الأربعاء 25 ديسمبر 2024

التايبان بقلم جنة مياز من الفصل الثامن الى العاشر

موقع أيام نيوز

من الفصل الثامن الى العاشر
البارت الثامن

بسم الله

كادت  ورد ان تجيب الا ان الهاتف سقط من يدها حين وجدت من يفتح باب المكتب

...

قضبت جانا حاجبيها  عندما لم تجد رد و بعدها وجدت الإتصال قد انقطع ليقول تميم

-خلصت

فالتفتت هي و قالت بقلق

-الخط قطع

وما كادت تتصل مرة أخرى الا و سحب بدر الهاتف منها قائلاً

-لو اتصلتي دلوقتي ممكن تإذيها...استني شوية

فنظرت جانا له وهي تشعر بالخۏف بينما بادلها هو نظرات هادئة لطيفة كي تثق به اما من جهة أخرى...

أغلقت ورد عينيها و تنفست بعمق حين وجدت جهاد هي من فتحت  المكتب و تقول بهمس

-بتعملي ايه هنا؟

كادت ورد ان تجيب الا ان جهاد انتبهت للاب توب فقالت بصوت منخفض

- تعالي نتكلم برة

احضرت ورد هاتفها و ما ان خرجت حتى اشارت جهاد الى حديقة الفيلا و عندما خرجتا قالت

-كنتي بتعملي ايه في المكتب؟

فابتلعت ورد ريقها و قالت بهدوء

-بجيب الدليل اللي هيخرج هشام من السچن

لتمسح الأخرى وجهها بشيء من  الغاضب قائلة بعدها

-انتي عارفه حامد لو عرف هيعمل فيكي ايه؟

صمتت ورد ولم تعقب لتكمل جهاد

-لقيتي الدليل؟

اماءت  ورد لتقول جهاد بحدة

-بكرة اوس يجي ياخدك و الموضوع هيمر طبيعي تمام؟ اللي لقتيه هيتسلم للشرطه

فقالت ورد

-لازم انصحه الأول م..

ما كادت تكمل الا وقاطعتها جهاد

-هشام نصحه مليون مرة و اديكي شوفتي اللي حصله...مفيش حاجة هتوقف حامد غير السچن يا ورد الله يخليكي سلمي الدليل لأوس و رجعيلي ابني مش عايزه غيره

اقتربت ورد منها معانقة إياها قائلة

-حاضر

ربتت جهاد على ظهرها بحنو بينما تركتها ورد و صعدت إلى الغرفة وما إن أغلقت الباب حتى أرسلت إلى جانا

"جانا ابعتي الدليل لأوس دلوقتي"

...

تنهدت جانا براحة ما إن قرأت رسالة ورد و بعد ان إطمأنت عليها أخبرت تميم بأن يرسل الدليل على بريد الكتروني خاص بأوس ليفعل الآخر كما قالت و ما ان انتهى حتى نهض من مكانه قائلاً

-خلصت مهمتي...سيبوني أنام بقى

فابتسمت جانا ليرحل تميم وما كاد بدر يذهب هو الآخر الا و توقف حين قالت جانا

-بدر

الټفت هو لها و ظل ينظر  لها بشكل مربك لتتابع وهي تفرك يديها

-لحد اللحظة ديه مهما قولتلك شكراً مش هيكفي مش عارفة هرد جمايلك ازاي

ليبتسم الآخر لها بشكل لطيف ثم يقول

-مترديهاش عشان تفضلي فكراني

فما ان بادلته جانا الإبتسامة  حتى قال

-روحي نامي عشان  ورانا سفر بكرة

اماءت  جانا له لتذهب الى خيمتها فكانت تلك المرة الأولى التي تخيم فيها و يا له من شعور حين يداعب الهواء النقي وجوهكم اثناء النوم و انتم تستمعون الى أصوات الأمواج كأنها تدندن بشكل يجعلكم تشعرون بالراحة فما كان لجانا الا ان تبتسم خاصة حين تتذكر ذلك من سلب عقلها و على الرغم من ان ملامحة توحي بأنه شخص قاسې او شديد الا ان له غمازتين سلبتا عقل جانا  بالفعل كلما ابتسم او ضحك فسبحان من خلق فابدع

....

