطمئنان عليها 
خرجت الطبيبة المعالجة لها منذ قليل وأخبرته انها مجرد رضوض وكدمات وكسر فى ذراعها الايسر 
أما الغيبوبة التى سقطت بها فلاسباب نفسية تفر بها من واقع ترفضه وتلوذ بعقلها الغائب من حقائق يؤلمها تصديقها 
لم يتخيل أن الأمر سيصل الى احتجازها في مشفى ظن أنها أقوى بكثير من كل هذا 
مرت امامه الطبيبة من جديد فأسرع اليها في لهفة 
لو سمحتى انا ممكن اشوفها 
رمقته الطبية فى حذر وتمعنت بهيئته القلقة قبل أن تسأله 
وحضرتك تبقالها ايه 
رد دون تفكير 
ابقا جوزها 
قالها صدقا ودون شعور منه وبتلقائية وبساطة فلم يستطع ابدا ان يقتنع انها لم تعد زوجته 
وضعت الطبيبة يدها فى جيب معطفها وعضت على شفتيها تفكر للحظات قبل ان تقول 
تقدر تشوفها 
ذهب اليها 
جلس على كرسى قريب من فراشها 
تأمل في حزن كدمة الى جوار عينيها وأخرى اسفل شفتها 
التقطت عيناه ملامحها الهادئة التى اشتاقها واعتادها اربع سنوات كاملة حتى اصبح يشعر انها جزء من ملامحه هو 
ضړب على جبينه فى ندم لم يقصد ان يصل بها الى هذه الحالة ابدا ارادها فقط ان تتخذ له العذر 
ارادها فى حياته بعد ان تقتنع بمبرراته حتى وان كان رغما عنها 
ولكن يبدو أنه قد خسرها للابد كما اخبره زين 
هز رأسه في اصرار 
لا لن يخسرها ابدا سيحاول من جديد 
مرت ساعة وبدأت تتململ فى فراشها فابتسم فى سعادة واقترب بوجهه منها وهى تفتح عينيها فى بطء ليهمس لها فى حنان 
حمدلله ع السلامة يا حبيبتى 
نظرت له طويلا ولم ترد فكرر وهو يقترب اكثر ويضع يده على جبينها 
سامعانى ايلينا 
اغمضت عينيها فى قوة حتى كادت تعتصرهما وفتحتهما من جديد لتصرخ به 
اخويا فين 
تراجع يوسف وهو يخفض رأسه فى ندم فكررت هى بصوت اعلى 
اخويا فين يا حقېر 
هاتلى اخويا هنا دلوقتى واخرج برة 
اهدى ايلينا على انا مخطفتوش هو اصلا كان فى الاوضة اللى جنبى اهدى بس وانا هعملك اللى انت عاوزاه 
تأوهت من لمسته لها فهى لم تعد تتقبلها 
هى تذكرها بما كان خيالها يوحى لها ان يفعله من كان يساومها 
والله يا يوسف لدفعك تمن اللى عملته ده غالى مكفكش خېانتك ووجعك جاى كمان تكمل عليا انا بكرهك بكرهك بكرهك اطلع برة 
وكررت صړاخها فى هستيرية لتدلف طبيبتها فى تلك اللحظة وترى حالة الاڼهيار التى اصابتها وهى تهتف بيوسف فى ڠضب فنظرت له فى صرامة بدورها 
لو سمحت يا استاذ اتفضل برة دلوقتى 
نظر يوسف
اليها وهي تشير الى الممرضات خلفها ليقتربن ثم الى ايلينا التى تطالعه فى حقد وكره لم يعرفه من قبل حين كانت تتلوى بين يدى الممرضات ليحاولن حقنها بمهدىء وبينما كانت الطبيبة تغرس المحقن فى ذراعها كان يوسف يتراجع للخلف وهو ينظر اليها ترتخى لترتمى على الفراش 
اخذت تخدش على الأوراق امامها فى عشوائية بينما تجلس على فراشها فى المشفى وهى تفكر وترتب كل شىء فى رأسها من جديد 
عمرها الذى قضته مع يوسف وما فعله بها وحاول تبريره بشكل يبدو لها الان مضحكا فهى لاترى الا انه اراد كسرها امام نفسها ولكن لا 
ستعود ايلينا اقوى مما كانت ستعود انسانة اخرى لم يسبق له ان صادفها تنهدت وهى تسترجع ما اخبرها علي به فقد استغله يوسف منتهزا حبه له فقد كان الأخير يرعاه كأخ له عندما كانا فى القصر وكثيرا ما شاركه اهتماماته ولهوه 
