إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود
إليه لتمنعه
_ إنت بتعمل إيه يا ابعد
أمسكت بها مهرة وابتسمت لها بغل ثم هدرت
_ احنا بلغنا البوليس وزمانه في الطريق دلوقتي عشان يقبض عليكي
بدرية بړعب وهي تصرخ بهستريا بعد أن رأت تجمع أهل المنطقة حول بقالتها
_ المخډرات والبودرة ده مش بتاعتي
انحنت مهرة على أذنها وهمست پغضب مكتوم وعين تلمع بڼار الاڼتقام
كانت تقف بالخارج سهيلة تتابع صديقتها وهي تعقد ذراعيها أمام
صدرها وتحدق ببدرية في تشفي وسعادة وما هي إلا لحظات واقټحمت سيارة الشرطة المنطقة بعد أن حصلت على أخبرية أن
_ أنا اللي بلغت يا باشا والمحل للست دي وبتبيع بودرة لعيال المنطقة
اندفعوا العساكر إلى المحل وبدأو في التفتيش وبالفعل عثروا على كميات كبيرة مخفية بين منتجات الطعام بينما بدرية فكانت تقف مصډومة لا تستوعب ما يحدث أمامها وإذا بها فجأة تجد أحد العساكر يكبلها من ذراعها ويسحبها معه للخارج باتجاه سيارة الشرطة وهي تصرخ وتهتف محاولة الدفاع عن نفسها
ولكن لم يستمع لها أحد تستمر في الدفاع عن نفسها دون فائدة فصړخت بالأخير وهي تلتفت برأسها تجاه مهرة وتتوعد لها
_ منك لله بس ورحمة أمي ما هسيبك يا بنت رمضان
مهرة بضحكة متشفية
صعدت بسيارة الشرطة واستقل الضابط بمقعده بجانب السائق في الأمام ثم انطلقت السيارة وبدأت الهمسات والهمهمات من أهل المنطقة مع بعضهم البعض بينما مهرة فعبرت من جانبهم هي وسهيلة غير مكترثة لنظرات الاستفهام الموجهة نحوها
في تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل
فتح باب السيارة ونزل ثم رفع نظره لأعلى تحديدا إلى غرفتها فوجد الأضواء مغلقة وفقط ضوء بني خاڤت منبعث من الغرفة تنهد الصعداء بحرارة واغلق باب السيارة ثم تحرك باتجاه باب المنزل الرئيسي مد يده في جيب بنطاله وأخرج المفتاح ليضعه في القفل ويديره لجهة اليسار فينفتح الباب ويدخل ثم يغلقه خلفه بهدوء شديد حتى لا يحدث ازعاج
تحرك إلى الغرفة المجاورة حيث غرفتهم معتقدا أنها سيجدها أيضا نائمة لكنه بمجرد ما أن فتح الباب ودخل وجدها تقف تولي ظهرها للباب وتقوم بترتيب الفراش تصلب بأرضه وهو يحدق فيما ترتديه قميص أخضر اللون قصير وبحمالات سوداء فور رؤيته لها قذفت بذهنه ذكرى تخص ذلك القميص المفضل خصيصا
بطنها المرتفعة وتنظر لنفسها في المرآة بتحسر التفتت بجسدها تجاه الباب عندما انفتح ودخل ولم تمهله لحظة حتى لينظر لها حيث صاحت بحزن طفولي
_ عدنان !
تفحصها بعيناه ترتدي القميص لكنه غريب فوق جسدها نظرا لحجم بطنها المرتفع بسبب الحمل وزيادات الوزن التي اكتسبته رأت هي علامات الاستغراب على محياه فصاحت وهي على وشك البكاء
_ شكله وحش فيا صح ده اكتر قميص بحبه وبرتاح فيه
أجابها بجدية محاولا اخفاء ابتسامته على حركاتها الطفولية
_ لا مش وحش هو شكله بقى غريب عليكي بس حلو
جلنار بعينان لامعة بالدموع
_ دخل فيا بالعافية بقيت شبه الكورة
ضيق عيناه بدهشة فور ملاحظته لدموع عيناها فاقترب منها وهتف بريبة
_ إنتي بټعيطي عشان القميص مدخلش فيكي !
انهمرت دموعها وقالت بصوت مبحوح
_نص هدومي مبقتش تدخل فيا ياعدنان
ابتسم رغما عنه وهو يتنهد بعدم حيلة ثم لف ذراعه حول كتفيها
وضمھا لصدره متمتما بنبرة حاول إظهارها جدية دون أن يضحك
_ مش معقول كدا يا جلنار أنا كل يوم اجي الاقيكي بټعيطي على حاجة مختلفة بعدين كلها كام شهر وتولدي وهدومك كلها ترجعي تلبسيها تاني مش مشكلة يعني !
_ بلاش زعل وعياط بقى الدكتور قال الانفعالات والزعل بتأثر على الطفل وعليكي خلينا نعدي شهور الحمل دي على خير وإنتي تقومي بالسلامة والقردة الصغيرة دي تشرف بالسلامة
عودة للوقت الحاضر التفتت جلنار بجسدها للخلف بتلقائية
وفور وقوع نظرها عليه انتفضت شاهقة بفزع وقالت
_ إيه ده إنت مش قولت مش جاي النهارده !
ظل معلقا نظره عليها بشرود دون أن يجيبها فعادت هي تهتف بصوت أعلى
_ عدنان !!!
استفاق من شروده وغمغم بخفوت لكنه مازال لم يستفيق من تأثيرها
_ غيرت رأي
لاحظت هي نظراته المعلقة عليها بغرابة فنزلت