استنشقت ورد بعض الهواء النقي اثناء وقوفها في الشرفة وهي تنظر للسماء و تفكر في كل ما حدث فكيف لوالدها ان يفعل كل ذلك؟ و الأسوأ كيف ستكون ردة فعل اوس تجاهها؟ هل سيغير رأيه فيها ام انه احبها لانها هي ورد وهي من سلبت عقله و احبته من كل قلبها... عندما نحب من أعماق قلوبنا لا نكترث لأي شيء آخر عدا من نحب ولكن في بعض المواقف تشعرون وأنه قد يتم التخلي عنكم فيما ليس لكم ذنب به

كل ذلك دار في عقل ورد قبل أن تتلقى أتصال من أوس فابتلعت ريقها و مسحت دموعها وما إن أجابت حتى قال هو بنبرة جادة

-ورد حضري نفسك عشان جاي آخدك دلوقتي  

علمت ورد انه تلقى الدليل من جانا فقالت بهدوء

-هتاخدني؟

ليجيب الآخر بنبرة لا تخلو من القلق

-هشرحلك لما اشوفك بس متصحيش حد انا أصلا كنت قريب من برج العرب ١٥ دقيقة و هرنلك تنزليلي تمام؟

تنهدت ورد قائلة بعدها

-تمام

....

اغلقت ورد باب الفيلا بحرص شديد وما ان التفتت الى اوس و وجدته مستند على سيارته و ېدخن بشرود كادت ان تبتسم لوسامته دون وعي لكنها تذكرت ما حدث فتملك الخۏف قلبها من ردة فعله ولكن عاجلاً أم آجلاً لابد من التحدث معه وما ان انتبه اوس لها حتى اقترب منها بملامح باردة فابتلعت ورد ريقها وما إن نظرت الى عينيه حتى سحبها هو الي حضنه و ظل يمسد على ظهرها بحنو...حسناً لقد توقعت الكثير ولكن ذلك لم يكن في الحسبان أبداً بينما ابتعد هو عنها و أشار لها لكي تركب و عندما فعلا و انطلقا ظل اوس صامت لفترة طويلة بينما ورد لم تجرؤ على البدأ بالحديث أبداً و بعد فترة قال اوس

-ورد مهما يحصل مفيش حد ولا حاجة هتأثر عن مكانتك في قلبي ولا على اللي بينا...لما حبيتك حبيتك لأنك امتلكتي قلبي على الرغم من أني متخانقتش مع حد قد ما اتخانقت معاكي بس حبيتك و محظوظ بكده

أبتسمت ورد ثم نظرت له بحب شديد ليتابع هو بحرص و عناية كي لا ېجرحها

-اللي خلاني آجي آخدك أني جاتلي رسالة على الGmail  بتاعي لحد الآن معرفش من مين بس...

ما كاد يكمل الا وقالت ورد وهي تفرك كفيها و تدمع

-عارفة انا اللي جبت الدليل

أوقف اوس السيارة فجأة في منتصف الطريق و نظر لها پصدمة لتمسح هي دموعها و تقول

-هشام قالي كل حاجة لما روحت اشوفه عشان كده أصريت أجي هنا عشان أخرج هشام...كنت هنصح بابا الأول و هفضل وراه بس ماما جهاد قالت انه كان ممكن يأذيني

نظرت ورد الى أوس بعد ان احمر انفها و تبللت رموشها من دموعها

-بس مهما يحصل مش هقطع علاقتي ببابا ابداً

ليمسك اوس يدها مقبلاً إياها بحنو قائلاً

-عارف انه صعب عليكي و عمري ما هحرمك من انك تشوفيه

فما كان لورد الا ان تبتسم له ليبدأ هو بالقيادة و كل منهما قد شرد في عالمه وعلى الرغم من ذلك فظلت أيديهم متشابكة معاً بقوة فالحب ثقة و إخلاص و قوة فإن كان هناك  من يحبان بعضهما بقوة ما بينهما لن يُهدم ببساطة فالبناء عندما يكون أساسه قوي لا يسقط بسهولة

***الساعة ٩:٣٠ صباحاً***

كانت جانا تداعب ساجدة في السيارة و تمزح معها بينما تميم يقود في المقعد الأمامي و بدر نائماً على المقعد المجاور فقالت جانا بسخرية

-أحسن واحد يدي نصايح و ميعملش بيها

ابتسم تميم ليجيب بدر بصوت ناعس

-لو قصدك على النوم ف فرط التفكير في حد معين ممكن يخليكي تسهري لأسبوع

ملتفتاً بعدها إلى الخلف قائلاً وهو ينظر إلى  عينيها  بشكل مربك

-مش كده؟

ابتلعت جانا ريقها و أشاحت بوجهها بعيداً ليبتسم بدر بمكر ثم يعود إلى مكانه فما أجملها حين تخجل

...

توقف تميم أمام المطار لتقول جانا

-ايه ده هنسافر من المطار؟!!! انتو ناس غريبة

ابتسم تميم ليقول بدر وهو يترجل من السيارة

-شكلك  رايقة وانا مش فايقلك يا جانو

لتبتسم جانا هي الأخرى فكم أحبت لقبها الجديد منه بينما حمل تميم ساجدة بعد ان اعطى جوازات السفر لبدر و عندما جاء أحد معارف بدر و أخذ السيارة دخلوا الى المطار ولكن جانا تعجبت كثيراً حين وجدت الأمن يعرفون بدر و تميم و يساعدونهم و يعاملونهم بشكل خاص و ما ان انتهوا من الإجراءات و جلسوا في قاعة الإنتظار حتى طلبت جانا من بدر ان يريها تذكرة الطيران و حين رأتها شهقت پصدمة قائلة

-الهند؟!!!!