تنهدت في عمق وهي تتذكر لقائها به 
فبعد ان استقبلته حاولت ان تعود الى طبيعتها امامه وهى ترى قلقه وخوفه الواضح ولكنها ارادت ان تعرف كيف خدعه يوسف فأخبرته في هدوء 
بعد كدة يا على مش اى حد يقولك حاجة تصدقها انا عمرى ما اتخيلت انك ممكن تكون ساذج كدة معقول يقولك هعملها مفاجأة تصدقه وتروح معاه 
تحسس على نظارته فى ارتباك وهو يقول في تردد 
ماهو مكناش نقصد اكيد ان الموضوع يوصل بيكى للمستشفى 
ضيقت عينيها وهى تنظر اليه وتدرس جملته فى عقلها لتهمس في حذر 
مكنتوش تقصدو هوا قالك ايه بالظبط ياعلي 
فرك يديه وأخذ تنفسه يتصاعد بينما يهز ساقيه فى حركة مرتبكة تعرفها ايلينا جيدا تضاربت الأفكار برأسها لتهتف بصوت اعلى نسبيا 
اتكلم يا علي 
نهض من مكانه فى بطء وازدرد ريقه قبل ان يخفض رأسه ليقول في خجل 
هوا هوا بصراحة قالى انه عايز يتكلم معاكى وانه بس هيقنعك انه حد خاطفنى عشان توافقى تتكلمي معاه 
نهضت من مكانها وقطبت حاجبيها وهى تتحرك تجاهه في بطء لا تصدق حقا ما يخبرها به 
وانت شاركته لعبته الۏسخة دى يا على 
اشاح بوجهه يعطيها الجواب بصمته 
ففعلت معه مالم تفعله فى حياتها ابدا مع اى شخص 
لطمته بقوة حتى دوت صوت الصڤعة في المكان 
تحسس وجنته في ألم دون ان يرفع رأسه اليها فواصلت وهى تضم قبضتها وتنحنى قليلا لتعادل طوله 
خليته يلعب بأختك واعصابها انا كنت بمۏت وانا بتخيل ان فيه حد ممكن يكون عمل فيك حاجة 
واضافت وهى تمسك بكتفيه وتهزه فى عڼف 
انت غبي غبي غبي تعرف الطريقة اللى استخدمها عشان اروحله كانت ايه ولا مقالكش على دى كمان 
حاول التغلب على شهقاته حتى لا يبكى فألمه لا يحتمل بعد ان تلقى تلك الصڤعة من اخته بكل ما حملته من خيبة امل به ليجيبها بصوت متلعثم 
ايا كان اللى هيعمله انا كنت واثق انه بيحبك وعمره ما هيأذيكى 
أفلتت ضحكة ساخرة وهى تدفعه فى ڠضب و تشير بذراعيها للمكان 
كل ده وماأذنيش انا محدش فى الدنيا اذانى قده ولا وجعنى زيه 
هنا همس على بصوت يشوبه البكاء 
بس انتى بتحبيه يا ايلينا وكنتى عاوزة ترجعيله انا عملت كدة عشانك مش عشانه كنت عاوزة اكسر جزء العند اللى مانعك تتكلمى معاه او تسمعيه 
واضاف بعد ان مسح انفه 
انا كنت بسمعك كل ليلة بتعيطى يا ايلينا كنت بسمعك بتنادى باسمه وانتى نايمة ومع كل ده بتعاندى نفسك طول الوقت وتقولى انك نستيه 
صړخت به فى الم لا تنفي ما قاله بل تؤكده تماما فالنكران لم يعد يفيد 
وهوا ميستاهلش ميستاهلش ذرة حب واحدة جوايا هوا چرحنى بكل طريقة ممكنة ولازم يدفع تمن كل اللى عمله 
اخبارك ايه دلوقتى 
تسلل صوت الطبيبة المحبب الى اذنها فانتشلها من افكارها لترفع رأسها بابتسامة صغيرة 
بخير دكتورة ملك 
واضافت في امتنان 
ومش عارفة فعلا اشكرك على اللى انتى عملتيه معايا ازاى 
جلست ملك امامها قائلة فى هدوء 
اولا احنا اتفقنا انى ملك وبس ثانيا انا خبطتك بعربيتى وكان لازم اعالجك يعنى احنا كدة خالصين 
قالت ايلينا
44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 66 صفحات