ابتسم بدر بلطافة لتظهر غمازتيه و حرك رأسه بالإيجاب بينما زفرت جانا و قالت بحنق و عدم تصديق

-يا ربي افتكرت اننا راجعين مصر بس لا طبعاً بدر باشا لازم يروح الهند وياخدني معاه

لم يعقب تميم نهائياً بينما جلس بدر بجانب جانا و قال وهو لازال مبتسم

-بفسحك يا جانو بس متقلقيش رحلتنا الأخيرة بعدين هكمل انا لوحدي

فنظرت له جانا قائلة بملل

-مش فاهمة انا هنعمل أيه في الهند؟

ليهمس هو لها

-هتعرفي قصة جديدة يعني بالنسبالك قصة بس بالنسبة لأهلها مأساة

قضبت جانا حاجبيها بعدم فهم لينهض بدر من مكانه ثم يقول

-هجيب فطار واجي

اماء تميم بينما ظلت جانا صامتة تنظر الى الطائرات من الزجاج بهدوء حتى تلقت رسالة من أحمد يقول

"جانا انا نازل مصر الأثنين الجاي بس هنزل على القاهرة...عايز اشوفك هناك"

فزفرت جانا بضيق و قالت في سرها

-متفتكرش جانا غير لما تحتاج تقولها حاجة...حتى بقالك يومين مسألتش

نظر تميم اليها بعدها قال بهدوء

-مفيش مجاملة في الحب...لو مش بتحبيه قوليله لسة قدامك فرصة

لتقول جانا بيأس

-كان نفسي

تنهد تميم ولم يعقب و بعد دقائق أحضر بدر لهم الطعام و ما مرت نصف ساعة الا وحان موعد الطائرة

...

كانت التذاكر من الدرجة الأولى فكانت مقعدان في الصف فقط و عندما جاءت جانا لتجلس على المقعد بجانب النافذة قال بدر بنبرة مريبة

-كويس هتقعدي على الكرسي ده

قضبت جانا حاجبيها و انتابها شعور بالشك  فنهضت من مكانها و قالت

-ماله الكرسي ده؟

ابتسم بدر و ظهرت غمازتيه بشكل شرير فأخذت جانا نفس و قالت

-احم...مش هقعد هنا خلاص بدل معايا

ليحرك هو رأسه نافياً لتقول جانا بشكل لطيف و بريء

-لو سمحت الله يخليك

فقال هو بكبرياء

-خلاص طيب

صفقت جانا بيديها و ما ان جلست و جلس بدر بجانب النافذة حتى ضحك فقضبت جانا حاجبيها ليقول تميم

-هو ضحك عليكي؟ يلا الله يكون في عونك

فتحت جانا فمها پصدمة و نظرت له پغضب قائلة

-كل ده عشان تقعد جمب الشباك؟البارت التاسع❤️

بسم الله

صفقت جانا بيديها و ما ان جلست و جلس بدر بجانب النافذة حتى ضحك فقضبت جانا حاجبيها ليقول تميم

-هو ضحك عليكي؟ يلا الله يكون في عونك

فتحت جانا فمها پصدمة و نظرت له پغضب قائلة

-كل ده عشان تقعد جمب الشباك؟

حرك بدر رأسه بالإيجاب لتمط جانا شفتيها بحزن و تقول بشكل طفولي

-انت شرير...عايزة أرجع مكاني

تمطع بدر بشكل لطيف قائلاً بطفولية

-واحنا راجعين  ابقي اقعدي انتي جمب الشباك

لتزفر جانا ثم تقول لساجدة الجالسة بجانب النافذة في الصف المجاور

-جوجو...تبدلي؟

حركت ساجدة رأسها نافية لتضم جانا يديها الى صدرها بحزن وهي تمط شفتيها پغضب فقالت بصوت وصل لمسامع  بدر

-طفل مزعج

ليبتسم الآخر ثم ينظر من النافذة

...

ذهب الجميع في النوم عدا جانا فقالت بإنزعاج

-مدام انت هتنام قعدت هنا ليه؟

اقتربت جانا قليلاً لتنظر من النافذة ولكنها كانت حريصة على ان تبقى على بعد كافي من بدر ولكن ما لم يكن في حسبانها "المطبات الهوائية" فما ان ارتجت الطائرة حتى فلت كوع جانا من على يد المقعد الى قدم بدر بقوة فشهقت جانا و وضعت يدها على فمها بينما أغلق هو عينيه بقوة وهو يكور يديه الاثنتين من شدة الألم وما ان نظر الى جانا حتى تنحنحت هي قائلة

-عشان مكنتش مسامحاك...تستاهل

رفع بدر حاجبيه قائلاً بهدوء

-بقى كده؟

اماءت جانا  بثقة ليقول هو بنبرة مريبة

-متخلنيش احطها في دماغي و مرجعكيش لأهلك

اشاحت جانا بوجهها للجانب الآخر بملل بينما من داخلها تمنت لو يفعل ذلك حقاً و بعد فترة كانت قد غفت

***بعد بضع ساعات***

استيقظت جانا أثناء هبوط الطائرة و كان المساء قد حل فدعكت عينيها ثم نظرت حولها لتجد بدر نائماً ويبدو لطيفاً للغاية فالرجال من الحالات التي تظهر فيها لطافتهم عند النوم و عند الضحك مع شخص يحبونه بشدة

تنهدت جانا ثم نظرت للجانب الآخر لتجد ساجدة نائمة بينما تميم يمسد على شعرها بحنو فابتسمت وقالت بصوت منخفض

-مش عارفة ساجدة هتعمل ايه لما تمشوا

فبادلها تميم الابتسامة قائلاً

-هنيجي نشوفها من وقت للتاني

صمتت جانا ليكمل تميم

-استعدي عشان هننزل...و صحي بدر

اماءت جانا له ببراءة و نظرت لبدر قائلة بنبرة عادية

-بدر...تايبان...بدر اصحى

لم يتحرك الآخر كأنه غائباً عن الوعي وليس فقط نائماً فزفرت جانا ثم أحضرت زجاجة الماء و ما ان فتحتها و سكبتها عليه حتى أمسك بدر يدها بقوة ما ان استيقظ و كأنها لص او شخص يريد قټله فتصنمت جانا من الصدمة بينما زفر هو ما ان استعاب ما يحدث و ترك يدها لتقول جانا پغضب طفيف

-متلمسنيش تاني ممكن؟

كان بدر ينظر الى ثيابه التي تبللت بالكامل  و شعره الغارق في الماء فقال بضيق

-لا و انا للامانه ھموت و أمسك ايدك...حد عاقل يصحي حد كده؟

لتحك جانا وجنتها بخفة قائلة

-ما انت مكنتش  راضي تصحى

فنظر هو لها شزراً و قال

-فتقومي مغرقاني صح؟

تنحنحت جانا ولم تجبه ليفك هو الحزام ثم ينهض و يقول لتميم الذي كان مبتسماً منذ البداية وكأنه يشاهد عرض تلفازي

-تميم هاتلي تي شيرت من الشنطة هبدل في الحمام

ليحضر الآخر "التي شيرت" وهو مازال مبتسماً فسحبه بدر منه پعنف و دخل إلى حمام الطائرة لتقول جانا

-أحسن أحسن عشان مقعدنيش جمب الشباك

ضحك تميم قائلاً

-انا بتشهد وانا بصحيه

لتضحك هي و بعدها تقول وهي تنظر إلى المطار من خلال نافذة الطائرة

-الهند...سمعت انها حلوة

فقال تميم بنبرة هادئة

-فيها حاجات حلوة و فيها حاجات لأ...كل البلاد كده

اماءت جانا له و ظلت تراقب المطار بهدوء ريثما يعود بدر فكل الركاب انصرفوا ولم يبقى سواهما

...

لم يحدث جديد حتى خرجوا من المطار و كان هناك سائق بإنتطارهم في الخارج فركب تميم بالأمام مع ساجدة بينما بدر و جانا في الخلف و طوال الطريق كانت جانا تنظر الى الشوارع وهي ترى النساء كثير منهن يرتدين الساري بألوان مختلفة و البعض الآخر يرتدين ثياب عادية بينما الشوارع بعضها مزدحم و يصعب السير فيه و المتاجر المتنوعة تحيط بالطرق من كلا الجانبين و في الواقع في بعض المناطق شعرت كأنها في مصر بينما بدر كان ينظر لها من وقت لآخر و يبتسم لرؤيته إبتسامتها و دهشتها فكانت كالأطفال تماماً و بعد فترة توقف السائق أمام فندق فاخر للغاية في منطقة راقية و عندما ترجلوا و دخلوا إلى الداخل دُهشت جانا بالزغارف الهندية و الرسومات على الحائط بينما صفقت ساجدة و قالت وهي تشير الى لوحة ما

-تميم تميم...هما ليه راسمين بنت عندها ايد كتير؟

ليحك الآخر وجنته فهو بالتأكيد لن يخبرها ان تلك الفتاة هم يعتبرونها إله لهم و بعد لحظات حملها و قال بلطف

-زي لما جوجو بترسم شمس عندها عنين يعني حاجة خيالية

ابتسمت ساجدة و ظلت تنظر إلى الفندق بذهول بينما ذهب بدر ليحضر مفتاح الغرفة و حين عاد قالت جانا بشك

-مش اوضة واحدة صح؟

ليبتسم الآخر ببراءة قائلاً

-يعني يعتبر اه و لا

قضبت جانا حاجبيها ليكمل

suite- (جناح)

فصمتت ولم تجب ليقول تميم بتعب

-بقول نطلع نتفاهم فوق عشان عايز اريح شوية

***من جهة أخرى***

دخل حامد الى مكتبه بعد ان اتصل به أحد رجاله مخبراً إياه ان الشرطة قد علمت بأمره فهرول الى اللاب توب الخاص به فاتحاً إياه باحثاً عن ملفاته ولكن ما ان قام بفتحه حتى وجد خلفيه اللاب توب عبارة عن رمز "التايبان" وهو عبارة عن خلفيه سوداء و في الوسط أفعى ملتفة حول بعضها باللون البرونزي فابلتع حامد ريقه ليجد ملف بدون أسم و ما ان فتحه حتى وجد فيديو ليفتحه و يصعق من محتواه بعدها

***في الفيديو***

زنزانة ما في القبو و رجل مكبل من قدم واحدة و لا يتضح وجهه بسبب عدم وجود اضاءة قويه ولكنه كان ينظر الى اتجاه معين و ېصرخ بقوة و بدأ جسده بالارتجاف و باتت الډماء تتدفق من عينيه و اظافره و فمه و انفه بشكل ملحوظ و أفاعي التايبان تحيط به و تلدغه بينما هو لا يقوى على الكلام فقط يرتجف وهو  ينظر لظل شخص ما يقف بعيد بثبات وكأنه لا يرى أحد يتعذب امامه فهمس حامد بصوت منخفض و ذعر شديد

-ال...الت...التايبان!

و ما مرت لحظات الا واستمع لصوت سيارات الشرطة تقترب من المنزل فخرج من مكتبه مهرولاً باحثاً عن زوجته وهو ينادي بإسمها ولكنها لم تجب ولم تكن في المنزل من الأساس ليفكر حامد في طريقة للهرب ولكن ما من مفر فالشرطة حاوطت المكان بالفعل ولكن اتعلمون امراً؟ لقد استنفذ حامد كل فرصه أعطاها الله له ليتوب فكان أبنه و زوجته ينصحونه بالابتعاد عن ما يفعل لكنه أبى فعل ذلك ومع هذا فإن اللحظة التي سيتوب فيها سيغفر الله له لان الله يحبنا جميعاً و يريد دخولنا الجنة حتى عندما نرتكب الذنوب الله يسامحنا عند التوبة

....

كانت ورد تنظر من النافذة بشرود عندما شعرت بأوس يقف خلفها فقالت بنبرة لا تخلو من الحزن

-هشام هيخرج؟

ليجيب هو بهدوء

-لو ملقناش دليل على انه كان بيتاجر في المخډرات ف احتمال يتسجن من ٦ شهور لسنة بحكم انه مدمن عليها

التفتت ورد الى اوس قائلة وهي تزيف ابتسامتها

-عقاپ الله في الدنيا فيه رحمة لينا...متأكدة ان كل ده حصل لسبب معين

فبادلها اوس الابتسامة لتقوم هي بمعانقته سامحة لدموعها بالنزول بينما ظل اوس يربت عليها بحنو كأنها أبنته قبل ان تكون زوجته

***في الهند***

نظرت جانا إلى جناح الفندق بذهول فكان كبير للغاية و هو عبارة عن صالة واسعة بها نافذة زجاجية كبيرة تمتد على طول الحائط و غرفتان للنوم بكل غرفة فراشان و الحمام الخاص بها فوضع تميم حقيبة جانا و ساجدة في غرفة بينما الغرفة الأخرى كانت له هو و بدر

...

كانت جانا تنظر من النافذة الى المدينة عندما جاء بدر و وقف بقربها فقالت بهدوء

-بنعمل ايه هنا؟

ليجيبها بدر

-هتعرفي بكرة

اماءت جانا له ثم ظلت تنظر إلى المدينة بهدوء وهي تفكر في ذلك العالم الذي خلقه الله كم هو جميل و واسع بينما بدر فكان ينظر إلى عالمه الخاص الذي رآه في أعين جانا

***في صباح اليوم التالي***

أستيقظت جانا وما إن بدلت ثيابها و خرجت من الحمام حتى وجدت ساجدة جالسة على الفراش و تلعب بدميتها التي أحضرها لها تميم فذهبت جانا و قبلتها بعدها فتحت الهاتف لتجد رسالة من أحمد يقول

"وحشتيني أوي في كلام كتير لازم تعرفيه بخصوص حياتنا سوا"

يتبع

رأيكم في البارت ايه؟ اظن كده وديتكم حضرموت و سقطرى و الهند تحبوا نسافر مكان تاني؟😂البارت ١٠

بسم الله

أستيقظت جانا وما إن بدلت ثيابها و خرجت من الحمام حتى وجدت ساجدة جالسة على الفراش و تلعب بدميتها التي أحضرها لها تميم فذهبت جانا و قبلتها بعدها فتحت الهاتف لتجد رسالة من أحمد يقول

"وحشتيني أوي في كلام كتير لازم تعرفيه بخصوص حياتنا سوا"

فقضبت جانا حاجبيها و أرسلت

"كلام ايه؟"

وما مرت لحظات الا و أرسل

"هتسيبي شغلك و هتسافري معايا تشتغلي في شركتي و ده مش كلامي انا ده كلام فريد باشا و أنتي عارفه طلباته أوامر مفيهاش معارضة"

تبدلت ملامح جانا للحزن الشديد لتدمع عيناها و ما كادت جانا تجيبه الا و خطفت ساجدة الهاتف من يدها و ركضت لخارج الغرفه فوضعت جانا غطاء الرأس على شعرها بسرعه و قالت بصوت مرتفع وهي تركض خلف ساجدة

-ساجدة رجعيلي الفون دلوقتي

....

كان بدر يصفف شعره في حمام الغرفة حين وجد تلك الصغيرة ټقتحم المكان بسرعة لتختبئ خلفه و تحتمي به من جانا بينما الأخرى دخلت خلفها غير مدركة أين هي و مع من قائلة بحدة

-ساجدة هاتي الفون

فحركت الأخرى رأسها نافية و قالت بنبرة مرتجفة

-لا...ع..عشان م..مش عايزاكي تزعلي

قضب بدر حاجبيه لهذا المشهد الدرامي الذي يحدث في حمام غرفته حامداً ربه أنه كان يصفف شعره فحسب و قبل ان تتحدث جانا تنحنح هو ليثبت وجوده وما ان استعابت جانا وضعها الحرج حتى أحمرت وجنتيها خجلاً ثم قالت پصدمة

-بدر!..اسفه والله اسفة مخدتش با...

ما كادت تكمل الا وقاطعها هو قائلاً

-كنتي بټعيطي؟

ابتلعت جانا ريقها ثم حركت رأسها نافية لتقول ساجدة

-كانت بټعيط ع...عشان كلمت..احمد

الټفت بدر لساجدة لتعطيه هي الهاتف ثم تركض خارج الحمام بينما جانا قالت وهي تنظر بحرج للأسفل

-ممكن الفون؟

خرج بدر ببرود من الحمام دون ان يجيبها او يعطيها الهاتف بينما زفرت جانا بحنق خارجة بعده

...

جلس بدر على الفراش ثم فتح الهاتف ليقرأ الرسائل بينها و بين أحمد أما جانا فلم تتحرك كي لا تزيد وضعها سوءاً و ما ان انتهي بدر حتى نظر لها و قال بنبرة هادئة

-قدرتي تقفي قدام تاجر سلاح و قاټل عشان تنقذي بنت مش بنتك أصلاً و مش قادرة تقفي قدام أبوكي عشان تنقذي حياتك؟ ديه مش تضحية يا جانا ده غباء

زفرت جانا و قالت بجمود

-بدر هات الفون

فنهض الآخر قائلاً بحدة

-فهميني ليه ساكتة مدام انتي مش بتحبيه؟

أدمعت عينا جانا و قالت پغضب و انفعال

-عشان ديه وصية ماما الله يرحمها...أحمد كان زمان حاجة و دلوقتي حاجة تانية...ديه وصيتها وانا وعدتها هنفذها يا بدر

صمت الآخر و لم يعقب لتأخذ جانا الهاتف منه  تاركة إياه في حالة من الڠضب

***بعد مرور بضع ساعات***

كانت جانا تشعر بالضيق الشديد بينما هي تنظر من نافذة السيارة وهي لا تعلم شيء عن وجهتهم حتى توقف السائق عند منطقة مزدحمة و كان ذلك في تمام الساعه السادسة مساءً وما إن ترجل الجميع من السيارة حتى قال تميم

-هاخد ساجدة لحد ما تخلصوا

قضبت جانا حاجبيها بعدم فهم ليقول بدر

-تمام

بعدها نظر الى جانا و قال

-يلا

فأجابته هي

-يلا فين؟

زفر بدر ساحباً جانا من يدها بينما حمل تميم ساجدة و ذهبوا من جهة أخرى

...

استطاعت جانا ان تسحب يدها من بدر پعنف و قالت پغضب

-قولتلك متلمسنيش بعدين ما ترد احنا بنعمل ايه هنا؟

نظر بدر الى شيء ما خلف جانا و ما ان التفتت حتى وجدته "ملهى ليلي" فقضبت حاجبيها ليقول بدر بجمود

-هندخل

ما كادت تتحدث الا و تركها هو و دخل فما كان لها الا ان تتبعه و ما ان دخلا حتى حاولت جانا ان تغض بصرها لما ترى من سوء بينما الصوت كان مرتفع و المكان مزدحم و لأنها تبدو مختلفة لفتت أنظار الكثير فما كان لبدر الا ان يمسكها من رسغها ليجبرها على الإسراع في حركتها و بعد لحظات فتح بدر باب ما مشيراً لجانا بالدخول لتتوقف عندما ترى ذلك الدرج أمامها فابتلعت ريقها و قالت بشيء من الشك

-أحنا بنعمل أيه هنا؟

فتنهد هو قائلاً

-بتثقي فيا؟

صمتت جانا قليلاً بعدها حركت رأسها بالإيجاب ليتابع بدر

-يبقى اطلعي

زفرت جانا بعدها بدأت بالصعود و على الرغم من ثقتها ببدر الا انها كانت خائڤة و ما ان صعدا حتى فتح بدر باب آخر لتجد جانا صالة بها الكثير من "فتيات الليل" و رجل ما يتحدث بحدة لأحداهن و ما كاد يصفعها الا و توقف حين وجد بدر فابتسم ذلك الرجل بعدها اقترب و بدأ يتحدث بالإنجليزيه مع بدر قائلاً

- welcome sir how can I help you?

-أهلاً بك سيدي كيف أساعدك؟

حك بدر ذقنه بخفة و بدأ ينظر للفتيات و بالتأكيد كل واحدة منهن حاولت اظهار جمالها بينما جانا كادت تقسم بأن قلبها سيخرج من بين ضلوعه لما تراه أمامها و بعد لحظات أشار بدر إلى فتاة ما قائلاً

-I want to buy that girl

-أريد شراء تلك الفتاة

شهقت جانا پصدمة بينما لمعت عينا الرجل فرحاً و قال

-really?!

-حقاً؟!

أماء بدر له بينما جانا ما كادت تتحدث الا و قال بدر

-هتعرفي كمان شوية

ذهب الرجل و أمسك الفتاة من ذراعها بقوة ملقياً إياها عند قدم بدر فنزلت جانا بسرعة لمستواها لتتأكد من أنها بخير اما الرجل فقال

-she costs 10 thousands dollar  

-انها تساوي 10 الف دولار

فأخرج بدر المال و القاه في وجه ذلك الرجل بعدها نظر ببرود الى تلك الفتاة التي لم تكف عن البكاء و ما كاد الرجل يقترب ليصفعها كي تصمت الا و وقف بدر امامه بجسده الضخم قائلاً له بحدة

-I have no problem telling the police about you

-ليس لدي مشكلة في إخبار الشرطة عنك

أقترب بدر منه هامساً بفحيح يشبه الأفعى

-Isn't this girl kidnapped?Or my information is wrong?

-اليست تلك الفتاة مخطۏفة ام ان معلوماتي خاطئة؟

ابتلع الرجل ريقه ليقول بدر لجانا

-قومي البنت و يلا عشان نخرج

ساعدت جانا الفتاة على النهوض و ظلت تربت على ظهرها بحنو علها تبث الأمان في قلب تلك المسكينه و ما ان فتح بدر الباب كي تخرجا حتى توقفت جانا و قالت له

-بدر البنت هتخرج كده؟

قضب بدر حاجبيه بعدم فهم وما ان نظر للفتاة حتى أستعاب تلك الثياب الڤاضحة و كان وجودها كعدمه فتنحنح بعدها نزع سترته معطياً أياها للفتاة فأرتدتها بسرعة و بدات تتأكد من أن جسدها لا يظهر منه شيء و الدموع تسيل على وجنتيها كالسيول

...

ما ان خرجوا من الملهى حتى ظلت جانا ممسكة بيد الفتاة برفق بينما بدر يسير أمامهم بشموخ وهو يتحدث في الهاتف و عندما أبتعدوا عن ذلك المكان المرعب توقف بدر قائلاً

-تميم هيجي دلوقتي

اماءت جانا ثم نظرت للفتاة و يا ويلاه لقد كانت هزيلة و ضعيفة جسدها ممتلئ بالكدمات شعرها مبعثر على وجهها البريء كانت صامتة فقط تبكي بهدوء فادمعت جانا لحالتها تلك و قالت لبدر

-ممكن تشرحلي الوضع؟

فالټفت هو لها و قال بنبرة هادئة

-(سونام) أتخطفت من أهلها و لأنهم من قرية فقيرة مقدروش يبلغوا انها اتخطفت ولا حد قدر يلاقيها مع العلم انها لو كانت بنت واحد ليه سلطة كانت هترجع بعد ساعات قليلة جداً من خطڤها

" ينتظرون تلك اللحظة النادرة التي يبتسم فيها فقير المال ليقولوا ان المال لا يشتري السعادة حسناً إن كان لا يشتري السعادة فهو لا يشتري الإنسانية أيضاً"

مسحت جانا دموعها بينما كانت سونام تنظر الى الأرض و تفرك يديها فهي لا تفهم ما يقولون ولا تفهم اللغة الإنجليزية أيضاً و على الرغم من شعورها بالذعر الا ان بعض الأمان دخل إلى قلبها بقرب جانا و بعد لحظات توقفت سيارة "GMC" امامهم ليترجل تميم منها مبتسماً وهو يقول

-ملقتش غير ديه بقى

ربت بدر على كتف صديقه مشيراً بعدها لسونام كي تركب فأمتثلت الأخرى له بعدها ركبت في المقعد الأخير للسيارة و التصقت بجانب النافذة بينما ركبت جانا أمامها بجانبها بدر و كالعادة ساجدة مع تميم و بعد مرور نصف ساعة توقف السائق أمام مطعم ليترجل تميم ليحضر الطعام و حين عاد و أعطى سونام نصيبها كم كانت سعادتها حينها فقد كانت جائعة و كي لا تخجل لم ينظر لها أحد فقط تركوا تلك المسكينة تأكل بشهية

...

كان الطريق طويل فقالت جانا وهي تنظر من النافذة

-هنوصل امتى؟

ابتسم بدر لتقول جانا بحزن خفيف

-الطريق طويل صح؟

اماء بدر لتعيد جانا رأسها للخلف قائلة بملل

-انا تعبت من السفر...سريري وحشني اوي

فأخرج بدر هاتفه من جيبه ثم قال وهو يعطيه لجانا

-مش عايزة تتكلمي مع سونام؟

سحبت جانا الهاتف منه بفرح شديد بعدها قفذت للخلف بلهفة بجانب سونام لتنظر لها الأخرى بغرابة بينما جانا قامت بتحويل المترجم من انجليزية الى هندية و قالت باللغة العربية

-مرحبا سونام...كيف حالك؟

قام البرنامج بالترجمة الى الهندية و بعد دقائق كانت سونام قد بدأت تتحدث مع جانا براحة فهي قد أحبتها و بعدما أخبرت جانا بأن عمرها ١٧ عام فقط بدأت بسرد قصة حياتها التي دُمرت الى جانا و كم كانت حياتهم صعبة في القرية و كم كانوا يعانون من فقر شديد و كيف تم خطڤها في أحد الليالي أثناء عودتها من العمل وكيف تمت معاملتها و كم عانت و مع كل كلمة كانت تحكيها كانت الدموع تنهمر من عينيها فعانقتها جانا و ظلت تربت على ظهرها و تخبرها أن كل شيء سيكون بخير حتى ذهبت كلتاهما في النوم

فتحت جانا عينيها حين شعرت بتوقف السيارة فنظرت من النافذة و ما كادت تسأل عن المكان الا و سونام قفذت على بدر في الأمام كي تخرج قبله و على الرغم من صډمته من حركتها الا انه ابتسم حين وجدها تفتح باب السيارة و تركض تجاه كوخ صغير في تلك القرية البسيطة و الجميلة الموجودة في كشمير.

ظلت سونام تطرق الباب بقوة وهي تنادي على أهلها بلهفة و صوت مرتفع و بعد ثوان خرجت سيدة كبيرة في السن کسى الشيب وجهها و ما ان رأت سونام حتى تصنمت في مكانها من الصدمة و حين تحسست وجه سونام و تأكدت من أنها ليست في حلم عانقت أبنتها وهي تبكي بقوة فها هي صغيرتها عادت لها بعدما فقدت الأمل في عودتها فما أقبح شعور الفقدان فلا تعلم هل الذي فقدته ماټ ام هو حي  عليك انتظار عودته و بينما تلك السيدة تعانق سونام جاء رجل ما يبدو بسيط و كان يحمل في يده صندوق به القليل من الطعام لكن الصندوق سقط من يده حين رأى أبنته أمامه فركض تجاهها معانقاً أياها بلهفة وهو لا يصدق عودتها  بينما جانا كانت تنظر لذلك المشهد الرائع بهدوء وهي مبتسمة و سعيدة بعدها قالت بهدوء

-علاقتك ايه بربنا عشان يكافئك بالمشهد ده؟

ابتسم بدر و ما كاد يجيب الا و وجد سونام تركض تجاههم لتسحبهم كي يتعرفوا على أهلها الذين ما ان رآوهم حتى أرادوا أن يعطوهم كل ما يملكوا و بعد الحاح شديد من أهل سونام وافق بدر و تميم على أن يمكثوا معهم الليلة و لأن القرية صغيرة فسرعان ما أنتشر خبر عودة سونام على يد "ملائكة البشر" كما أسموهم و بدأ جميع أهل القرية يتسارعون لخدمتهم و تقديم أفضل ما يملكون لهم و لحسن الحظ كان برنامج المترجم يعمل جيداً

يتبع